الرئيسيةسقطرىشبوةعربيمحليات

بالذكرى الأولى لرحيله.. أيادي الشيخ خليفة البيضاء لدعم سقطرى وشبوة

مع حلول الذكرى الأولى لرحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بات الجنوبيون يستذكرون رئيس دولة الإمارات الراحل بمشاعر يملأها الامتنان والوفاء والتقدير.

فمن تشييد مستشفى خليفة بن زايد في سقطرى إلى مشاريع مؤسسة خليفة بن زايد في ربوع اليمن؛ كانت للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مكانة خاصة في قلوب اليمنيين الذين لم ينسوا مآثره ووقوفه إلى جانبهم في الرخاء والشدة.

ووافت المنية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في 13 مايو/أيار 2022 عن عمر يناهز 74 عاما، ليتولى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم خلفا له.

ومن سقطرى مرورًا بشبوة وحضرموت وعدن ولحج إلى مأرب، تبنت أيادي الإمارات البيضاء في عهد الشيخ خليفة بن زايد مقاربة إنسانية شاملة في دعم اليمن على مختلف المستويات، اقتصادياً وإنسانياً ولوجستياً، من أجل وضعه على طريق البناء والتنمية.

وفي ذكرى رحيله تسلط “العين الإخبارية” الضوء على مشاريع تنموية وخدمية للشيخ خليفة بن زايد في اليمن لا سيما في محافظتي سقطرى وشبوة اللتين نالتا الاهتمام الأكبر من قبل مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، والتي سعت إلى المساهمة في إعادة إعمار البنى التحتية، وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، باعتبارها من القطاعات الرئيسية المهمة للشعب اليمني.

إنهاء عزلة سقطرى
ظل أبناء جزيرة سقطرى المعزولة عن البر اليمني في المحيط الهندي يعانون بصمت من انعدام الخدمات الأساسية، حتى جاءت مؤسسة خليفة بن زايد حاملة في يدها لواء الخير والعطاء لتسجل بصمات لا تنسى في تلك البقعة.

خدمات غيرت أحوال السقطريين رأسًا على عقب، بسبب الكهرباء، التي باتت لا تنقطع طيلة الـ24 ساعة، بعد أن وفرت دولة الإمارات 4 محطات في مختلف مديريات المحافظة، ووزعت مولدات على القرى النائية، ودشنت شبكة توزيع لأكثر من 30 موقعا.

وزودت مؤسسة خليفة بن زايد الشوارع بإنارة تعمل بالطاقة الشمسية، إضافة إلى إنشائها محطتي توليد كهرباء بالطاقة الشمسية في “حديبو” بقدرة 2.2 ميغا وات وفي ‏”قلنسية” بقدرة 800 كيلووات، وتركيب محطات تعقيم خزانات المياه، وبناء خزانات جديدة بسعة 50 ألف لتر، وإمداد الآبار بمولدات كهربائية بالإضافة إلى حفر 48 بئرا ارتوازية وتركيب مضخات لاستخراج المياه باستخدام الطاقة الشمسية.

صحيًا، شيدت العديد من المستشفيات والمرافق الطبية، أبرزها مستشفى خليفة الذي يُعد بمثابة مدينة طبية وليس مشفى عاديا، فضلا عن نقل حالات حرجة للعلاج المجاني في المستشفيات الإماراتية والتكفل برعايتهم الكاملة مع مرافقيهم.

تنمويا، أعادت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان تشييد المطار الرئيسي لسقطرى وفقًا لأرقى المواصفات العالمية ليصبح قادرا على استقبال أي رحلات سياحية أو تجارية ومن أي دولة، مما جعله يتحول إلى بوابة للتنمية والسياحة في سقطرى.

مشروعات استثنائية
يأتي ذلك إضافة إلى توسعة الميناء الرئيسي لاستقبال أكثر من 7 إلى 10 سفن كبيرة في آن واحد، بعد أن كان يستقبل سفينة واحدة فقط، إضافة إلى رصيف بحري بطول 90 مترا وزيادة الغاطس لعمق أربعة أمتار ونصف للسماح برسو السفن الكبيرة.

كما تم اعتماد مساعدات غذائية ومالية شهرية للأسر الفقيرة والمحتاجة وبشكل منتظم وفق مسح لكل سكان المحافظة، فضلا عن دعم دوري بالوقود وهو ما كانت تعاني منه الأرخبيل طيلة سنوات الحرب الحوثية وأبقاها معزولة عن اليابسة اليمنية.

