اطلقت الحكومة اليمنية بالتعاون مع منظمتي اليونيسف والصحة العالمية اليوم الاحد حملة تحصين شاملة ضد شلل الاطفال تستهدف مليون و290 الف طفل دون سن الخامسة في 12 محافظة، وسط قلق محلي ودولي واسع من عودة تفشي الوباء الخطير عقب تسجيل 227 حالة اصابة بين الاطفال منذ 2021، معظمها في مناطق نفوذ الحوثيين.
وقال وزير الصحة في الحكومة اليمنية قاسم بحيبح ان اكثر من عشرة الف كادر صحي يشاركون في الحملة التي تستهدف على مدي ثلاثة ايام الوصول الى أكثر من مليون منزل.
وزير الصحة اليمنية قاسم بحيبح عدن 5 مارس 2023
واعرب الوزير بحيبح عن امله في ان يدفع اولياء الامور باطفالهم لاخذ هذه الجرع التعزيزية “حتى لمن تم تطعيمهم سواء روتينيا او بالحملات المعززة السابقة كون شلل الاطفال اصبح داء خطير يهدد المجتمع”، حد قوله.
من جانبه اعتبر مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في عدن محمود ظاهر ان اخذ هذه اللقاحات امرا مهما، خصوصا وانه تم تسجيل نحو 30 حالة اصابة مؤكدة بفيروس شلل الاطفال في المحافظات الخاضعة لنفوذ الحكومة المعترف بها دوليا.
اضاف “هذه الارقام مخيفة جدا”.
واكد على مامونية اللقاح الذي مر بعديد التجارب قبل ان يتم اصدار التراخيص اللازمة لاستخدامه.
مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في عدن محمود ظاهر 5 مارس 2023
الى ذلك حذر نائب الممثل المقيم لمنظمة اليونيسف في اليمن شادراك أومول، من انه تم تأكيد 227 حالة اصابة بشلل الاطفال في اليمن منذ نوفمبر 2021.
واكد بان هذه الاصابات كان بالامكان الوقاية منها لو تم اخذ اللقاحات، فيما “نسعى الان الى تجنب حالات جديدة إضافية”
وقال “بينما نواصل معركتنا ضد شلل الأطفال، نحتاج إلى مضاعفة جهودنا لتقوية نظام الرعاية الصحية الأولية، الذي يتم من خلاله تقديم التطعيم الروتيني، من بين خدمات أخرى ضرورية لإنقاذ الحياة”.
كما عبر المسؤول الاممي عن الشعور بالقلق من حدوث زيادة مقلقة في أعداد المصابين بالحصبة في جميع أنحاء البلاد.
وقال “هدفنا هو ضمان عدم إهمال أي طفل وعدم وجود أطفال بدون جرعة”.
نائب الممثل المقيم لمنظمة اليونيسف في اليمن شادراك أومول 5 مارس 2023.
يأتي اطلاق هذه الحملة بالتزامن مع مخاوف اقليمية ودولية من عودة تفشي الوباء الفيروسي في اعقاب تسجيل عشرات الاصابات في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين التي تقود حملات تحريضية منظمة ضد حملات التحصين واللقاحات بزعم انها “مؤامرة عالمية لانقاص البشرية، وفكرة يهودية هدفها الاستثمار والتجارة”.
وافادت تقارير حكومية بتسجيل 227 حالة إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال من النوع 2 المتحور في اليمن خلال العامين الماضيين.
وتركزت معظم تلك الحالات في محافظات صنعاء وذمار والحديدة وصعدة وإب وحجة والبيضاء وعمران وسط وشمالي البلاد.
كما سجلت عدد من الحالات في مناطق نفوذ الحكومة المعترف بها، مع استمرار موجات النزوح الداخلي، وتدفق اللاجئين من دول القرن الافريقي.
وحملت الحكومة اليمنية جماعة الحوثيين مرارا تبعات منع فرق التحصين من الوصول الى بؤر تفشي مرض شلل الاطفال في محافظتي صعدة وحجة، حيث رصدت منذ العام 2021 انتشارا متزايدا لحالات الاصابة بعدما كان يعتقد ان اليمن تخلص من هذا المرض بحلول عام 2006.
ومؤخرا صعدت جماعة الحوثيين حملاتها ضد اللقاحات، حيث اتهم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، الامريكيين “ببيع الأدوية واللقاحات غير المأمونة التي تتسبب بحدوث أعراض صحية ونشرها في أوساط المجتمعات”.