يمن الغد/ تقرير – خاص
مرجعية الجماعات المؤدلجة دينيا واحدة، إما خمينية طهران أو إخوانية حسن البناء.. بهذا المعنى علق الناشط مبارك الحميدي على الصورة المتداولة للقيادي في قوات محور تعز التابع لحزب الإصلاح الإخواني المدعو غزوان المخلافي بجوار عضو مايسمى المجلس السياسي التابع لجماعة الحوثي الفريق سلطان السامعي.
كواليس العلاقة المشبوهة:
العداء الظاهر بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح، لا يمكن له ان يتجاوز القواسم المشتركة بين الجانبين، مواقف شتى تكشف كواليس العلاقة المشبوهة”، لعل أحدثها ظهور الفريق السامعي وهو يعانق بحميمية المراهق الإخواني غزوان المخلافي.
يعلق الصحفي قائد الحسام على هذه الصورة بأنها تكشف بإيجاز اللثام عن هوية المخرج وأن خلف الأطفال المراهقين قيادات كبيرة لكنها من الأشرار يعملون في طريق الشيطان في سبيل غاياتهم السياسية.
وأصدرت شرطة محافظة تعز بيان بشأن ظهور السامعي والمخلافي في مجلس لتعاطي نبتة القات، في محاولة منها لتبرأت نفسها وفشلها في ضبط الفوضى الأمنية التي تعاني منها المحافظة، وتصدُّر مراهقين المشهد العسكري لتنفيذ مخططات خاصة بالتنظيم، وارباك للقوات المناوئة للحوثيين، لا سيما وتعز (المحررة) تخضع شبه كليا للحكم الإخواني عسكريا وأمنيا ومدنيا منذ العام 2015م.
وقالت شرطة تعز في بيان، بخصوص الصورة المتداولة للمطلوب أمنيا غزوان المخلافي، انها لا تستغرب أبدا ظهوره بجانب القيادي الحوثي السامعي.
ولفتت إلى انها تعمل بكل جدية لملاحقة العناصر التي وصفتها بـ”الإجرامية والخارجة عن القانون”، وتقوم بتضييق الخناق عليها لتلجأ إلى الفرار باتجاه المناطق الخارجة عن سيطرتها، في إشارة إلى مناطق سيطرة المليشيا التي لا يفصلها عن مناطقها سوى كيلومتر واحد.
فضيحة مدوية:
وشكل لقاء المخلافي الصغير والفريق السامعي فضيحة مدوية للعلاقة بين الجماعتين سيما وان السامعي رتبة احد من أبرز القيادات في حزب كات ضمن تكتل اللقاء المشترك الذي يضم أحزابا مختلفة ابرزها حزب الإصلاح ويمتلك قناة الساحات الممولة إيرانيا، وفي أغسطس 2016، عيّنته مليشيا الحوثي عضوا في المجلس السياسي الأعلى التابع لها، وهو أعلى سلطة تتبعها تحكم بموجبه المناطق الخاضعة لسيطرتها.
أما غزوان المخلافي (المراهق العشريني)، فيعتبر ثاني أبرز قيادي إخواني ميداني في المحافظة بعد الشيخ حمود المخلافي، ويحظى بدعم مالي ولوجستي كبير من قياداته وقطر في آن واحد. وعمد الإخوان على تقديمه بصورة منافسة ميدانية للمخلافي الكبير وان كان الفارق كبيراً.
ولعل ظهور القيادي المراهق في حزب الاصلاح، برفقة القيادي الحوثي السامعي (وكليهما ينحدران من محافظة تعز)، في مجلس مقيل تابع للاخير، أوقع التنظيمين الارهابيين في موقع محرج، وفضيحة مدوّية حاول تنظيم الإخوان تبريرها إلى فرار “غزوان” نحو الحوثيين بعد مقتل شقيقه صهيب، في إحدى غزوات الشقيقين على منازل ومحلات تجارية للمواطنين، وانتهاك حرماتهم.
