نفط الأرض.. السيليكا ثروة اليمن المخفية عن أعين العالم
جرة اليمن المخفية عن أعين العالم، مادة نادرة سعرها يقدر بآلاف الدولارات وتستوردها امريكا اكثر من الفوسفات ويستخرج بها النفط من باطن الارض ويصنع منها مجوهرات العقيق ولا علاج يسري في أجسادنا من دونها. بشرى لليمنيين للحاق بركب الدول الغنية عالميا من مادة السيليكا او الرمل السيليسي.
- اليمن ينهض من تحت رماله
السيليكا مادة تستوردها أمريكا أكثر من الفوسفات، ويستهلك منها العالم مليارات الاطنان، رخيصة كمادة خام لكنها بقيمة الفوسفات إذا تم تحويلها، الثروة المهملة في غالبية الدول وهبة الطبيعة للبشر في الرمال.
المادة تقفز قيمتها المادية بعد عملية تحويلها، تغطي الرمال غالبية وجه الوطن العربي بكل ما فيها من مخازن للثروات الطبيعية ولكن استغلالها ما زال ضعيفا مقارنة بتنوعها.
ونحدثكم عن مادة السيليكا المهملة. رمال السيليكا او رمال الكوارتس هي صخور رملية ذات لون ابيض تتميز بنقاوتها واحتوائها على كميات هامة من السيليكا ونقصد بها ثاني اكسيد السيليكون. تتكون هذه المادة بطريقتين
الاولى عضوية مثلها مثل الفوسفات والنفط وتأتي تحديدا من الهياكل العظمية للحيوانات اما المصدر الثاني فهو معدني وهو الاكثر شيوعا وهي العنصر الاساسي لصنع الذرات الالكترونية والالياف البصرية والملح الذي لا يغيب عن التطبيقات العلمية وغرف العملية الطبية. ولو كنت تتلقى علاجا ما لا قدر الله فاعلم ان الفضل في تنقل الادوية داخل الجسم
يعود بالاساس الى هذه المادة اما كويرات السيليكا التي يتم اعدادها صناعيا سيتم استعمالها في تنقية المياه الملوثة وتحسين خصائص البوليمرات البلاستيكية والاكثر من ذلك فان السيليكا هي من المواد الرئيسية في صناعة النفط ذلك انها تضخ مع الماء لاحداث التصدعات في الطبقات الارضية قبل استخراج النفط والغاز من الاعماق.
ليس هذا فقط فالسيليكا هي اساس الاحجار الكريمة او ما يعرف بالعقيق وهو من اغلى المجوهرات نظرا لان قيمة الاحجار تقاس بكمية السيليكا التي تحتويها وبالرغم من هذه الاهمية التي لامست مجالات حيوية للبشرية
فان استفادة العرب منها ما زال محدودا مقارنة بالولايات المتحدة التي وبالرغم من افتقارها لها الا انها تعوضها عن طريق التوريد الذي تتجاوز نسبه ايرادات الفوسفات. وفي السنوات القليلة الماضية اخذت مصر والسعودية المبادرة لتثمين صناعة رمل السيليكا اما الاردن والجزائر فقد باشروا بدورهم في هذا القطاع
وحسب الخبراء فان ذلك يبشر بثورة صناعية عربية في مجال الطاقات المتجددة. اذا ما تم ربطها بالطاقة الشمسية حيث يمكن ان يستفاد من السيليكا في صناعة الالواح الشمسية وتطويع الليثيوم لصنع بطاريات تخزين الطاقة وكلا المادتين وهابتهما الطبيعة للعرب لكنهما بقيتا من الثروات المهملة نوعا ما.
فهل تعيد اليمن نفس السيناريو ام ستعتبرها فرصتها الذهبية لقيادة ثورة العرب الصناعية وتتزعم مجال الطاقة المتجددة في العالم العربي.
- سيليكا اليمن القطاع اليتيم
ان اكتشاف الكميات الخالية من خام السيليكا باليمن لا يمكن ان يعود الى عمليات البحث التركية كما تم الترويج له في الفترة الاخيرة وانما هي اكتشافات يمنية بالاساس تعود لسنوات عديدة
الا انها بقيت دفينة ارشيفات الدولة.
في الوقت التي كانت من الممكن ان تُستعمل في ارساء نشاط صناعي كبير في مجال صناعة الزجاج وهذه اقل التقديرات نظرا لنقاوتها العالية. علما وان السيليكا كلما كانت نقية تضاعفت قيمتها وبعودتنا لتصريحات الجيولوجيين ستجدهم يجمعون على ان اغلب مناطق اليمن تكتنز جبالها ووديانها خامات من الزجاجة تمتد على مساحة تتجاوز بليوني متر مكعب.
بينما يحتوي موقع ثقبان بصنعاء لوحده على اكثر من ثمانين بالمئة من المواد التي تتميز بحبيباتها الدقيقة والتي تجعلها من اساسيات عملية تصنيع الزجاج بكافة انواعه غير انها ثروة في قطاع تعديني مهمل وصفوها بالقطاع اليتيم.
ومن الممكن ايجاد بيئة مناسبة لاحيائه تساهم في تنمية الاقتصاد اليمني وقلب موازين مجال صناعة الزجاج العالمي لصالحه. فاليوم ما زال اليمن يوفر معظم احتياجاته من الزجاج. عن طريق الواردات الخارجية. مما مما يثقل كاهل النفقات الحكومية، وخامات السيليكا المستكشفة قادرة على جعل اليمن من اكبر مصدري الزجاج، وبيئة ملائمة لاستقطاب استثمارات كبرى الشركات المحلية منها والدولية.
فما الذي يجب على اليمن فعله على ارض الواقع لاستغلال كنوزها المتاحة، الكلمات المفتاحية لاجابة السؤال، هي البنية التحتية والبيئة المناسبة والدولة!