“جيش الإمام الهادي”.. ذئاب الحوثي المنفردة لتفخيخ السلام في اليمن
رغم مرور أكثر من ألف و164 عاما على طي صفحة مؤسس الجارودية في اليمن، فإن مليشيات الحوثي التي سعت لتشييد مجاميع تمجد الموت والفناء، أعادتها مجددًا للواجهة.
فبحسب معلومات، فإن مليشيات الحوثي المدعومة من إيران شكلت مجاميع انتحارية أشبه بعناصر تنظيم القاعدة أو ما يُسمى “الذئاب المنفردة”، تحت اسم “جيش الإمام الهادي”.
والهادي هو أول إمام شيعي حكم أجزاء اليمن عام 1006 سنة 284 هـ، واسمه يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي، وكان قد قدم إلى اليمن في 893م- 280هـ، وهو غير معروفة أصوله، فيما تقول مصادر إنه من خراسان (إيران حالياً).
المعلومات، التي تُنشر لأول مرة، تشير إلى أن مليشيات الحوثي شيدت قوة تتألف من 1500 عنصر، جميعهم أطفال دون سن الـ15 عاما حصلوا طوال 3 أعوام على دورات عسكرية في حوزات خصصت لتلقينهم الأفكار الطائفية المتطرفة.
ووفقا للمعلومات، فإن مليشيات الحوثي عملت على تدريبهم عسكريا على فنون القتال واستخدام جميع أنواع الأسلحة، بما فيها قطع المدفعية الثقيلة لتولي مهام خاصة في جبهات القتال.
وحسب المعلومات، فإن الأطفال يتم تحفيظهم القرآن الكريم وتدريسهم منهجًا دينيًا مخصصًا تم إعداده بعناية ليلبي رغبة المليشيات الحوثية في بناء مجاميع متطرفة وذات فكر متشدد يقدس الموت ويكفر الآخر وينظر لمن يرفض الحوثي بأنه “يعارض الإسلام والرسول ويعمل لصالح إسرائيل”.
وتوضح المعلومات، أن المليشيات الحوثية جمعت 1500 طفل، جرى انتقاء بعضهم من المراكز الصيفية التي تقيمها المليشيات كل عام، في حين جرى تزكية آخرين من قبل الجناح الحوثي الأكثر تطرفا الذي يسمى “الجناح الثقافي أو الثقافيين”، إضافة إلى عدد من أبناء قتلى الحوثي من القيادات الميدانية المتطرفة التي لقيت حتفها في الحرب خلال السنوات الماضية.
وتشير المعلومات إلى أن معسكرات التدريب والمراكز الدينية التي تم جمع الأطفال فيها، توزعت على مناطق محافظة في صعدة؛ منها: “ضحيان” و”باقم” و”الحمزات” و”آل الصيفي” و”مران”، وهي المعاقل الأولى التي صدرت أول جيل من المقاتلين لمليشيات الحوثي الإرهابية.
وبحسب دوائر أمنية في اليمن، فإن المليشيات الحوثية نشرت 350 من إجمالي عدد الأطفال في جبهات مأرب والضالع وتعز والساحل الغربي؛ للمشاركة في تنفيذ عمليات عسكرية كتطبيق عملي للتدريبات التي تلقوها في معسكرات التدريب خلال عام كامل.
وشكّلت المليشيات فكر الأطفال المجندين ضمن ما سمته “جيش الإمام الهادي”، وفق عقيدة تقدس الموت دفاعا عن زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي؛ باعتباره من يقوم بحماية إرث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، والمكلف بمواصلة ما تسمى “مسيرة القرآن” وصولا إلى السيادة لزعيم الحوثيين على الأمة الإسلامية.
وتشير المعلومات إلى أن الأطفال المجندين كانوا يتلقون بشكل متواصل محاضرات لزعيم مليشيات الحوثي موجهة لهم بشكل خاص يتم تسجيلها وبثها في معسكرات التدريب، إضافة إلى دروس مكثفة من الملازم حسين الحوثي ومحاضرات عبدالملك الحوثي التي يوجهها بشكل خاص لأتباعه في الجناح العسكري والحوزات الدينية.
ويرى مراقبون أن تشييد مليشيات الحوثي لجيش الإمام الهادي يعد تطورا خطيرا، من شأنه ضرب جهود السلام التي تتظاهر مليشيات الحوثي بالقبول بها، فيما تقوم في الباطن بتشييد قوتها الخاصة من أجل تفخيخ أي تهدئة باليمن.
وأوضح المراقبون، أن مليشيات الحوثي ما هي إلا تنظيم عسكري متطرف سري ومغلق يشبه تنظيم القاعدة، مشيرين إلى أن المليشيات الحوثية لا تؤمن بالعمل السياسي إلا بالقدر الذي يوفر لها غطاء للتمدد والصراع بلافتات مرحلية تتناسب مع ظروفها.