معركتنا في الإعلام ضد الجهل، ومن أجل صناعة الوعي لا تختلف كثيرا المعركة عن معارك الميدان، بغية مكافحة إرهاب المليشيات المتطرفة، التي تريد سلب الإنسان كل أشكال المعرفة وسجنه في الخرافات.
وحين أخبرك بأن مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن أقامت ندوة داخل مبنى مجلس النواب بصنعاء المحتلة قبل أيام، تتحدث عن منع اللقاحات الطبية، ستعلم أنهم يريدون غسل عقول النواب بخرافاتهم كي يصدروا لهم بعد ذلك تشريعا منعدما لمنع التلقيح، بل يسعون لقتل الشعب اليمني والحفاظ على منتجات الجهل، التي يعتاشون عليها.
والسؤال هنا: ما نتائج قيام الحوثي بمنع اللقاحات وفي الوقت نفسه يدعون سلالتهم لزيادة الإنجاب؟
الجواب بسيط جدا، زيادة عدد وفيات اليمنيين وزيادة أعداد السلالة، إنهم يريدون أن تكون أعداد سلالتهم أكثر من أبناء اليمن الأصليين، فالحوثي المتطرف يقتل الشعب اليمني بالسلاح ومنع اللقاح.
كذلك فإن الإيرادات المالية، التي يأخذها الحوثيون الإرهابيون من خزينة الدولة اليمنية، تكفي لتسليم المرتبات، وفوق ذلك علاوات وبدلات ومكافآت، فخلال أشهر قليلة فقط استولى الحوثيون على 272 مليار ريال يمني من جمركة السفن النفطية بميناء الحديدة، فضلا عن كم هائل من الضرائب والجمارك والاتصالات، ولكن الحوثي يرفض صرف المرتبات للشعب، إنه يصرف لعناصره ومرتزقته فقط.
ولقاء تعز المحاصرة، الذي جمع القائد طارق صالح والشعب اليمني المنكوب أزعج الحوثي الإرهابي وأفقده وعيه وأرعبه، وهذا أمر متوقع، ولكن ما لم نتوقعه أن ينزعج ويقلق مَن يقولون إنهم ضد الحوثي، فقد كان لقاء تعز إذًا كاشفا للأقنعة الزائفة التي تدعي أنها مع وحدة الصف اليمني وهي من تمزقه من عروقه.
وشاهد نموذجا لموائد طعام الحوثي، وشاهد كيف جعلوا أبناء اليمن يبحثون عن الطعام، وستعرف طبيعة المشروع المتطرف والدخيل الذي أراد الحوثي الإرهابي فرضه على اليمن، لقد أفقروا الشعب وجوعوه وشردوه بينما هم ينعمون بالخيرات والملذات ويفتخرون بها.
وقد نزل قبل مدة قيادي إرهابي حوثي من على متن سيارة أمريكية وبسلاح أمريكي وبكاميرات أمريكية ومايكروفونات أمريكية ويتحدث في موقع “تويتر” الأمريكي وفيسبوك الأمريكي ويتغذى من منتجات أمريكية كي يزيل لوحة منتج “شارك” من محل تجاري صغير، والتي يقول إنها شركة أمريكية، وذلك تنفيذا لتوجيهات أجندة خارجية.
إن كميات الأسلحة المتنوعة، التي يتم ضبطها أثناء عمليات التهريب من البحر للحوثيين، دليل على أنهم يستعدون للحرب، لا للسلام، فالراعي الرسمي للحوثي يجهز وبشكل كبير لمعركة قادمة وبحشد المُغرر بهم من المرتزقة.
لعلها رسالة هامة من اللواء عيدروس الزبيدي، عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، قبل أيام حين أكد أن الشعب اليمني في مرحلة مصيرية تقتضي توحيد الصف والكلمة، وبعد تحرير صنعاء هناك طرق ديمقراطية لحل كل القضايا الكبرى.