الحوثيون.. مراوغة الوسطاء والتهيئة للحرب (ماذا يحدث في صنعاء؟)

يمن الغد/ تقرير _ عبدالرب الفتاحي


تواصلت المفاوضات مع مليشيا الحوثي والتي بدأت الأربعاء الماضي واختتمها اليوم وصول المبعوث الأممي الخاص باليمن هانس غروندبرغ.

مفاوضات صعبة:


كان وفد مفاوض من قبل المملكة العربية السعودية قد وصل صنعاء الأسبوع الماضي ،وذلك برفقة الوفد العماني والذي اختتاما زيارتها بعد حالة من التفاوض الصعبة التي بذل خلالها الوفدين للوصول إلى نوع من الاتفاق لإزالة بعض التعقيدات التي وضعها الحوثيون وتهديداتهم بمواصلة هجماتهم على المنشأت النفطية واستهدف ميناء الضبة في حضرموت.
الوصول إلى اتفاق مع الحوثيين كان صعبا خاصة بعد أن عرقل الحوثيين الكثير من الاتفاقات والمشاورات ،وفي اللحظات الأخيرة تترك المليشيات الحوثية تلك الاتفاقات دون أن تختار الدخول في حوار آمن وجاد ،وهذا في حد ذاته من أهم المشاكل التي تعترض المفاوضات على المدى الطويل ، وتجعل من الصعب معرفة موافقة مليشيات الحوثيين عليها.

مراوغة في الحل:


يرى وحيد هاشم المدواحي وهو خبير سياسي أن اتفاق الحوثيين مع الوفدين السعودي والعماني، مازال غير واضح وإن كان هناك من ظهر متفائل في قدرة الوصول لاتفاق دائم وهذا ماحدث أثناء النقاشات والمباحثات ،التي تمت بين الوسيط العماني والوفد السعودي من جهة مليشيات الحوثي من جهة ثانية .
يقول وحيد ليمن الغد ” مليشيات الحوثي ليست ملتزمة بأي قواعد للحل وهي سريعة التخوف ،ولم تقبل بأية صيغة للحل مالم يضمن لها السيطرة والحكم،حيث أنها تعقد أي حلول ولديها خيارات لاية عملية سلام من خلال مطالبها التي ليست قابلة للتطبيق، والتي تكون حالة شاذة وغير مكتملة ،وهذه المطالب هي نوع من زيادة تحقيق رغبتها في العنف والحرب.”


تتصور مليشيات الحوثي أنها تملك أوراق ضغط متعددة لاخضاع الاطراف المعارضة لسلطتها ،وكذلك الاقليم الذي مازال متخوف من سلوك الحوثي القائم وفق سياسة مذهبية وكذلك ارتباط الحوثيين بالمشروع الايراني .
في السنوات السابقة أخذت مليشيات الحوثي تتمادى في استخدام حالة من الاستهداف، للمنشاءات اليمنية الاقتصادية والموانى ومهاجمة مراكز حساسة داخل اليمن وخارجها ،وهذا ما خلق نوع من التخوفات من الهجمات الحوثية وامتلاكها الصواريخ والمسيرات التي يمكن أن يكون لها تأثير كبير ،على بنية السعودية والامارات الاقتصادية والنفطية.
ويعتبر وحيد أن مشكلة الحوثيين هي أنهم لايفكرون بالسلام ،ويتخذون من خيار الحرب لتحقيق مكتسبات خاصة، وتوجد خيارات للحوثيين تتمحور حول طبيعة سلوكهم العنيف والذي يقوم على رديكالية متطرفة ومذهبية ،ولذلك من الصعب الوثوق بالحوثيين حول أنهم أصبحوا جاهزين للحل.

التهيئة للحرب:


يذهب ياسر مقبل علي خبير سياسي أن الوفد العماني والسعودي ،لن يصلا إلى اتفاق ملزم مع الحوثيين ،لإن هناك ملفات اخرى حساسة ستعمل مليشيات الحوثي على فتحها .
ويفسر ياسر أن الحوثيين يريدون اخضاع جميع اليمنيين وتنفيذ مشروعهم، وسوف تضغط مليشيات الحوثي بكل جهدها على السعودية والامارات لاضعاف الاطراف الأخرى السياسية والعسكرية، بإعتبار وجود منازع أو طراف يرفضها ويملك كتلة قوية عسكرية وسياسية على أنه يعمل ضدها ويهدد وجودها بالحرب .


وقال ياسر ليمن الغد ” من غير المحتمل أن الوساطة ستنجح ،هناك نوع من سلوك العنف ومحاولة الابقاء على الحرب من قبل الحوثيين !وكلما تقدم الحوار كلما رفضه الحوثيين في النهاية، وهذا سيعيد الوضع إلى نقطة الصفر وسيبداء الحوثيين بالابتزاز ان لديهم مطالب أخرى، ولهذا لايمكن أن تشعر أن الحوثيين أصبحوا اقرب للسلام الآن.
وأضاف أن طريقة قبول الحوثيين للاتفاقيات ثم الانقلاب عليها، صارت عادة وقيمة تتميز بظرفية اتفاقهم ثم دراسته وإذا وجد أنه بعيد عن رغبتهم الخاصة ،فهم سيختارون تصعيد الوضع كما أن ايران تلعب بقوة على الملف اليمني ،والحوثيين يخضعون لها بشكل مطلق وينفذون شروطها بكل رضاء .

Exit mobile version