في مجال التعليم، عملت المؤسسة على ابتعاث أكثر من 80 طالبا لتلقي التعليم في العاصمة المصرية القاهرة سنويا، و40 آخرين نصفهم إناث تحصلوا على منح في الجامعات الإماراتية، فضلا عن تشييد العديد من المدارس التعليمية وإعادة ترميم 17 أخرى.

وشيدت مؤسسة خليفة بن زايد كلية تعليمية بكافة إمكانياتها ومعاهد متخصصة لتعليم اللغات في مديريتي حديبو وقلنسية، لأول مرة في سقطرى، فضلا عن التكفل بدفع رواتب شهرية لأكثر من 250 معلمًا ومعلمة من التربويين المتقاعدين، بالإضافة للتعاقد مع قرابة 440 مدرسا على مستوى الجزيرة، واستقدام 17 مدرسا من مصر في التخصصات العلمية.

وتشير تقارير رسمية إلى أن إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة إلى جزيرة سقطرى بلغت منذ عام 2015 إلى 2021 أكثر من 110 ملايين دولار؛ منها مشاريع مستدامة كتشييد مدينة زايد 1 ومدينة زايد 2 في المنطقة الجنوبية من الجزيرة، وتشيد مدينة ومباني أخرى للأرامل في مدينة حديبو.

وحظي أرخبيل سقطرى بفرصة لعرض منتجاته وحرفه النسائية التي تعكس ثقافة أبناء سقطرى وموروثها كمصنوعات الصوف ومنتجات سعف النخيل ومصنوعات الخزف والعديد من المنتجات الطبيعية الأخرى، من خلال فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي الثقافي الذي أقيم على مدار 6 أعوم متتالية بدعم من مؤسسة خليفة بن زايد.

دعم صحة شبوة
في شبوة، دشنت دولة الإمارات مبادرة إنسانية جديدة لدعم نحو 16 مستشفى على مرحلتين، ضمن جهود تستهدف إنعاش القطاع الصحي المنهار بسبب حرب الحوثيين.

فالاتفاقية التي وقعت في ديسمبر/كانون الأول 2022 نصت على دعم المنظومة الصحية، وتجهيز وتأهيل مستشفيات محافظة شبوة، من ترميم وتجهيز بالمستلزمات الصحية، ورفدها بالكوادر والتخصصات الطبية لضمان سير عملها، وتوفير الرعاية الصحية للمواطنين.

وبدأت مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية بتأهيل 4 مستشفيات كمرحلة أولى، ثم 12 مستشفى من المستشفيات المحورية والريفية كمرحلة ثانية في مختلف مديريات محافظة شبوة.

وكانت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية عملت على تجهيز وتشغيل وإدارة هيئة مستشفى شبوة العام في عاصمة المحافظة “عتق” ليتم افتتاحه في 21 مايو/أيار 2022.

وعملت مؤسسة خليفة الإنسانية على تشغيل أكبر مستشفى في محافظة شبوة كمرحلة أولى تألف من 350 سريرا طبيا، بجميع التخصصات الطبية المختلفة، فيما استهدفت في المرحلة الثانية إضافة 250 سريرا.

ويوم رحيله، أكد رئيس الحكومة اليمنية الدكتور معين عبدالملك، أن اليمن حكومة وشعبا لن ينسى مساندة الإمارات ومآثر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

وقال عبدالملك في حديث لـ”العين الإخبارية” إن “اليمن وشعبه لن ينسيان مساندة دولة الإمارات بقيادة المغفور له في مواجهة المشروع الانقلابي الحوثي المدعوم إيرانيا.

وأضاف أن “الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان واصل بحنكة واقتدار قيادة مسيرة التطوير والتحديث التي خطها حكيم العرب والده الشيخ زايد آل نهيان وأرسى قيم السلام والتعايش في المنطقة والعالم”.

يشار إلى أن إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة للشعب اليمني بلغ نحو 6.6 مليارات دولار منذ عام 2015، من بينها 10.94 مليار درهم لدعم برامج عامة و4.54 مليار درهم مساعدات سلعية و2.67 مليار درهم لقطاع الصحة و1.78 مليار درهم مساعدات لقطاع توليد الطاقة وإمداداتها.

زر الذهاب إلى الأعلى