نفذت دولة الإمارات عبر ذراعها الإنساني مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية حزمة من المبادرات الرمضانية والحملات المختلفة في أرخبيل سقطرى خلال شهر رمضان الفضيل.
وتأتي هذه المشاريع والمبادرات استمراراً للجهود الإنسانية والإغاثية التي تضطلع بها مؤسسة “خليفة الإنسانية” في سبيل التخفيف من معاناة سكان مناطق سقطرى، وتوفير لهم أبسط الخدمات ومساعدتهم على قضاء الشهر الفضيل بصورة طبيعية.
وعلى مدى السنوات الماضية حرصت المؤسسات الإماراتية الإنسانية والإغاثية على التواجد في شهر رمضان عبر سلسلة من المشاريع الإغاثية التي تلامس أوجاع ومعاناة السكان في سقطرى وغيرها من المحافظات اليمنية المحررة.
دعم المواد الغذائية
ومن ضمن المبادرات الإنسانية، تخصيص عدد من منافذ بيع المواد الغذائية في عدد من مناطق الأرخبيل، وبأسعار مخفضة، حيث تأتي هذه المبادرة للتخفيف من معاناة الوضع المعيشي الصعب ومواجهة غلاء الأسعار. حيث تقوم هذه المنافذ المدعومة من قبل دولة الإمارات بتخفيض أسعار احتياجات الأسر السقطرية من مواد غذائية أساسية بنسبة تصل إلى 50 بالمائة من القيمة الأصلية للسلعة.
وتشهد منافذ توفير المواد الغذائية في حديبوه عاصمة الجزيرة ومديرية قلنسية وعبد الكوري إقبالا كبيرا من قبل الأهالي للاستفادة من المبادرة التي ترفع عن كاهل المواطنين أعباء كبيرة وتؤمن لهم احتياجاتهم الأساسية.
وقال عضو لجنة التنمية بسقطرى، علي فيصل البسيري، إن أبناء سقطرى سعداء بصرف المواد الغذائية المدعومة سعرياً في مدينة قلنسية، مشيداً بالمبادرات الإماراتية التي لها دور أساسي في تخفيف المعاناة عن كاهل الأهالي خاصة في هذه الشهر المبارك. وقدم البسيري شكره وتقديره للأيادي البيضاء الإماراتية التي تعمل جاهدة على مساعدة الشعب السقطري في مختلف المجالات.
وأضاف إن المبادرة انطلقت بداية شهر رمضان المبارك بمدينة حديبو ووصلت لكافة المنافذ المنتشرة على مستوى الأرخبيل، لتسهيل وصول المواطن وحصوله على متطلباته الحياتية دون أي تكاليف وعناء.
إفطار صائم
ومع بداية شهر رمضان دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في الأرخبيل، مبادرة إفطار صائم، وهي مبادرة سنوية تحرص الهيئة على تنفيذها، وتتضمن توزيع وجبات جاهزة على الصائمين بالعاصمة حديبو وضواحيها.
وتقوم الفرق الإنسانية قبل موعد الإفطار بتوزيع 500 وجبة جاهزة يومياً على مدار أيام الشهر الفضيل. وتستهدف مئات من المواطنين الذين عبروا عن تقديرهم لدولة الإمارات على هذه المبادرة الإنسانية في الشهر الفضيل والتي تسهم في توفير وجبات إفطار لسكان الجزيرة.
مسابقة للقرآن الكريم
وتشهد مساجد أرخبيل سقطرى، إقامة مسابقة للقرآن الكريم بدعم مؤسسة خليفة الإنسانية، وهي مسابقة سنوية يتم تنظيمها على مستوى المحافظة تحت إشراف مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد.
وهذا العام تم توسيع المسابقة وتوزيعها على 7 مراكز في المحافظة وهم: جامع السلام حديبو، مسجد الإحسان حديبو، مسجد المرحوم إبراهيم بن سيف حديبو، الجامع الكبير قلنسية، جامع الشيخ زايد الساحل الغربي، جامع ستيرو الساحل الجنوبي، جامع قرية الساحل الشرق.
وقال رئيس لجنة التحكيم الأستاذ خالد عبد الله، إن إقامة مسابقة القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك لها أهميتها في تحفيز الشباب على حفظ كتاب الله وتلاوته والعمل به في نشر قيم ديننا الإسلامي الحنيف وشريعته السمحاء وسنة نبينا الكريم الذي أرسل رحمة للعالمين.
وأشاد عبد الله بالدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية في نشر قيم التسامح والإخاء وحرص القائمين على نشاطها على مواصلة تنظيم مسابقة القرآن الكريم بشكل سنوي، مثمناً دعم ورعاية سعادة خلفان المزروعي على اهتمامه بهذا الجانب.
