ماذا وراء تقرير خبراء مجلس الأمن حول الحوثي وتصدير الإرهاب وتهديد السلام في اليمن؟
يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
حمل تقرير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن الدولي، مليشيات الحوثي، تبعات الانهيار الاقتصادي في اليمن وفرض مزيدا من القيود الاقتصادية واتخاذ اجراءات وتدبير، تنعكس سلبا على اليمنيين ورأت لجنة الخبراء أن الحوثيين ساهموا في تأزيم الوضع السياسي والإقتصادي.
افتعال أزمات:
يعد التقرير الاخير الذي وضعه أعضاء فريق الخبراء المعني باليمن! والذي تم عرضه والكشف عنه أمام مجلس الأمن في فبراير الحالي، من أكثر التقارير تركيز على النشاط السيئ والمحاولات التي تقوم به مليشيات الحوثي للتهرب من الحوارات والاتفاقات للوصول لحلول سياسية وانهاء الحرب في اليمن.
تضمن التقرير اتهاما للمليشيات بإلاستمرار بخلق الأزمات والأبقاء على ظروف الحرب والتجويع، على اليمنيين لتحقيق مصالح الحوثيين الخاصة حيث وضعت المليشيات وفق ما كشف عنه التقرير، العديد من العراقيل واستفادت من الهدنة وفتح الحصار على النشاط الجوي والبحري الخاص بها خاصة وكذلك وصول البضائع لميناء الحديدة وهذا شكل فرصة أمام المليشيات، للحصول على الاموال الكثيرة والاستفادة بها لمصالحها الخاصة .
وركز تقرير الخبراء أن الحوثيين بعد فترة تطبيق الهدنة أقاموا عروض كبيرة في صنعاء والحديدة، لإستعراض قذائف جديدة وطائرات مسيرة وألغام بحرية وأسلحة أخرى ،وأن الهدنة لم تدم طويلا فسبب مطالبات الحوثيين غير المعقولة بدفع رواتب أفرادهم العسكريين إلى جانب رفضهم رفع الحصار عن تعز ،لم يتم تجديد الهدنة بعد 2 تشرين الأول أكتوبر .
اعتراف دولي متأخر:
يصف السياسي اليمني نشوان عبد العزيز أن تقرير لجنة الخبراء تناول الدور الذي تمارسه مليشيات الحوثي، في تطوير امكانياتها الخاصة مع تدمير لواقع الدولة وتدمير امكانيات اليمنيين من خلال ماتفرضه من سياسات تجويع ونهب للاموال ،وزيادة تدخلاتها في العديد من القطاعات الحيوية .
وقال عبد العزيز ليمن الغد ” تقرير لجنة الخبراء تقرير عبر فيها مجلس الأمن والخبراء الدوليين عن جرائم واسعة النطاق، تقوم به مليشيات الحوثية وعرقلتها العديد من الانشطة الانسانية وتغلغلها الواسع والذي انعكس ليدمر مصالح الناس ،في مناطق سيطرتها مما يعني أن هناك معرفة بخطورة سياسات الحوثيين السياسية والإقتصادية”.
واعترف تقرير الخبراء أن الحوثيين زادوا جراءة مع استعداد المجتمع الدولي لتنفيذ مطالبهم ،حيث سعى المجتمع الدولي للحفاظ على الهدنة بينما غير الحوثيين استراتجيتهم، ففي المرحلة الثالثة من الهدنة لم يتوقف الحوثيين عن مطلبتهم بالرواتب فحسب بل حاولوا حرمان حكومة اليمن من عائدات تصدير النفط الخام، وتمثلت استراتيجتهم في استهداف المقدرات الاقتصادية للحكومة الشرعية .
وكشف التقرير أن هناك حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ، ومن التدابير التي اتخذها الحوثيون في هذا الجانب حظر الاوراق النقدية الصادرة عن البنك المركزي في عدن .
وأتهم تقرير الخبراء اعتماد الحوثيين سياسات انقسامية في المجالين القطاع الاقتصادي والمصرفي ،ومهاجمة أصول شركات الاتصالات التي تتخذ من عدن مقرا لها وتهديد ومهاجمة الموانئ ومحطات النفط والسفن العاملة، في تصدير النفط واقرار قانون جديد لحظر الفائدة على المعاملات المصرفية والتجارية .
وأعترف التقرير ان اليمن يشهد ازدواجية الأورق النقدية وكذلك أزدواج في اسعار الصرف ،وفرض قيود على الحركة الداخلية للبضائع والازدواج الضريبي والسعي إلى الكسب الريعي،في شكل تحصيل ضرائب ورسوم بصورة غير مشروعة وتشكل هذه العقبات وفق التقرير إلى جانب الهجمات التي يشنها الحوثيون، تهديدا خطير للسلام والأمن والاستقرار في اليمن .
تدمير مفتعل:
ربما أن الجديد في تقرير الخبراء الاخير وفق ما تحدث عنه مصطفى حسان الدبعي ،وهو خبير اقتصادي أنه حمل مليشيات الحوثي واقع الانهيار المتواصل للاقتصاد والمال ،لتحقيق مكتسبات خاصة وكبيرة لصالح المليشيات نفسها .
وأعتبر مصطفى التقرير بإنه فريد من نوعه،لإنه لخص المشكلة بإبعادها السياسية والإقتصادية والعسكرية وجعل من مليشيات الحوثي على أنها المستفيد الاول والأخير، من هذه الحرب فهي تتنصل عن التزاماتها ،وهي تعمل على فرض سياسات التدمير لواقع اليمنيين وتجويعهم وحصارهم سواء في الشمال والجنوب .
وقال مصطفى لـ”يمن الغد”: تقرير الخبراء كان واقعي ،فمليشيات الحوثي رغم جمعها اموال كبيرة من الضرائب والجمارك وكذلك استحواذها على قطع الاتصالات، ووضع قوانين خاصة على المعاملات المالية إلا أنها تجعل من كل هذه الكتلة المالية لتنصب في تحقيق مشروعها، وتوزيع هذه الاموال في قنوات محدودة .
وأضاف الدبعي أن التقرير يعري مليشيات الحوثيين، وحملها تبعات الأزمة الإقتصادية والسياسية وهذا التقرير يضع جميع الدول أمام واقع التدمير والفساد والإرهاب، الذي تعمل مليشيات الحوثي على تحقيقه وفرضه والتأسيس لواقع جديد ،من محاولة تجويعها لليمنيين وتشكيل خريطة من العنف والارهاب والنهب.