البهجة الغائبة لاستقبال رمضان في اليمن

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي

يقترب شهر رمضان هذا العام في اليمن لكن هناك من بدأ يشعر بقسوة ظروفه، وعدم قدرته في تحمل تكاليف متطالبات هذا الشهر اليومية وإن كانت بسيطة، فرمضان لن يجعل اليمنيين يشعرون بقسوة الفقراء، فهم قد أصبحوا يعانون طوال سنوات هذه الحرب من الجوع وعدم القدرة في توفير طعامهم.

احتياجات إضافية:

في شهر رمضان لا يقل الطعام بل تكون تكاليف طعام رمضان أكثر عنه في الأيام العادية ،يبدو هذا الأمر حقيقة فكل ليلة في رمضان تحتاج إلى طعام واكلات ثانوية وفواكه ومشروبات وذلك لتعويض السوئل الذي يفقدها الجسم خلال الصيام، كل ذلك يضع تكاليف وأموال وهناك من اليمنيين من صار يفكر برمضان ولا يكاد يخرج من هم رمضان ،وما قد لا يستطيع توفيره حتى في ايام قليلة منه .
يتناول عبد العزيز ثابت وهو موظف ما يمثله رمضان للكثير من اليمنيين، الذين انهكتهم الحرب وصارت رمضان يضاعف من تكاليف شراء حاجات مرتفعة السعر، حيث لا يمكن أن يكون شهر رمضان شهر مختلف مالم تتوفر اكلات محددة، فعادات وقيم رمضان وتغير طريقة التفكير والسلوك والطعام والسهر والنوم، كلها تجعل هناك جوانب مختلفة وتحتاج إلى تكاليف باهضة.
وقال عبد العزيز لـ”يمن الغد”: ظروف الناس صعبة والفقر زاد ولم يعد لدى الناس قدرة في أن يميزوا رمضان عن غيره ،ففي السنوات التي سبقت الحرب كان لدى الناس متسع من الظهور بمظهر مختلف وتنويع حياتهم وطعامهم، لكن في ظل هذا الوضع لم يعد من الممكن تأمين وجبة يوم وهناك أسر لا تجد ما تأكل “.

القلق مع رمضان:

يضع الناس العديد من المتطلبات الغذائية في رمضان، وتكون نظرتهم لرمضان قائمة وفق حاجاتهم المادية الروحية والغذائية .
ينظر وهيب رياض عبد الله وهو طالب جامعي ،أن رمضان شهر له خصوصية معينة فالذي يصلح في شهر رمضان لا يصلح في شهر أخر، وهناك حاجة يومية لتوفير متطلبات غذائية كاللحم والشربة والارز والمشروبات المختلفة والتمر ومشروب البن وغيره ،وكذلك البطيخ وهذه الاطعمة والمشروبات تكون يومية وليست ليوم واحد .
ويعتقد وهيب أن رمضان في اليمن تغير وصار الناس يوفرون اشياء بسيطة، وليست مكلفة فإرتفاع الاسعار وتدني الرواتب ووضع اليمنيين الصعب، خلق لهم صعوبات كثيرة في أن يحصلوا على وجبة طعام واحدة، فالصيام اعتاد عليه اليمنيين مكرهين طاول شهور السنة، واحيانا يتناولون وجبة واحد في اليوم واحيانا لايحصلون عليها .
وقال وهيب لـ”يمن الغد”: رمضان لم يعد له تلك الفرحة المنتظرة من اليمنيين، لقد اختلفت احوالهم وإن كان هناك القليل من الذين يلتزمون بالحصول على حاجات رمضان، فإن الاغلبية سواء الذين يعيشون تحت سيطرة مليشيات الحوثي أو الذين يعيشون بعيدا عنه، يجدون نفس الصعوبة، ولم تتوفر لهم فرصة ليعيشوا بشكل مختلف وأمن وبظروف اقتصادية متقدمة.

فرحة غائبة:

الاختلاف الوحيد بين رمضان في الماضي ورمضان الحالي، وفق ما تطرق اليه سليم ناصر جابر” مدرس ” أن اليمنيين لا يستطيعون أن يشعروا بظروف أفضل مع بقاء هذه الحرب، والتي عززت المجاعة والفقر وولدت اليأس والمهانة لدى اليمنيين .
وينظر سليم للوضع المالي والمعيشي لليمنيين بإنه سيئ، ورغم محاولات الكثير الهروب للرمضان والنظر اليه كشهر ديني، إلا أن لرمضان حاجاته الأكثر تكلفة فمن دون توفر الاطعمة الخاصة برمضان والمشروبات التي لايقوم الصوم إلا بها ،يكون الصوم له شكل مختلف وينظر الناس الفقراء له على أنه لم يكن مكتملا .
ويوضح سليم أن رمضان ليس شهر لا يحتاج لشيئ، فهو شهر لابد أن تتوفر ظروف مادية مختلفة يكون فيها اليمني قادر على الشعور أنه انجز رمضان وفق متطلبات الصوم، والحصول على المائدة الرمضانية المميزة.
وقال سليم لـ”يمن الغد”: رمضان مع الحرب الحالية شاق، وجوه اليمنيين في كل مكان لا تشعر أن أصبحت مقتنعة بالصوم أو صارت سعيدة بالوضع ،الحرب غيرت كل شيئ تركت أثارها وجعلت اليمنيين جوعاء في كل الشهور، والصوم سيقلل من الأكلات لكنه لن يخلق الحكمة والتقوى.

Exit mobile version