الرئيسيةعربيمحليات

حملة إعلامية ممنهجة لإخوان اليمن والمنطقة لاستهداف الانتقالي وتفكيك التحالف

خيّمت أجواء التوتر السياسي والإعلامي على معسكر الشرعية اليمنية، في مشهد يذكر بمرحلة ما قبل انعقاد المشاورات اليمنية في الرياض وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، في حين قال مراقبون إنها مرتبطة بما تقوم به قوى يمنية وإقليمية من محاولات لإضعاف الشرعية وإرباك التحالف العربي في منعطف بالغ الخطورة من مسار الأزمة اليمنية.

وربطت مصادر مطلعة بين الحملة السياسية والإعلامية التي تستهدف التشكيك في مشروعية مجلس القيادة الرئاسي والتسريبات المتعلقة بحزمة من التعيينات الجديدة في مؤسسات الشرعية، والتي يعتزم المجلس القيام بها.

وفي السياق ذاته تجددت الحملة الإعلامية التي تستهدف دول التحالف العربي وبعض المكونات في الشرعية اليمنية، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، في تحرك قالت مصادر إن تنظيم الإخوان في اليمن والمنطقة يقف خلفه بهدف إحياء مساعي تفكيك التحالف العربي وخدمة أجندة الإخوان السياسية في الملف اليمني.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام التابعة للإخوان خلال الأسابيع الماضية حملة إعلامية ممنهجة تستهدف بعض المكونات الجنوبية وتتهمها بالارتباط بالمشروع الإيراني، بالتوازي مع حملة أخرى تزعم وجود صراع سعودي – إماراتي في اليمن.

وأشارت مصادر مطلعة لـ”العرب” إلى أن هذه الحملة هي امتداد لحملات سابقة يقودها تنظيم الإخوان في اليمن والمنطقة بتمويل قطري وتهدف إلى تفكيك التحالف العربي الذي تقوده السعودية، عبر اختلاق تباينات في طريقة إدارة الملف اليمني وبمشاركة حشد من الأسماء الحقيقية والوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إشاعة جو من الخلاف والصراع السياسي والإعلامي.

وعن أسباب التناغم بين الخطاب الإعلامي للإخوان والحوثيين حول هذا الملف، لفتت المصادر إلى تقاطع أهداف الطرفين في هذه المرحلة التي يشهد فيها الملف اليمني حوارات سياسية وإصلاحات داخلية في الشرعية، حيث يسعى الحوثيون والداعمون الإقليميون إلى إضعاف الشرعية لدفعها نحو تقديم المزيد من التنازلات.

وفي تصريح لـ”العرب” حول خلفيات وأهداف تصاعد هذا الخطاب الإعلامي قال عزت مصطفى، رئيس مركز فنار لبحوث السياسات، “إن الحملات الموجهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تُستخدم لإرباك الشارع اليمني الذي أصبح معرضا للتأثر بهذه الحملات بسبب غياب وسائل الإيضاح التي يمكنها قطع الطريق على ترويج الشائعات، مع غياب المصادر الرسمية عن الساحة الإعلامية، وهو ما وفّر حيزا كبيرا للتضليل مكّنه من الاستمرار والتأثير”.

وأشار مصطفى إلى أن الإشاعات تواصلت خلال السنوات الماضية رغم أن كل إشاعة لا تصمد سوى مدة قصيرة قبل أن ينكشف زيفها، لكن الآلة الضخمة التي تبثها تكون قد صرفت الأنظار إلى شائعة أخرى جديدة.

وعن التكتيكات التي تتبع في توجيه مثل هذه الحملات، قال مصطفى “يلاحَظ أن هذه الحملات عندما تستهدف السعودية تستثني الإمارات، وعندما تستهدف الإمارات تستثني السعودية، وحينما تستهدفهما معا تُشيع حدوث خلافات بينهما، وهذا تكتيك دأبت عليه المجموعة التي تدير الشائعات وصارت تمارسه على مجلس القيادة الرئاسي”.

وفي تعليقه على حالة الفوضى الإعلامية التي يشهدها معسكر الشرعية والأطراف التي تقف خلفها، اعتبر مدير مركز ساوث 24 للدراسات في عدن يعقوب السفياني أن هذا الخطاب الإعلامي المنفلت يذكّر بمرحلة ما قبل اتفاق الرياض في نوفمبر 2019 وما قبل مشاورات الرياض في أبريل 2022، لافتا إلى أن الفارق والمؤسف هذه المرة هو أن “هذه الفوضى الإعلامية تصدّرها في بادئ الأمر صحافيون ونشطاء من الدول التي دعمت ورعت مشاورات الرياض وأسهمت في توحيد الجبهة الداخلية للمعسكر المناهض للحوثيين إلى حد ما”.

وأضاف السفياني في تصريح لـ”العرب” أن “هذا المناخ الإعلامي المضطرب والمحرض والمشكك يوفر بيئة خصبة لبث الإشاعات وزيادة الاحتقان، كما أنه يوفر فرصا ملائمة للحوثيين والأطراف الإقليمية للعمل بشكل أكبر على تفتيت العلاقة وتعميق الصدع بين أطراف المجلس الرئاسي”.

وتابع “من الواضح أن هذا الخطاب لم يبدأ صدفة أو عبثا؛ فقد رافق مرحلة من الضبابية التي تسود داخل المجلس الرئاسي، كما تم استغلال الظروف المشابهة السابقة لتعزيز التوتر والدفع بالوضع إلى نقطة حرجة. لذلك فإن الراعين لاتفاق الرياض في المقام الأول وأطراف المجلس الرئاسي أيضاً ملزمون، بشكل فوري، اليوم بضبط هذا الخطاب المنفلت وضبط الأصوات المنتمية إليهم والمحسوبة عليهم قبل أن تتأزم الأوضاع بشكل أكبر”.

زر الذهاب إلى الأعلى