تضررت العشرات من مساكن النازحين في مخيم السبعة بمديرية حيس جنوبي محافظة الحديدة، جراء الرياح والأمطار التي هطلت على المنطقة في خامس أيام عيد الفطر المبارك.
وتركزت الأضرار على مخيم السبعة الواقع جنوبي “حيس” الذي تسكن فيه قرابة 40 أسرة نازحة من مديرية “مقبنة” بتعز، ومديرية جبل رأس، في الحديدة.
حيث غمرت سيول الأمطار عشرات المساكن المبنية من الطين والطرابيل والمسقوفة بالزنج الحَديدي، ما أدى إلى تلف ما بداخلها من مواد غذائية وإيوائية.
علي أحمد عامر، انهار مسكنه البسيط في المخيم، وبات يرتدي ما تبقى من قطع من ملابسه ليغطي بها جسده المنهك الذي لا يقاوم البرد، وهو بجانب مسكنه تحدث بألم وقهر وهو يناظر حجم الكارثة التي حلت عليه وجعلته وأسرته في العراء.
وقال عامر، الرياح والمطر فوقنا واحنا تعبانين والبرد قتلنا، الطرابيل اللي كنا نسكن فيها تقطعت، والزنج اختلع وطار مع الرياح، والطين تهدمت مع الماء، وأصبحنا احنا وأطفالنا في البرد والعراء وحالتنا حالة.
وواصل حديثه وبداخله جام من القهر والألم: “تبهذلنا كثيرا في هذه الخيام والمساكن اللي جابوها لنا والطرابيل والطين المبني منها السكن اللي نعيش فيه على شكل خيمة”، مختتماً حديثه، “الآن أصبحنا لا شيء، لا فراش ولا قماش، بين الشمس والرياح والمطر والبرد هذا اللي أعقب هطول المطر، ولا حول ولا قوة إلا بالله”.
من جانبها سردت إحدى النازحات التي اكتفت بطرح اسمها “سلوى” معاناتها والحالة العصيبة التي تمر بها داخل مخيم السبعة، وبلسان حالها: “الخيمة حقي كلها ماء من حق المطر، وعيالي بردانين”. وأضافت، اشتي سكن وخيمة أفضل من هذا، أول ما سقط المطر الطين اللي مبني منه مسكني على طول تحول إلى خليط، والماء غمر المسكن وانتهى كل ما معي داخله من شوية دقيق وسكر وبطانيات وفرشان، وأوضحت، مسكني تضرر وأصبحت في العراء، وعيالي (أطفالي) أمراض ويرتجفوا من البرد والهواء.
واستنكر النازحون العمل الذي قامت به منظمة المجلس الدنماركي للاجئين (دي آر سي) ببناء مساكن مبنية من الطين والطرابيل والقطع الحديدية التي تسمى بالزنج غير الصالحة للعيش، متهمين منظمة “دي آر سي” بنهب الأموال التي خصصت لبناء مساكن صالحة للسكن، والذين حولوها إلى بناء مساكن إهانة للنازح وليست إعادة صيانة كما تدعي الدي آر سي، بحسب قول النازحين، مطالبين الجهات المعنية بمحاسبة القائمين والمسؤولين على هذا العمل والمتاجرة بمعاناة النازحين.
وتسببت الأمطار بإتلاف معوناتهم الغذائية والمواد الإيوائية، وبات عشرات الأطفال وأسرهم بلا غذاء ولا مأوى، يفترشون العراء في ظل البرد القارس الذي أعقب المطر، دون أي التفات أو اهتمام من قبل الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية الدولية لمعاناتهم