اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالرئيسيةتعزتقاريرمحلياتملفات خاصة

جثث أطفال معلقة في تعز.. انتحار أم سفَّاح خفي؟!

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي

زادت اعدد المنتحرين بين أطفال تعز، مما عزز الشكوك عن طبيعة ذلك الانتحار ودوافعه ،فيما يتخوف العديد من المختصين أن تكون وراء مثل هذه الحوداث وقائع جنائية، جعلت الجناة يعملون على إبعاد الشبهة من خلال إصباغ مثل هذه الحوداث بسلوك الأطفال واختيارهم للموت.

حادثتان بيوم واحد:

قبل أيام أقدم طفلان في مدينة تعز على الانتحار، أحدهما من حي الجمهوري والأخر من حي بير باشا.
مصدر في شرطة تعز كشف أنهم تلقوا البلاغ الأول، بإنتحار الطفل كريم عبدالكريم محمد عبدالله 12عاما، ويسكن في حي الجمهوري وذلك بعد أن قام بلف ثوب “مقرمة”، على رقبته وتوفى بعدها.
عمار خالد اسماعيل 16 عام ويسكن حارة الدار بير باشا، أنتحر هو الأخر عن طريق لف حبل على رقبته وربطه على خشبة باب المطبخ، في حوش منزله مما أدى إلى وفاته على الفور،
واعتبرت شرطة تعز هاتان الحادثتان، سابقة خطيرة في المجتمع تتطلب الوقوف أمامها بمسؤولية .
لبنى القدسي محامية وحقوقية ،عبرت عن شكوكها عن وجود مثل هذه الحوادث .
‏‎وقالت: الأطفال لا يعرفوا الانتحار ،القضية بحاجة للتقصي ،من المؤكد أن مثل هذه الظواهر ورائها فعل جنائي، قد يكن للتخلص من جريمة اخرى.

غموض:

تقارب الحادثتان ربما يخلق العديد من الفرضيات ،عن اختيار الانتحار بالحبل أو الشنق.
وهذا قد يدفع العديد من المختصين بعلم النفس إلى إثارة العديد من الظروف، للاقتراب من الإجابة عن المسببات والقناعة التي جعلت الطفل، يختار الحبل ولفه على رقبته ليموت، ومدى تطابق نجاحه في ذلك وطريقة جمعه للمعلومات ،التي وفرت له ظروف تحقيق الانتحار .
يقول مهدي عبد العزيز وهو اختصاصي نفسي ليمن الغد، إن واقع الانتحار في العادة قائم على مدى تأثر الطفل بالوسائل الإعلامية والدراما، التي تعرض مشاهد الانتحار ويأخذ الطفل انطباع عنها ثم يحاول تطبيقها.
ويجد مهدي أن الطفل غالبا مايلجأ للضغط على الوالدين ،من خلال محاولة فرض قراره ،وإذا ما وجد أن الوالدين لا يحققان له مايريد، يلجاء إلى اختيار طبيعة انتقامية بحق نفسه .
ويرى المختص النفسي مهدي عبد العزيز أن كل حادثة قتل سواء كان انتحار أو قيام شخص بتحقيق رغبة التخلص من آخر فهي حادثة جنائية، والأمن هو من يفك شفرة هذه الحوادث، ويعرف طبيعة الانتحار وظروفه والمتسبب فيه ،ويكشف طبيعة إن كان الطفل من قام بذلك أو أن هناك طرف أخر، هو من مارس هذا العمل والنشاط.

مؤشرات مخيفة:

طريقة تحقيق الطفل للانتحار قد تكون في العادة غير مخطط لها ،كما أن الطفل لن يكون مستوعب كل الظروف الوجستية لتحقيق الانتحار ،من حيث الوقت وطريقة الانتحار، وقناعة الطفل بما سيكون الانتحار مسليا أو مؤذيا ودافعا إلى الموت .
يذهب الاختصاصي الاجتماعي مصطفى غالب المعطبي أن مسألة الانتحار بين الاطفال ،ليس هناك شكل واضح للمسبب والدافع والغرض، وإذا ماقام الطفل بهذا النشاط فهو يختار إما عن طريق التقليد ،أو أن هناك مشاكل موجودة داخل الأسرة .
ويوضح أن الطفل قد يكون لديه خيارات بسيطة وهو متأثر بظروف العنف، وأنشطة القتل الذي تزخر به وسائل التواصل الاجتماعي أو عن طريق البحث في الانترنت والفيديوهات ،عن حوادث وظروف مثل هذا الخيارات الصعبة والمؤلمة .
وقال مصطفى غالب ليمن الغد” وجود حادثتان في تعز ،وربما حوادث سابقة يجعل من الضروري الوصول إلى المسبب ،وهناك ربما شكوك حول مقدرة الطفل في تحقيق ذلك، ولكن المسألة ترتبط بمدى إن كان الطفل هو من انتحر أو أن هناك من قتله ،ووضع الانتحار على أنه كان من الطفل ليخفي الجريمة “.
وأضاف أن هناك غموض للانتحار أو القتل في تعز ،واظهاره على أنه انتحار وربما الامر يرتبط بموضوع الشرف أو تعرض الطفل للاغتصاب، وهو مايجعل الاهل مضطرين للتخلص من تبعات ذلك من خلال قتل الطفل، لإن هناك نظرة سلبية لكل من تعرض للاغتصاب من الاطفال ،والذي قد يتحول إلى ممارس دائم لهذا العمل .
ويعتقد الاختصاصي النفسي أن مسألة الولع بالاطفال واغتصابهم في تعز، أصبحت تؤرق الكثير وتزيد الخوف من وجود العصابات والكثير من الجماعات في تعز ،والتي تقوم باختطاف الاطفال واغتصابهم، وربما أن ظاهرة انتحار الاطفال له بعد جنائي ولذلك لايمكن التأكد من ذلك إلا من خلال الدور الاجتماعي والصحفي والأمني.

زر الذهاب إلى الأعلى