مبادرة خدمة بيوت الرحمن
وعلى مدى السنوات الماضية، حرصت مؤسسة “خليفة الإنسانية” على تنفيذ مبادرة خدمة بيوت الرحمن، استعداداً لشهر رمضان الفضيل. وتتضمن هذه المبادرة تقديم الاحتياجات الكاملة للمساجد في مناطق متفرقة من سقطرى بهدف تهيئتها وتجهيزها للمصلين.
وأكد مصدر مسؤول في مؤسسة «خليفة الإنسانية» في سقطرى، أن المبادرة تقوم على إعداد المساجد إعداداً مناسباً بما في ذلك المباني وتوفير الكهرباء لها بتركيب ألواح الطاقة الشمسية، وتوفير الأنوار وتشغيل الأجهزة التي يتم توفيرها كالسماعات ومكبرات الصوت. كذلك، تجديد فرش المساجد وتوفير المصاحف القرآنية والكتيبات الدينية خلال الشهر الفضيل، وتوفير كل احتياجات الأئمة المسؤولين عن المساجد لتعزيز مساهماتهم في خدمة بيوت الرحمن.
بطولات رمضانية
كما تشهد الجزيرة منذ أيام، إقامة بطولات رياضية بين أندية سقطرى، وذلك ضمن الاهتمامات التي توليها مؤسسة خليفة الإماراتية، لتنمية الشباب وتحفيزهم على الاستفادة من أوقات الفراغ، وصقل مواهبهم.
وتشهد الجزيرة إقامة بطولتين لكرة القدم للسباعيات والطائرة الرمضانية، ويشارك في البطولتين جميع أندية جزيرة سقطرى وعددهم 28 ناديا.
وأكد مدير عام مكتب الشباب والرياضة -سقطرى علي صعباب، على أهمية تفعيل الحركة الرياضية للأندية خلال الشهر الفضيل وخلق أجواء رياضية مميزة في ليالي رمضان المبارك. مثمنا الدعم الذي تقدمه مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية للقطاع الرياضي في سقطرى من خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات الرياضية التي لها إسهامات في الحفاظ على الشباب وتهذيب نفوسهم وصقل قدراتهم للأفضل.
وأشار إلى أن إقامة مثل هذه الأنشطة لها أثر إيجابي للشباب في صقل قدراتهم وشغل أوقات فراغهم والحفاظ عليهم. موضحا أن إقامة البطولات الرمضانية تأتي ضمن خطة الفرع السنوية بدعم من الأشقاء بدولة الإمارات عبر ذراعها الإنساني في الارخبيل.
بدوره أوضح رئيس فرع الاتحاد العام لكرة القدم في سقطرى، أحمد حزوم، أن الاهتمام والرعاية التي تقدمها مؤسسة خليفة لقطاع النشء والشباب في الأرخبيل أسهم بشكل كبير في النهوض بواقع القطاع إلى مستويات متقدمة، مقدماً تقديره لجهود مؤسسة خليفة ولسعادة خلفان المزروعي على ما يقدمه من اهتمام ودعم لقطاع النشء والشباب من خلال استمرار الأنشطة الرياضية وتزويد الأندية بمتطلباتها المختلفة.
من جانبهم عبر رؤساء الأندية الرياضية في المحافظة عن خالص تقديرهم للعطاء السخي الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة للقطاع الرياضي، والذي كان أثره واضحاً في الحفاظ على الشباب وصقل قدراتهم الرياضية.
حملة نظافة
وضمن جهودها لجعل المدينة جميلة، شهدت سقطرى حملة نظافة واسعة لمختلف شوارع وأسواق المحافظة بدعم مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ضمن الجهود الرامية لتعزيز النظافة والإصحاح البيئي.
ورفعت الحملة التي استخدمت فيها مختلف الآليات ووسائل النقل عشرات الأطنان من المخلفات التي كانت متراكمة على الشوارع والأماكن العامة بالعاصمة حديبو. وتأتي هذه المبادرة في إطار حملات نظافة عديدة شهدتها الجزيرة بدعم المؤسسة الإماراتية التي عملت على توفير المتطلبات اللازمة لتنفيذ تلك الحملات، وبما يضمن الحفاظ على نظافة الجزيرة وصحة أبنائها.
وأكد وكيل محافظة سقطرى رائد الجريبي، أن الحملة تعد من أهم الحملات للتخلص من المخلفات المتكدسة في مختلف الأماكن وإعادة رونق وجمالية المتنفسات العامة. مضيفا: النظافة تمثل عاملا أساسيا للحفاظ على صحة الإنسان ومنع انتشار الأمراض والفيروسات للمجتمع. وأشاد الجريبي بالدور المستمر لمؤسسة خليفة في دعم مختلف القطاعات بالمحافظة ومنها قطاع النظافة.
وأضاف: نشكر أيادي الخير وفرقها الإنسانية التي تعمل بشكل دائم على تعزيز تواجدها بين أبناء المحافظة وتلمس احتياجاتهم ومتطلباتهم، خاصة في مثل هذا الأيام المباركة.