ذكرى الوحدة اليمنية.. 9 أعوام من تكريس الحوثي لـ”التشطير”

يحتفي اليمنيون اليوم بمرور 33 عاما على توحد الشمال والجنوب وسط منغصات جمة أخطرها تكريس مليشيات الحوثي لواقع التشطير والانفصال.
فمليشيات الحوثي الذي انقلبت بقوة السلاح على الشرعية أواخر عام 2014، فرضت واقعاً تشطيرياً بإجراءاتها الأحادية المميتة ابتداء من حظر تداول العملة المحلية وحتى المنافذ الجمركية بين الجنوب المحرر والشمال غير المحرر.
كما سعت مليشيات الحوثي لإغلاق الطرقات بين المدن اليمنية وتغيير المناهج الدراسية، وإعادة تشكيل المؤسسات المنتحلة على أساس عائلي، وطائفي، ومناطقي، مما دفع البلد إلى إعادة صياغة وحدة جديدة ممثلا بالمجلس الرئاسي على خطى استعادة صنعاء من المد الإيراني الفارسي.
وتأتي الذكرى الـ33 للوحدة في ظل جهود سلام متعثرة إثر تعنت مليشيات الحوثي والتي تسعى لابتلاع كل اليمن وسط جهود جنوبية تسعى لتوحيد المحافظات الجنوبية تحت مظلة واحدة لدعم المكونات الشمالية من أجل تحرير المناطق الخاضعة للانقلاب.
كما تأتي في ظل حرب اقتصادية متعددة الأوجه تشنها مليشيات الحوثي على المحافظات المحررة وأدت إلى وقف تصدير النفط للمرة الأولى منذ عام 2018 ما يهدد بتوقف كثير من الخدمات الأساسية في البلاد بما فيه المرتبات.
تحول عيد الوحدة في اليمن إلى مثار جدل بين النشطاء اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، منهم من رفع شعار الوحدة للمزايدة كالحوثيين والإخوان بينما فضل آخرون حشد الشارع اليمني لمحاربة الحوثي حفاظا على الوحدة من الموت.
ورغم الاحتفاء الافتراضي والفعاليات اليتيمة التي أقيمت بمحافظات مأرب والمخا وتعز إلا أن الجدل كشف أن أغلب اليمنيين باتوا يدركون جيدا أن الوحدة الحقيقة تتمثل في استعادة صنعاء وهزيمة مليشيات الحوثي كأولوية قصوى.
هذا ما أكده رئيس جامعة الحديدة في اليمن الدكتور حسن المطري، حيث قال إن يوم الـ22 من مايو/أيار يبقى يوما مجيدا وعظيما للشعب اليمني لكنه، لا يزال مرهونا بمواجهة خطر المليشيات.
واضاف المطري في تصريح لـ”العين الإخبارية”، أن “الحفاظ على الوحدة يظل مفخرة لليمنيين لضمان أن يكون الشعب اليمني كلمة واحدة لمواجهة مخططات التمزق التي تكرسها مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا”.
ما ذهب إليه المطري أكد عليه السياسي اليمني غائب حواس، الذي قال إن “الذي فصل الشمال عن الجنوب هو الحوثي، وقد بدأ ذلك من قبل بفصل المديريات والمحافظات الشمالية عن بعضها، لذلك فإن استعادة وحدة الجمهورية يبدأ باستعادة الشمال من براثن الإمامة الحوثية”.
وأضاف مخاطبا اليمنيين: “لا تفتحوا باب الوحدة ولا تغلقوه.. بيننا وبين إخواننا في الجنوب.. الحوار على المصير الواحد ضد المهددات الواحدة، أما المليشيات الحوثية فلا يمكن أن يكون بيننا بينها إلا السلاح ولا شيء غير السلاح”.
وفي السياق ذاته، جدد المكتب السياسي للمقاومة الوطنية التأكيد على مواصلة النضال الوطني بقيادة العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي لاستعادة الدولة وعاصمتها التاريخية صنعاء وتحقيق السلام العادل والشامل والمستدام سلمًا أو حربًا.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها الأمين العام للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية عبد الوهاب العامر في حفل خطابي وفني نظمته السلطة المحلية بمدينة المخا صباح اليوم، احتفاءً بالعيد الوطني الـ 33 للجمهورية اليمنية.
وأشاد المكتب السياسي بالإنجاز التاريخي للوحدة اليمنية التي تحققت على يد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح ورفيقه علي سالم البيض، في 22 مايو/أيار 1990، وأكد على أنها ستظل عنوانًا مشرقًا لمستقبل أجيال اليمن ومظلة جامعة لمعالجة قضاياهم وقلعة حصينة لأمن واستقرار دول المنطقة.
وحذر المكتب السياسي من المؤامرة التي تتعرض لها اليمن والشعب من قبل مليشيات الحوثي، التي تستهدف كل مكونات وأطراف المجتمع، وتسعى لإفشال مبادرات السلام والحوار، وتهديد أمن واستقرار المنطقة.
ودعا إلى تجاوز الخلافات وتوحيد الصفوف لصد هذه المليشيات وإسقاط مشروعها السلالي والطائفي.
وشكر المكتب السياسي للمقاومة الوطنية دول التحالف العربي بقيادة السعودية ودولة الإمارات على دعمها للشرعية والشعب في هذه المعركة المصيرية، وأثنى على تضحيات أبطال الجيش والقوات المشتركة والمقاومة في مختلف جبهات القتال.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أقر في كملته عشية ذكرى الواحدة الـ33 بأن الإخوة الجنوبيون، كانوا سباقون إلى الوحدة، تنشئة، وفكراً، ونضالاً، وظلوا مخلصين لها، ولا يمكن أن يكونوا مخطئين في ذلك، وهم اليوم محقون في الالتفاف حول قضيتهم العادلة بعدما انحرف مسار المشروع الوحدوي، واٌفرغ من مضمونه، وقيمته التشاركية بعد حرب صيف 1994″.
ومضى قائلا إن “الجنوب القوي والمتماسك مع باقي المدن والمناطق المحررة، يشكل نقطة إنطلاق إضافية للتحالف الجمهوري العريض، بعدما تحولت المحافظات الجنوبية إلى ملاذ لملايين النازحين الفارين من بطش المليشيات الحوثية، وأرضاً للباحثين عن حياة آمنة، وسبل العيش الكريم من أبناء المحافظات الشمالية”.

Exit mobile version