اخبار الشرعيهالرئيسيةتقاريرعدنمحليات

صيف هو الأكثر قسوة مع انقطاع الكهرباء في عدن ولحج “من السبب؟”

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي

تعيش محافظة عدن مع بداية شهر يونيو، صيفا هو الأكثر حرارة في الطقس إذ درجة الحرارة تتخطى احيانا الأربعين درجة مئوية ،وتزامن مع شهر يونيو في ظل انقطاع متواصل للكهرباء عن محافظة عدن ولحج ،والتي انعكست على السكان وتضرر الكثير منهم نتيجة هذا الانقطاع.

انقطاع الكهرباء:

اسبوعا بقسوة حرارة هذا الصيف تعيشه عدن ولحج، مع انقطاع الكهرباء في المحافظتين حيث عاش المواطنين في ظل ظروف بالغة السوأ ،ولم يجدوا ابسط أشكال مواجهة هذا الحر الذي كان له نتائج وانعكاسات عليهم ،فهم لم يعد بإمكانهم استخدام المكيفات والمرواح وثلجات تبريد المياة.
السكان من ناحيتهم ضاقوا مع الانقطاع الكلي للكهرباء، وذلك مع خروج المحطات الكهربائية عن الخدمة وعدم وصول الوقود المخصص للكهرباء ،حيث تكبد السكان تحمل الحر داخل منازل تزيد فيها درجة الحرارة، وتنعدم فيها أساليب الراحة والنوم.

صيف ساخن:

ويكابد المواطنين في عدن ولحج ذلك الوضع بصبر أكثر ،لكن الاطفال والنساء هم أكثر من تأثروا بهذا الصيف، حيث يرتفع بكاء الاطفال وظهرت على اجسادهم أثر الحرارة، وتلجاء العائلات إلى زيادة غسل الاطفال بين الساعة والاخرى، للتخفيف من ظروف الصيف الحار الذي يعيشه السكان في عدن ولحج .
وطالت الاتهامات الحكومة والسلطة المحلية في عدن على انها تجاهلت المشكلة، وتعاملت مع الوضع ماقبل دخول الصيف ببرودة ولم تظهر خطط لمعالجة انقطاع الكهرباء ،ولم تتجه الحكومة إلى توفير وقود المحطات لمنع توقفها .
يعمل السكان في عدن ولحج على التخفيف من أثر الحرارة مع الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي ،ويصعب مواجهة الحر الكبير لأن هذا الصيف هو الأشد حرارة ،و يحاول السكان الاقتراب من الشواطئ والاستحمام المتواصل والاعتماد على الثلج لشرب المياة، لكن يبدو أن امكانية السكان لم تخلق لهم واقع مريح ومستقر، فالظروف تتعقد يوما بعد يوم .
يرى طه رضوان عبد الله وهو من ساكني مدينة المنصورة ان انقطاع الكهرباء ،هو المسبب الاول للمشكلة التي تحيط بعدن ،وهذه مشكلة ظلت تتراكم وكان السكان يأملون أن تكون هناك حلول ومعالجات، لكن تفاجئ السكان ان الكهرباء زاد انقطاعها والسلطات لم تحرك ساكنا ،والجميع يتهرب من المسؤلية ومن المعالجة .
وشكل انقطاع الكهرباء الدائم عن محافظتي عدن ولحج صدمة لدى أغلبية السكان، الذين اصبحوا غير قادرين على النوم بهدوء حيث تصبح المنازل وقت الظهيرة أكثر سخونة ،ولا يستطيع المواطنين قضاء وقت الظهيرة والليل مع انعدام الكهرباء واعتماد السكان على المكيفات والمرواح.
يقول المواطن طه لـ”يمن الغد”: الانقطاع الكبير للكهرباء أثر على الناس في المناطق الساحلية، الذين تعتبر مدنهم أكثر المناطق التي يمر فيها الناس بحياة قاسية طوال الصيف، وعدن مدينة تمر عليها شهور الصيف بشكل اكثر ضروة ،حيث يضيق الناس وتسؤ حالتهم وهناك الكثير من الوفيات بين كبار السن، خاصة من الذين يعانون من امراض مزمنة “
ويضيف: أن كل السلطات في عدن سواء الحكومة أو السلطات المحلية ،تركز جهودها على اخذ الاموال والضرائب دون أن تعود هذه الاموال لصالح الناس، فالمشكلة في عدن هي في واقع الفساد وانعدام الحلول والخيارات، التي تصب في تطوير قطاع الكهرباء وهذا ما أدى لتدهور قطاع الكهرباء .

تدهور الوضع:

رغم وجود محطة الرئيس عبد ربه منصور، والتي كان الكثير يأمل أن تعمل على تطوير القدرات الكهربائية في مدينة عدن، إلا أن الظروف ظلت على ماهي عليه، وزاد انقطاع الكهرباء بشكل أوسع ،ولم تعمل محطة الرئيس على تحقيق اي تطورات في خفض العجز الكهربائي الكبير.
ففي يوليو 2018 كشف الرئيس عبد ربه منصور عن الاتفاق مع شركة جنرال إلكتريك الامريكية ، والتي تعمل في مجال انتاج الطاقة الكهربائية لانشاء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية، بمقدار 500 ميغاوات وذلك لتغطية العجز الكهربائي في عدن ولحج وأبين.
ويلعب نفاذ الوقود دور أكبر في الانقطاع الكبير للتيار الكهربائي ،لكن يظل واقع الكهرباء في عدن سيئا بدرجة كبير وبتدهور مستمر.
أما محافظة لحج وهي محافظة تقع شمال محافظة عدن، فقد تدهور فيها الكهرباء بشكل واسع ،ويظل السكان يعانون من الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي .
ويقول المهندس شوقي عبيد ناجي لـ”يمن الغد”: ان الكهرباء داخل عدن ولحج تعاني من ضعف الكادر الفني ،وكذلك الاهمال الكبير للكهرباء والفساد الهائل الذي افقد الكهرباء اي تطوير وتعزير كفاءتها ،ولذلك تكمن مشكلة الكهرباء في عدن بضعف السياسات الفعلية لتطوير الكهرباء ،وانتشار الفساد داخل مؤسسة الكهرباء وانعدام الخبرة والكفاءة.

الغرق في الفساد:

يقول مواطنون ان قطاع الكهرباء في عدن ولحج وغيره من المحافظات، بحاجة إلى انتشال من الفساد والممارسات السياسية ،وكذلك منع استثماره لصالح اطراف وجهات محدودة ،فالفساد العميق داخل الكهرباء وضعف تطوير هذا القطاع تسبب بدمر كل الامكانيات”.
واضافوا أن الأولوية في عدن ولحج هي إعادة إصلاح قطاع الكهرباء من الداخل ،وذلك من خلال اعادة تطويره وتعيين الكفاءات ورسم الخطط والعمل على ايجاد المعالجات، والقضاء على الفساد المنتشر في كل المجالات المرتبطة بالكهرباء، حيث تكمن المشكلة بغياب الرقابة والمحاسبة على هذا القطاع .

زر الذهاب إلى الأعلى