محلياتمقالات

الحوثية كارثة مزدوجة

لطالما كانت علاقة الحوثيين بالمجتمع الدولي، دولاً ومنظمات، ذات طابع نفعي بحت، تخادم متبادل في أغلب حالاتها، والشواهد كُثر ابتداء من الحرب الأولى إلى استوكهولم وما بعدها.

لليمن والمملكة العربية السعودية تحديات مشتركة أخطرها حركة الحوثي باعتبارها أداة النظام الإيراني في اليمن، وهي مشكلة الجوار العربي بشكل عام مع هذه الأداة التي تشكل تهديداً مستمراً لاستقرار المنطقة، علاوة على تهديدها لمصالح العالم عبر استهدافها للملاحة الدولية.

أما مشكلة الشعب اليمني مع الحوثي فهي أكبر وأعمق؛ فإضافة إلى كونه قفازاً إيرانياً غامر بأمن اليمن واستقراره واقتصاده من أجل خدمة الملف النووي الإيراني، فإنه يصادر كل حق للشعب اليمني في الحياة والحرية والكرامة؛ بل حتى في المرتب ولقمة العيش، ليتركه أسير الخرافة محاطاً بالفقر والجهل والمرض، ما يعني أن لدى الشعب اليمني مع مشروع الولاية مشكلة وجودية.

من المؤسف أن المجتمع الدولي الذي يتغنى بالحقوق والحريات، يتعامل مع الحوثيين باعتبارهم طرف صراع، متغاضياً عن كون الحوثية حركة إرهابية مركبة من النسخة الطالبانية والداعشيه بمرجعية خمينية. هذا الانفصام من قِبل المجتمع الدولي خدم الكهنوت وساهم بشكل كبير في إطالة أمد الحرب.

موقف المجتمع الدولي المخزي هذا نابع من كونهم يتعاملون مع الحرب في اليمن من نافذتهم النفعية التي تعتبر الكهنوت وسيلة لابتزاز الجوار العربي الثري. الشيء الذي حوّل اليمن إلى ملعب كبير لتصفية الحسابات بين الخصوم، المتضرر الكبير فيه اليمن أرضاً وإنساناً وأشقاء جوار.
فك الحوثيين ارتباطهم بإيران وتقديمهم ضمانات للجوار سيكون من شأنه نزع أيدي اللاعبين الدوليين، دولاً ومنظمات، من الاستثمار في الحرب لابتزاز الإقليم؛ بينما سيستمر نضال الشعب اليمني، بكافة قواه، لمناهضة المشروع السلالي العنصري؛ كقضية وطنية سقفها اليمن الحر والمواطنة المتساوية.

  • الناطق الرسمي باسم المقاومة الوطنية- عضو القيادة المشتركة في الساحل الغربي
زر الذهاب إلى الأعلى