هدوء جنوبي وغضب إخواني كبير من قرار تشكيل قوات درع الوطن
في الوقت الذي كان فيه الهدوء سمة سياسيين ونشطاء جنوبيين، فإن قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، بتشكيل وحدات عسكرية تحت مسمى “درع الوطن” بقيادة العميد بشير سيف قائد، أثار غضب إخوان اليمن ممثلاً بحزب الإصلاح الذين اعتبروه تهميشاً لقواتهم المسماة بـ”الجيش الوطني” الرافض حتى الآن قتال مليشيا الحوثي الإرهابية، الذراع الإيرانية في اليمن.
الجنوبيون عكسوا هدوءهم بالتأكيد على ثقتهم بقواتهم المسلحة بمختلف تشكيلاتها المسلحة، وربما يكونون بانتظار صدور بيان رسمي من المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلهم حول موقفه من هذه القوات.
يقول الصحفي، صلاح بن لغبر: “فيما يخص قوات درع الوطن هي جنوبية وقائدها جنوبي لا خوف من ذلك، لكن القوات الجنوبية صاحبة النصر الوحيد للمشروع العربي بدون رواتب منذ عام، وأعتقد أنه آن الأوان أن تتحرك للضغط على مجلس القيادة لدفع رواتبها كاملة وبانتظام لأنه بدونها لن يكون هناك وجود لمجلس قيادة ولا يحزنون”.
أما الناشط الإعلامي وضاح بن عطية، فقال “تطمنوا، لدينا قيادة وطنية ولديها قرار، وأي قوات صديقة فأهلاً بإخوتنا ضد عدو مشترك والجبهات أمامهم ليثبتوا للجميع”، مؤكداً أن قوات درع الوطن التي تم إعلانها، أمس، ليست مولودا جديدا، وإنما موجودة منذ سنة وما زال المنجم يبحث لها عن اسم وكان اسمها اليمن السعيد ثم العمالقة الجديدة ثم درع الوطن.
ياسر اليافعي، سياسي وإعلامي جنوبي، يرى أن رشاد العليمي لا يحتاج قوات جنوبية لإسناده ودعمه، بل يحتاج إلى قوات شمالية تعيد الاعتبار له ولحزبه من خلال تحرير الشمال. وقال “الرئيس هادي رغم جنوبيته لم تشفع له الوية الحماية الرئاسية وسيطرته على وزارة الداخلية والبنك المركزي لأنه وقف ضد إرادة شعبه! وكلنا يعلم كيف كانت النهاية!”.
على النقيض كان الغضب سمة نشطاء وسياسيي الإخوان، الذين ذهبوا كعادتهم للهجوم على رئيس مجلس القيادة الرئاسي وانتقاد قراره الذي اعتبروه استهدافا لما يسمى “الجيش الوطني” الذي فشل في آخر أربع سنوات في تحقيق أي انتصار على ميليشيا الحوثي الإرهابية، بل قام بتسليم المناطق المحررة في نهم ومأرب والجوف وشبوة طواعية ودون قتال بعد أن انسحب منها وترك سلاحه عرضة للنهب الحوثي.
فمدير قناة بلقيس، التي تبث من تركيا، أحمد الزرقة، اتهم العليمي بما أسماه “ملشنة” الجيش بإصداره قرار تشكيل قوات “درع الوطن”، وقال “بدل هيكلة الجيش ودمج القوات يقوم رشاد آل جابر بانشاء مليشيات على اسس لا وطنية وخارج هيكل المؤسسات الرسمية ومسمياتها ووظائفها الحقيقية”.
من جانبه السياسي والصحفي، سيف الحاضري، المقرب من الجنرال علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني السابق، قال إن “إنشاء تشكيلات مسلحة لا ترتبط بوزارة الدفاع ماليًا وداريًا وعملياتيًا.. وكل تشكيل له عقيدة قتالية مختلفة عن التشكيل الآخر كارثي وتلغيم للبلاد وينذر بحرب أهلية”، زاعماً أن هذه السياسة المتبعة في إغراق البلاد بالتشكيلات المسلحة خارج إطار مؤسسة الجيش والأمن مغامرة غير أخلاقية تهدد وجودية الدولة.
وأبرز الحاضري سبب غضبه الذي يعود إلى أن هذه القوات تتبع القائد الأعلى للقوات المسلحة ولا تتبع وزارة الدفاع، وأن هذا يعتبر مغالطة وتورية لإحلال هذه الوحدات بديلا لوحدات الجيش في سيئون ومناطق أخرى.
فيما ذهب الصحفي الإخواني، أحمد الشلفي، إلى التساؤل إذا ما كانت الحكومة اليمنية بحاجة إلى إنشاء قوات جديدة تحت مسمى درع الوطن أم أنها الحاجة كانت للملمة شتات الجيش اليمني التابع لها وتمويله وتأهيله؟ كما تساءل، هل ستتحول هذه القوات إلى مليشيا جديدة خارج سيطرة الحكومة نفسها مثل كل القوات الأخرى التي تتبع اسميا الحكومة لكن قرارها بيد آخرين؟!
وتناسى الزرقة والحاضري والشلفي أن الجيش الذي يتحدثون عنه ولاؤه لحزب الإصلاح الإخواني وليس لقائد القوات المسلحة سواءً الرئيس السابق عبدربه منصور هادي أو الحالي الدكتور رشاد العليمي، وهو ما أكده رفضه الانصياع لتوجيهات الانسحاب من أبين من أجل تنفيذ اتفاق الرياض وإصراره على التمركز في شقرة قبل أن تجبره القوات الجنوبية على الانسحاب.
في حين تؤكد الشواهد أن من يطلق الإخوان عليها تسمية “ميليشيات” هي من كبدت ذراع إيران خلال السنوات الأخيرة خسائر بشرية ومادية فادحة في الحديدة وشبوة ومأرب والضالع وكرش ويافع.