يمن الغد/ تقرير – خاص
لن يستقر التيار الكهربائي في مخافظة لحج على حال حيث كثيرا ما يعاود الانقطاع بعد فترة وجيزة من اعلان عودته.
عقاب تدريجي:
العديد من مناطق محافظة لحج الريفية، و مناطق قريبة من المدينة كانت هي ورقة الضغط المتبقية لمؤسسة الكهرباء في لحج ،والتي فشلت في وضع عدادات للكهرباء في تبن وغيرها من المناطق، لكنها أرادت الحصول على المال مقابل بقاء التيار .
استمرار انقطاع الكهرباء على العديد من المناطق في محافظة لحج! لأكثر من خمسة أيام أدى لمضاعفة معاناة السكان ، وشكل قطع الكهرباء معاناة حتى على العديد من أصحاب المحلات التجارية و التي تدفع المال بشكل شهري، وأخذت طريقة قطع التيار تبرز طريقة الممارسة والاجراء الخطأ من قبل إدارة كهرباء لحج، دون أن تصلح الكثير من جوانب الاختلال الإداري والمالي .
وتدرجت مؤسسة كهرباء لحج في قطع التيار بالتدريج، بعد أن قطعتها في مناطق وقرى ممتدة بالقرب من مدينة لحج، ثم الحسيني ومدينة العند خلال هذا الشهر ،واختارت مؤسسة الكهرباء مثل هذه السياسة لدفع السكان الذين لم يدفعوا المال مقابل بقاء التيار الكهربائي ،حتى يعودوا لتسليم مبلغ رمزي يصل إلى ألف ريال كلها لا تذهب لكهرباء المحافظة ويتم تقاسمها مع العديد من الشخصيات والأطراف .
خلال العامين الماضيين وعدت كهرباء لحج، بإيصال العدادات للمنازل وبيعها بسعر رمزي، وكذلك مواجهة التوصيل العشوائي الذي تزايد وأخذ يستنزف الكهرباء خلال الاعوام مابعد الحرب أو ماقبلها .
في اجتماعات قام بها مدير الكهرباء في السنوات السابقة ، وخلال تلك اللقاءات تم الاتفاق مع اعضاء من السلطة المحلية واعيان المناطق واللجان المجتمعية بإصلاح واقع الخدمات الكهربائية واصلاح الإختلالات ، وعد المدير وقتها بإتخاذ اجراءات لتحسين الخدمة وتعزيز مواردها بشكل منظم ، إلا أن الكهرباء لم تجد أي تطور ولم تقوم حتى بتوزيع سندات اسعار الكهرباء المنازل.
ظل واقع الكهرباء على ماهو عليه، حيث يتم أخذ العديد من الاموال بطريقة غير قانونية وبطريقة تحصيلية، وهذا ماخلق نوع من الفساد ،وذهبت الاموال الخاصة بالكهرباء لشخصيات تتقاسمها سواء في المدن وكذلك أرياف لحج، بين شخصيات اجتماعية وافراد من اللجان المجتمعية ومسؤلين في الكهرباء .
تسبب انقطاع التيار الكهربائي الاخير باللحاق الأذى بالمواطنين والمحلات التجارية، خاصة مع سحب الفيوزات وهذا أدى لقطاع الكهربا ،بينما قلت قدرة كهرباء لحج بإستمرار حتى وقت الشتاء مع أن الاعوام السابقة كانت الكهرباء تظل مستمرة مع عدم وجود أي استخدام كبير على الكهرباء مقارنة مع وقت الصيف حيث يقل استعمال السكان للكهرباء ،ورغم ذلك لم تفلح المؤسسة في تنظيم عمل حقيقي لجمع الاموال وفق طرق قانونية .
اختلالات:
يجد المواطن في لحج أن واقع الكهرباء مازال ينهار، خاصة مع اطالة أمد الانقطاع الذي يصل لساعات، حتى والديزل يملىئ خزانات الموالدت الكهربائية ، وأصبحت عملية قطاع التيار الكهربائي سياسة متبعة مع غياب القوانين وعملية الضبط داخل المؤسسة، وتحول كهرباء لحج لتكون خاضعة للمزاجية.
ويرى الكثير من المواطنين أن عملية استثمار قطاع الكهرباء لمصالح شخصية ،هو مايحدث من خلال بيع التيار الكهربائي في لحج سواء للمصانع والورشات، وتعامل كهرباء لحج مع بائعين الثلج في فصل الصيف لاطالة أمد الانقطاع، حتى يكون الاستهلاك كبير من قبل المواطنين لشراء الثلج مع مؤسسات تصنيع الثلج، وهذا ما يؤدي لحصول مصانع الثلج على أموال هائلة مع تعطيل محاولات المواطنين! الحصول على الثلج بإستخدام ثلاجاتهم المنزلية.
ينظر سفيان حبيب الصمدي أن لحج فيها إدارة فاشلة وفاسدة ،وهذا ماجعل كهرباء المحافظة هي الأسوأ إلى جانب عبث السلطة المحلية ،وكذلك فشل التعليم وانقطاع الغاز وفساد الصناعة والتجارة في ضبط الاسعار .
وقال الصمدي لـ”يمن الغد”: في محافظة لحج هناك لوبي عميق، يمارس كل عبث بطريقة ذاتية وشخصية ،ومسألة وجود هذه العشوائية إنما جاء من خلال انتعاش المصالح الشخصية وتنامي تقاسم موارد الكهرباء والغاز ،وذلك لفشل وفساد السلطة المحلية واللجان المحلية، التي أصبحت مخترقة لتنفيذ اهداف تلبي مصالح الفاسدين من المشائخ والمسؤلين”.
نهب الإيرادات:
يفسر شكيب عباس الصبيحي تراجع واقع استمرار الكهرباء وزيادة الانقطاعات، إلى طبيعة الفشل والفساد الذي يتحكم بمحافظة لحج منذ مدة طويلة ،حيث يكمن الخلل أن هناك سلطة محلية تمارس صناعة الاختلال واعاقة وجود خدمات للمواطنين، لإن الاموال توزع لصالح الفاسدين دون أن تستثمر لتطوير قطاع الكهرباء .
ووضح شكيب أن كهرباء لحج تعمل بشكل كبير على خنق المواطنين، بينما الديزل المخصص لتوليد الكهرباء يتم بيعه خاصة مع ارتفاع سعر الديزل إلى مايقارب 25 ألف ريال، بينما تحصل كهرباء لحج على آلاف من الاطنان لمدة الديزل ،وهذا وفق رأي شكيب وهذا يحدث في محافظتي لحج وعدن وهو سبب انهيار المنظومة الكهربائية.
وقال شكيب لـ”يمن الغد”: عدم التزام كهرباء لحج بقطع فاتورة استخدام الكهرباء وتوزيعها على المواطنين ،وبقاء تحصيل الكهرباء بدون أي مستندات وعدم ايصال عدادات الكهرباء للمواطنين ،والتوصيل العشوائي وايصال التيار الكهربائي للمصانع والورشات بشكل غير منضبط ،يعد فساد منظم من قبل مؤسسة الكهرباء وبعض مسؤليها في العديد من المدن .