كيف أحال “الإصلاح” تعز إلى مدينة رعب؟

يمن الغد / تقرير- عبد الرب الفتاحي

اطلاق الرصاص في ميدان الشهداء في محافظة تعز أثناء مهرجان عيدي خلق ارتباك وخوفا واسع كما تسبب بجرح شابين كانا قد تواجدا بالاحتفال في يوم الاغنية اليمنية جروح احدهم خطيرة .
تدخلت قوة تتبع محور تعز التابع لحزب الاصلاح، فحولت الفرحة إلى مأساة.

الفرحة لا تدوم:

في تعز عادة لا تدوم الفرحة طويلا فهناك من يقضي عليها في مهدها .
تحول يوم الاغنية اليمنية إلى يوم ماسأوي في تعز ، وجود قوات بلبس عسكري كان لتدخلها واطلاقها الرصاص على المدنيين ليؤدي ذلك لانعكاس سيئ وهذا عمق الازمة في المدينة .
حالة من الهلع للكثير من الذين حاولوا الترفية على أنفسهم ظهرت مع حالة القمع ومحاولة طرف افشال المهرجان وفرض ارادته عليه كان وضعا صعبا أن يكون المهرجان مشحونا وفق رغبات سياسية لا من أجل الفن ولا من أجل الاغنية اليمنية.
يصف صلاح عبد الله وهو طالب جامعي في تعز الظروف التي سبقت المهرجان، بانها كانت توحي إلى شيئ سيحدث.
وتابع حديثه: مهرجان الأغنية اليومية في تعز خلق نوع يأتي في ظل تهميش الفن، وظروف الاحتفال ظلت محددة بإفكار وتصور الاطراف السياسية التي افتعلت الفوضى واطلاق الرصاص على الذين حضروا ان استخدم المسلحون الذين ينتمون لطرف السياسي الرصاص بشكل عشوائي وخطير .

الفن والرهانات السياسية:

كان وجود الفنان محمد محسن عطروش، في احتفالية يوم الاغنية اليمنية في تعز أهمية كبرى، فالفنان من أوائل الفنانين الذين برزت اغنيتهم في مواجهة الاستعمار البريطاني، ومنها “برع يا استعمار “.
كان السكان في مدينة تعز أكثر اشتياقا لسماع عطروش ،كفنان من العيار الثقيل، فأغانيه تحمل لغز في الماضي والحاضر والمستقبل، وأكثر ما يستحقه عطروش هو أن يجد حبا الناس له في مدينة كتعز .
يصف ريان محمد علي وهو شاب وجامعي، الفنان محمد محسن عطروش بأنه فنان كبير ووطني ولديه ماضي نقي ،سواء في مواجهة الاستعمار كما أن له اغاني عاطفية جميلة ورائعة، وكلها تفيض حبا مثل جاني جوابك ويارب من له حبيب، والعديد من الاغاني الرائعة التي ترتبط بالفن العدني الاصيل .
وقال ريان” السياسون في تعز ،اهانوا عطروش فكل طرف رغب في أن يثير حساسية الطرف الاخر، لإن يوم الأغنية اليمنية تحول ليكون حالة من المشادة السياسية ،أكثر من كون ذلك الاحتفال فنيا، ولذلك جائت تلك الكارثة والتي كانت دموية ولم يكن أحد يرغب بحدوثها.

اختلال مؤسسي في تعز:

مصطفي ناجي أديب وسياسي يمني مقيم في فرنسا، تحدث أن الوحدات العسكرية القتالية التي تغرق في مهام امنية ،وتعمل لصالح طرف سياسي تفقد اهليتها القتالية ،وتحيد عن مهمتها وغاية انشاءها.
وقال “عودة الحرب في اليمن أقرب من استمرار الهدنة ،فالحوثي يجهز لاقتحام ما تبقى من محافظات الشمال ،وبقية الجهات المناهضة له تعمل على الافتكاك من مؤسسات الدولة.
‏وأضاف أن اللجوء الى استخدام العنف لايقاف فعالية او الاعتراض؛ على ان يكون طارق صالح هو متبنيها دليل خوف وجبن وليس دليل قوة.
واعتبر مصطفى أن استخدام العنف في تجمع جماهيري، ينم عن نفس مريضة لا تراعي دم ،ومستعدة لسحق مئات وعشرات لارضاء غرورها.
ورأى أن استخدام العنف للتعبير عن الرفض السياسي نتيجة حتمية لايديولوجيا تطرف.
وكشفت احداث ميدان الشهداء ،الدور والنشاط الذي تقوم به بعض الوحدات العسكرية التي تتبع محور تعز ،من اجندة سياسية وتعاظم الخيارات السياسية لتلك الوحدات والالوية ،في الفوضى والعنف والانتهاك .
فتدخل الافراد العسكرية في افشال يوم الاغنية اليمنية في تعز ،واطلاق الرصاص خلق حالة من الرفض للدور الذي تمارسه القيادات والالوية ،التي تتبع فصيل سياسي هو من يحدد كل شيئ ،ويرفض ما يخالف فكرته وميوله السياسي .

رفض التنوع:

يعتبر محرم سفيان علي ،وهو سياسي يمني ان احداث تعز تكشف خطر كبير في حالة الرفض للتنوع، واجبار الجميع على الخضوع للفكرة السياسية القهرية، التي مازالت قيادات الاخوان تقوم عليها مابعد 2016 .
وقال ” الظروف الموجودة من حبس تعز في مساحة ضيقة وفكرة عدمية، سيكون لها نتائج وخيمة على الجميع، فالعديد من الحروب التي قام بها حزب الاصلاح على خصومهم ،جعلتهم رغم كل الاخطاء يسعون إلى حصر تعز وفي رغباتهم ومصالحهم “
ويرى أن تعز ليست ملك لإحد ،وهي من ستقرر وجودها ومشروعها ،وأن عملية اضطهاد واقع تعز لصالح مجموعة من المنتفعين والمتشددين، يجب ان تنتهي ولا يجب أن تستمر.

Exit mobile version