من هو اللواء الركن صالح الذي تم تعيينه رئيساً لهيئة العمليات المشتركة وما حقيقة التوجه نحو الحسم؟
ضمن جهود توحيد قوات اليمن تم إنشاء هيئة عمليات مشتركة بقيادة صالح اليافعي، الضابط المخضرم الذي لعب دورا بارزا في مكافحة الحوثي والقاعدة.
وللواء الركن صالح علي طالب الذرحاني اليافعي (71 عاما) سيرة حافلة سجل فيها محطات حاسمة، ووضع بصمات عسكرية مشهودة كعقل ومهندس للمعارك لكبح جماح تنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي في اليمن.
ويعد اليافعي أحد أبرز قادة جنوب اليمن الذين ينظر إليهم كشوكة ميزان، ومن شأن تعيينه رئيسا لهيئة العمليات المشتركة أن يوحد مختلف القوات على الأرض تحت غرفة عمليات واحدة تقرر أخيرا حسم المعارك مع الحوثيين.
والخميس، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي القرار رقم (40) لسنة 2023، بشأن إنشاء هيئة العمليات المشتركة ومقرها العاصمة المؤقتة عدن، تحت إشراف وزير الدفاع، على أن يقوم هذا الأخير بتحديد مهامها ولائحتها التنظيمية.
كما أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي القرار رقم 41 لسنة 2023، تنص المادة الأولى منه على تعيين اللواء الركن صالح علي حسن طالب اليافعي رئيساً لهيئة العمليات المشتركة، فيما قضت المادة الثانية بتعيين اللواء الركن يوسف علي الشراجي الموالي للإخوان نائباً له.
سيرة ذاتية:
ولد اليافعي عام 1952 لأسرة يافعية عريقة في بلدة “وادي معربان” بمديرية يهر في محافظة لحج، وتلقى تعليمه الابتدائي في كلية بلقيس بالشيخ عثمان في عدن.
التحق بالسلك العسكري في مطلع سبعينيات القرن الماضي وتخرج في الدفعة الثانية بكلية عسكرية من عدن رفقة اللواء الركن سالم قطن الذي اغتاله تنظيم القاعدة 2012، واللواء صالح الزنداني الذي توفي هو الآخر متأثرا بجراح أصيب بها بهجوم حوثي على قاعدة العند في 2019.
وحاز صالح علي طالب شهادة الماجستير عام 1983 عقب تخرجه من الأكاديمية العسكرية فرونزا قيادة وأركان في الاتحاد السوفياتي سابقا، ليعين بعد عودته للبلاد رئيسا لأركان المحور الغربي في “العند” عام 1986.
وسجل الرجل مواقف مشرفة عندما اندلعت حرب صيف 1994 بين الشمال والجنوب، حيث لم يترك أرضه للسلب والنهب وحمل على عاتقه قيادة جبهة وادي حضرموت-العبر، وهي جبهة لم تسجل لها أي خسارة على الأرض رغم الاجتياح للجنوب بفتوة إخوانية آنذاك.
وإثر ذلك، دفع اللواء صالح علي الثمن باهظا، إذ أحيل للتقاعد القسري قبل أن يعود بعد 11 عاما للخدمة العسكرية وتحديدا في عام 2007 عندما صدر قرار جمهوري بعودة مجموعة من قادة الجنوب العسكريين، وعين حينها في مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
في 2009, جرى اختيار اللواء اليافعي كأحد أبرز الضباط اليمنيين في غرفة عمليات مشتركة أثناء الحرب السادسة مع مليشيات الحوثي، وكان له دور بارز كمهندس للمعارك ضد المليشيات المدعومة إيرانيا.
وفي يناير/كانون الثاني 2010، صدر قرار جمهوري بتعيينه قائدا للواء 83 مشاة بمنطقة عبس بمحافظة حجة، ثم عينه الرئيس السابق عبدربه منصور هادي عام 2012 رئيسا لأركان حرب المنطقة العسكرية الرابعة ومقرها العاصمة عدن.
وفي الشهر نفسه من 2016، صدر قرار جمهوري بتعيينة رئيسأ لهيئة التدريب للقوات المسلحة وترقيتة قبل أن تتم الإطاحة به بعد نحو عام، لكنه عاد لتأسيس “هيئة العمليات المشتركة للقوات الجنوبية” وقيادتها من عدن.
وفي 15 مايو/أيار 2022، نجا اليافعي من الموت بأعجوبة عقب هجوم بسيارة مفخخة استهدف موكبه في شارع المعلا بعدن في أول تفجير إرهابي يضرب العاصمة المؤقتة، منذ تسلم مجلس القيادة الرئاسي السلطة وعودته إلى جانب الحكومة اليمنية والبرلمان للعمل من الداخل.
واليوم، تقع على عاتق اليافعي مهمة ثقيلة تتمثل بإدارة المشهد العسكري من أجل تحصين الجنوب من هجمات الحوثي والقاعدة والدفع نحو توجيه المعارك صوب شمال اليمن، الذي يرزح تحت وطأة الانقلاب منذ 9 أعوام.
كما ستقع على عاتقه جهود تنسيق المهام وتبادل المعلومات بين مختلف القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي تحت مظلة قيادة واحدة وهي قوات العمالقة، والقوات الجنوبية، والمقاومة الوطنية، والجيش اليمني.