حوّلت مليشيا الحوثي -الذراع الايرانية في اليمن- عشرات المساجد في صنعاء إلى مجالس عامة ومقايل لمضغ نبات “القات” خلال ليالي شهر رمضان.
وتلزم المليشيا عقال الحارات ومشرفيها في المديريات والأحياء السكنية بحشد سكان الحارات للسمر في بعض المساجد، من بعد صلاة العشاء وحتى إتمام موعد محاضرات يومية مسجلة لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.
واختارت المليشيا بعض المساجد كمجالس عامة لمقيل عناصرها والمنتفعين منها، في أحياء سكنية تعذر فيها إقامة مثل هذه الفعاليات في أماكن غير المساجد.
وتبث المليشيا يومياً عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، ومن خلال مكبرات الصوت في عموم المساجد، والأسواق والساحات العامة وبعض تقاطعات الشوارع، محاضرات زعيم الجماعة لنحو 60 دقيقة كاملة.
ويشارك في هذه الفعاليات موظفون يقولون إنهم يفعلون ذلك قسرياً مخافة إقصائهم من وظائفهم واستبدالهم بآخرين، يعتقد أنهم باتوا موالين للجماعة أو منخدعين بأكاذيبها وخرافاتها.
ومثل غيرها من الجماعات الدينية وجماعات الإسلام السياسي، تُسخّر مليشيا الحوثي الدين والقرآن الكريم لتحقيق مصالح وأهداف ومكاسب سياسية واقتصادية، وذلك باجتزاء ما يحلو لها من الآيات وتفسيرها مبتورة وفي غير سياقها العام.
ففي واحدة من محاضراته الرمضانية، يُحذّر عبدالملك الحوثي مستمعيه من تأثير الشيطان عليهم عبر “الرغبات والشهوات في حياة الإنسان”، وزعم أنّ الشيطان يسعى للتأثير على البعض من خلال رغبات حب “الشهرة، الجاه، المنصب، المكانة العالية، حب السلطة”.
كما زعم أنّ الشيطان يرى في هذه الرغبات نقطة ضعف، ويرى فيها فرصةً للتأثير على البعض، وأضاف: “كم هم الناس في هذه الحياة، الذين ضلوا، أو ظلموا، أو فسدوا، أو انصرفوا عن نهج الله وعن طريق الحق، بسبب هذه الرغبات”.
وينطوي حديث الحوثي لما يصفه بـ(الانصراف عن نهج الله وعن طريق الحق) على ترهيب باسم الدين، وتضليل بما يوحيه المعنى من ادعاء كاذب بالوصاية أو الوكالة أو الطريق المفترض لـ(الحق ونهج الله) حسب مزاعمه.
ويعتقد الحوثي أن الشيطان يهدف من وراء تلك الرغبات إلى إغواء الناس و”صد الناس عن القيام بمسؤولياتهم المهمة”، التي حسب المفهوم الحوثي تتلخص في “التحرك في سبيل الله”، ويعني به التحرك للقتال وقودا لحروب الجماعة في سبيل بقائها مستلبة للسلطة.
وهذا المعنى يتضح أكثر بزعم الحوثي أن الشيطان يهدف أيضاً إلى التأثير على البعض للتخلي عن ما يصفها بـ(المسؤوليات التي بها عزتهم، وقوتهم، ومنعتهم، وحمايتهم، والدفاع عنهم من شر الأشرار”، حسب زعمه