اليمن.. مفاوضات بثقة متخلخلة وسلام مرتقب بلا معطيات

يمن الغد/ تقرير – عبد الرب الفتاحي

تقترب اليمن من الحل النهائي لوضع حداً للحرب القائمة منذ 8 سنوات، ويبدو أن هناك اتفاق توصلت إليه كل الأطراف الداخلية والخارجية، لتعزيز الحوار والبدء بخطوات هامة للدخول في مفاوضات شاملة، تبدأ بحلحلة القضايا الإنسانية كإطلاق الأسرى والمعتقلين، وتسليم الرواتب وفتح الطرقات ..

تعقيدات حوثية:

الخطوات الاخيرة في المفاوضات بين الحكومة اليمنية والتحالف الداعم لها من جهة ومليشيا الحوثي من جهة أخرى تمثلت في الاتفاق على العديد من المسارات والخيارات في اليمن، وذلك لتجاوز العديد من الملفات المعقدة وهي ضمن الحلول المتفق عليها ،وفق خطة سياسية واقتصادية وإنسانية صاغتها العديد من القوى الدولية .
مثلت الهدنة التي بدأت منذ عام بوابة للحل، وذلك لمنع أي تصعيد عسكري ووضع خطة سلام تتفق عليه القوى الإقليمية وكذلك الأطراف الداخلية ، وساهم التدخل الخارجي في اليمن في استمرار الحرب وزيادة حدتها .
وعقد الحوثيون من الحلول أو الوصول لاي اتفاقات سياسية ،مما جعل الملف اليمني خاضع للرغبات والاجندة الخارجية التي ربطت ملفات استراتجية خاصة بها ،سواء كانت سياسية وعسكرية واقتصادية ، وذلك من خلال تحكمها بالواقع اليمني وهذا مافعلته ايران مع زيادة دعمها للحوثيين في الانقلاب على الدولة اليمنية في سبتمبر من عام 2014 .
ينظر سليم أحمد السامعي- خبير سياسي- أنه رغم استمرار الهدنة ، ومحاولات المعالجات التي يضغط عليها المجتمع الدولي والأطراف الخارجية وذلك لحل واقع الملفات الإنسانية سواء اطلاق الاسرى وفتح الطرقات، إلا أن هناك مخططات قد تدفع لتجدد الصراع خاصة مع هيمنة المخطط الحوثي وتمسكهم بخيار الحرب، وكذلك محاولاتهم الاستفادة من واقع الرغبة الدولية للحل في تعزيز وجودهم ،والتفكير بالانتشار والتوسع في مناطق خارج عن سيطرتهم .
يقول سليم لـ”يمن الغد”: لن يستمر الحل في اليمن طويلا، لأن الحوثي لديهم خيار مبطن وهو الآن يعمل للاستفادة من واقع الاتجاه الدولي لانهاء الحرب ، لفرض أجندة أكثر تشددا وتحقيق مكتسبات له، ويرفض الحوثي كل القوى الموجودة والمنافسة له ، وذلك لاعطاء نفسه الشرعية وبسط سيطرته وكذلك الاستعداد لمواجهة الاطراف التي ترفص مشروعه وسياساته.

أنصاف الحلول:

يصف خليل زكريا عبد الله طالب جامعي، طريقة التهدئة الجارية ووضع هدنة طويلة ،على أنها لن تنهي المشاريع التي تأسست على الحرب والنهب، وهذا قد يؤدي لفترة استعداد اخرى للتصعيد خاصة في حل فشلت الاتفاقات ،التي عقدتها الرياض مع طهران للوصول لمعالجات نهائية ودائمة .
ورغم المشاورات السياسية التي جرت مع جماعة الحوثي، لكن لايبدو أن هناك واقع جديد يتضمن الوصول لحلول دائمة فالوضع اليمني يظل قابل للحرب من جديد، خاصة مع زيادة استعداد الحوثي للقيام بعمليات عسكرية والتفكير الذي يهدف من خلاله الحوثيين للسيطرة على مأرب، او التوغل في العديد من المناطق التي لا تخضع لهم وتهديدهم بعودة الحرب .
وقال خليل زكريا لـ”يمن الغد”: الحوثيون لديهم مشروع اخضاع اليمن لهيمنتهم سواء من خلال الحرب أو من خلال أي محاولات سلام، لذلك لايمكن أن يكون الحوار إلا خطة لتعزيز قوة الحوثي وتوسيع مخططه بشكل أوسع، وهذا ما قد يجعل السلام في اليمن بعيد المنال لإن واقع الحلول لا يأتي من اطراف ترغب في الحرب والهيمنة.”

تفكيك المليشيا:

تجد مليشيات الحوثية نفسها محاطة بالعديد من السياسات المتوحشة، التي جرت ونفذتها المليشيات ضد اليمنيين حيث أوغلت المليشيات في عنفها وارهابها ضد اليمنيين، في العديد من المحافظات الخاضعة لها .
وبرز الدور الحوثي من خلال التأسيس للصراع الذي يخدم مشروعها بالاضافة إلى التدمير المنظم للاقتصاد، وربط وجودها بمشروع سلالي يحرم الاخريين من حقوقهم ويجعلهم خاضعين لاسوأ منظومة، ترتكز اهدافها على القمع ونهب الاموال .
يرى فهيم حمود العودي أن السلام في اليمن لن يتحقق مالم تنته مظاهر المليشيات ، وكذلك يتحقق للناس ظروف من الحرية وذلك من خلال قدرة اليمنيين ،لمحاسبة كل من مارس اي انتهاك أو اجرام ضدهم .
واعتبر فهيم أن المشكلة والعقبة أمام السلام هو في الدور الوحشي الذي مازالت تفكر به مليشيات الحوثي، في جعل نفسها هي المتحكمة بواقع اليمنيين في مختلف الانشطة والسياسات .
وقال فهيم لـ”يمن الغد”: السلام لن يتحقق في اليمن من خلال مسارات رديئة ،لذلك فإن اي سلام لابد أن يكون قائم على تفكيك المليشيا وسحب كل ادوات قوتها وفرض واقع من العدالة والمؤسسات لإن حقيقة السلام هو نابع من قدرة اليمنيين من اعادة بناء الدولة، غير هذا الهدف فإن الحرب ستظل هي المتحكمة بواقع اليمن طويلا.

Exit mobile version