الأمراض الفتاكة لأطفال اليمن تهديد خارج عن السيطرة
يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
اختارت مصر والأردن القيام بإجراءات طبية احترازية مع ما يعانيه القطاع الصحي في اليمن لتلجأ الدولتان لاتخاذ اجراءات طبية احترازية خوفا من وجود ثغرات تؤدي لظهور العديد من الأمراض والتي قد تنقل عبر المرضى المسافرون، هذه القرارات تأتي مع منع اللقاحات وتزايد ظهور العديد من الأمراض والأوبئة في اليمن .
اوبئة خارج السيطرة:
تتراجع الخدمات الصحية في اليمن، سواء في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي أو حتى في المناطق التي تقع تحت سيطرة المجلس الرئاسي، ومع تزايد عدد الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة في مناطق تقع تحت سلطة مليشيات الحوثي، فإن عودة مثل هذه الأمراض يكشف عن مدى تفشي هذه الأوبئة وخروجها عن السيطرة.
ومع محاربة مليشيات الحوثي للقاحات وادعاء الخطر فيها واقحام الجانب الصحي، في معارك الجهل والخرافة والتفسيرات الغير علمية تزايدت الوفيات في صنعاء وذمار وحجة وإب، ويرجع الاطباء ذلك إلى محاولة مليشيات الحوثي منع الأطفال من أخذ اللقاحات واساليب التحريض والتضليل، التي تقوم به مليشيات الحوثي لاقناع الاسر للامتناع عن تلقيح اطفالهم .
وكشفت مصادر في محافظتي صنعاء وذمار الواقعتا تحت سيطرة مليشيا الحوثي، عن تزايد وفيات أمراض الحصبة والسعال الديكي، وظهور مرض الخناق الدفتيريا الذي أدى إلى وفاة الكثير من الاطفال لعدم قدرتهم على التنفس، وتعد محافظة ذمار هي أكثر من انتشرت فيها العديد من هذه الأوبئة تليها عمران وحجة وصعدة ،وانتشرت الحصبة الالمانية في صنعاء ايضا وإب ،ومنعت مليشيات الحوثي اجراء أي لقاحات ميدانية لفرق التلقيح في العديد من المحافظات، بينما مازالت مليشيات الحوثي تنهب الكثير من الاموال التي تأتي من منظمات دولية، دون أن تنفذ أي حملات تطعيم أو توفير اللقاحات في الوحدات الصحية بالشكل الكافي.
نشر التضليل:
في محافظة لحج وتعز وكذلك شبوة ظهرت حالات مصابة بالحصبة والسعال الديكي وشلل الأطفال، ومازال العديد من الاطفال مصابين بالعديد من الامراض التي كانت قد انتهت .
وينظر الدكتور مجدي صلاح عبد الله أن سبب عودة العديد من الامراض للاطفال في اليمن ،هو ناتج عن غياب أي خطط لحماية الطفولة وتحول وزارة الصحة في مناطق سيطرة المجلس الرئاسي ومليشيات الحوثي ،لتمثل مراكز نفوذ وتوظيف وهدر للاموال لصالح مشاريع غير مهمة .
وقال الدكتور لـ”يمن الغد”: الكارثة أن مليشيات الحوثي، تتخذ من عملية صد الأسر لتقليح الأطفال كما لو كان هو الخيار الامثل والنموذجي، مع أن لدى هذه مليشيات إدرك أنها تمارس الكذب وهي بناء على نشر التضليل والاكاذيب، ستعمل بعدها إما إلى منع التلقيح عن طريق القوة ،أو نهب اللقاحات والتخلص منها في حال وجدت أن الناس لا يلتزمون بقراراتها “
ومع ارتفع عدد الوفيات بين الاطفال في مناطق سيطرة المليشيات، فإن الكثير من الناشطين والاطباء قاموا بمواجهة الاجراءات الحوثية خاصة مع قيام وزارة الصحة الحوثية والاوقاف، من التحذير من خطر اللقاحات التي هي من انتاج اليهود والخارج، وفق ادعاءت الحوثيين.
وطلب الاطباء في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الاباء إلى تلقيح اطفالهم ،من أجل مواجهة مخاطر الامراض المرتفعة والتي أدت إلى ارتفاع عدد الوفيات بين الاطفال .
تقاعس وإهمال:
الامراض التي تهدد الطفولة في اليمن أخذت في التزايد، في مناطق تخضع للمجلس الرئاسي حيث تزايد ظهور شلل الاطفال والحصبة الالمانية والسعال الديكي ،في محافظة لحج وأبين وتعز وشبوة .
ووضحت مصادر طبية أن الحصبة والسعال الديكي ظهرت في مديريات لحج، كطور الباحة وردفان وتبن ،فيما ظهرت ايضا في تعز في الريف التعزي سواء في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي، أو في مناطق الحجرية والمخاء والوازعية، وفي أبين كالمحفد ولودر وزنجبار .
وينظر الدكتور رامي سفيان ظهور هذه الامراض في المناطق التي يسيطر عليها المجلس الرئاسي، إلى غياب الاهتمام بالطفولة وارتباط المراكز والوحدات الطبية، بمصالح العديد من الأطراف التي حولت الواقع الصحي إلى استثمار .
ويرى الدكتور رامي أن انتشار الامراض الخطيرة والفتاكة، سواء في مناطق سيطرة المجلس الرئاسي والحوثي ناتج عن غياب البعد الاخلاقي والانساني من جميع الاطراف المتصارعة، في تسهيل حصول الاطفال على اللقاحات .
وقال الدكتور رامي لـ”يمن الغد”: المسألة الآن أكثر خطورة، إن الحصبة منتشرة وكذلك السعال الديكي والدفتيريا وغيرها ،ولن يكون هناك أي خيار إلا في اجراء اللقاحات ،مع أن هناك وفيات واسعة قد تكون كبيرة في صفوف الأطفال، لكن اللقاحات قد تنقذ الثلث في حال استمرت اللقاحات بشكل منظم ،وقد يرتفع تأثير اللقاحات إلى النصف أو أكثر في حماية الأطفال.