إعلان المسخرة:
النقيب أسامة الشرعبي المتحدث الرسمي لشرطة تعز قال ان الميليشيات الإرهابية التي لا تتورع عن استخدام اقذر الوسائل والأساليب في حربها على اليمن ومحافظة تعز على وجه الخصوص، عبارة عن عصابات اجرامية ومجموعة من الخارجين عن النظام والقانون وحاضنة لكل الجرائم والمجرمين.
وأشار في منشور له الى أن غزوان لم يكن الأول ولن يكون الاخير من المطلوبين امنيا الذين وفرت لهم ميليشيات الانقلاب ممر أمن واحتضنتهم كادوات تستخدمها ضد تعز ، وهو ما يثبت أن غزوان وكل من فروا الى احضان الميليشيات الانقلابية لم يكونوا الا أدوات تعمل لصالح العدو الانقلابي داخل المدينة.
ورد الناشط الحميدي على الشرعبي قائلا: قبل فترة كان غزوان المخلافي في السجن واطلقت سراحه قيادات الإخوان لعدم وجود اي تهمة.. كما ان المخلافي قبل أربعة أشهر حضر مهرجان بذكرى ثورتي سبتمبر واكتوبر في تعز، واليوم أمن تعز يقول غزوان كان يعمل لصالح الحوثي”.
يتسائل الحميدي “لماذا لم يكشفوا ذلك من قبل مع انه كان يعمل بالوضوح وبدعم من قيادات بالاخوان؟.
واعتبر الحميدي مايجري في تعز مسخرة وذر الرماد على العيون.
ورقة ابتزاز:
وهاجم ناشطون شرطة محافظة تعز وهي تحاول ببيان رسمي، اعلان برائتها من مشهد وثّق الود والحميمية بين تنظيمي الإخوان الحوث اللذان تحاربا 8 سنوات في قلب المدينة دون إحراز أي تقدم، في اغرب معركة شهدتها الحروب المحلية والدولية والعالمية.
وقالت الناشطة أروى الشميري في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: اصبح واضحا ان من وفر لغزوان ممرا امنا للحوبان هم قياده جبهة عصيفرة وقيادة جبهة كلابه وقيادة جبهة الاربعين و هذه اهانة لمحور تعز بأن يتم تهريب مطلوب امنيا عبر تلك الجبهات.
وأضافت: غزوان بطل الاخوان في ضيافة المتحوث سلطان السامعي، ان شاء الله يكون افتهم للسذج الاغبياء سياسيا انهم حلفاء و سلام الله على العقيد ابو العباس الذي حرضوا ضده.
وأردفت: البعض ممن يعرفوا ديوان مقيل سلطان السامعي اكدوا ان الصورة في صنعاء و ليست في الحوبان كما نشر البعض.
ناشطون من أبناء المحافظة شنوا هجوما على حزب الإصلاح الذي قالوا إنه حوّل معركة المدينة إلى ورقة ابتزاز طيلة 8 سنوات، لا سيما حينما حظي بدعم سخي مالي وتسليحي من التحالف العربي الذي تقوده السعودية دون احراز أدنى تقدم، عوضا عن مغادرة الميدان القائد الميداني الأبرز في التنظيم الشيخ حمود المخلافي، إلى تركيا بعد العام 2018م محملا بملايين الريالات السعودي التي جناها من دعم المعركة.
واتهموا، الطرفين بالتخادم وتبادل الأدوار طيلة سنوات الحرب، ونقل المعارك إلى جبهات مأرب والبيضاء والضالع والساحل الغربي وغيرها، للضغط على أطراف أخرى يرى الإصلاح أن وجودها في الشرعية سيضعف موقفه، علاوة على تعاونه بتهريب شحن أسلحة ومخدرات للحوثيين عبر منافذ تخضع لسيطرة الحكومة المعترف بها، مقابل أن تخفف المليشيا من ضغطها على جبهات تعز واغلاق صفحة التقدم فيها، إلا من مناوشات يُراد منها ذر الرماد.