الكاتبة هالة المهدي: رواية الحب في أرض ملغومة تضعك أمام “روميو وجولييت” اليمن
نشرت الكاتبة المصرية هالة المهدي، على صفحة دار ديوان العرب المصرية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قراءة لرواية الحب في أرض ملغومة للكاتب عبد الحافظ الصمدي .و فيما يلي نص المقال:
الحب في أرض ملغومة
رواية للكاتب عبد الحافظ الصمدي
الرواية 90 صفحة من القطع المتوسط
أعترف بحيرتي وأنا أكتب قراءة للكاتب فهو من الأدباء الذين تأخذك الحيرة والقلق نحو كتابة قراءات لأدبه ولونه الذي يبدو لأول وهلة ومن بداية العنوان مرورا بالإهداء وكأنك تميزه وتعرفه جيدا وقد أخذك إلى عوالم أخرى وقد تعصف بك الأحداث فتلقي بك بين براثن الحرب والدمار والحريق ثم تجد ما يطفئها فتصبح بردا وسلاما علي قلبك، إذ بين براثنها.. تجدك وقد احتضنت قلبا نابضا بالحب والعشق، نعم في ذلك الجو الملتهب.. تجد نفسك وقد وقعت في برادايس الحب وكأنك في جنات عدن الخضراء والتي هي موطن الكاتب بالفعل، تعز
العنوان :
قوي اللغة والمعني بنبئ عن أحداث ذات معني مفعم بالإثارة، وكأننا أمام قصة حب لا تأبه للحروب ولا يثنيها اشتعال الحرب عن نمو نبتة بريئة في قلب محب.
الغلاف:
تم تصميم الغلاف بحرفية بالغة من تداخلات الألوان الداكنة في الألوان النارية المشتعلة، تعبر عن أجواء الرواية وما يجول فيها وكم الإحساس الواضح في محتواها الذي يتمثل في عين تم رسم ملامح البؤبؤ بصورة داخلية كجبال وقفت علي قمتها ظل فتاة تنظر لسماءفي رمزية لتواجد ظل الفتاة في دائرة الضوء والإهتمام ثم تصميم خارج العين لتجد نفس الفتاة وحبيبها يرقبان نفس العين وعلي عتبات طريق قد اشتعل بالوان صاخبة مشتعلة تنبئ عن إشعال ودلالة لشدة عشق فتاة تقف كسيندريلا أو جولييت في إنتظار حبيبها القريب البعيد وكلاهما أمام خط نارلبركان ثائر لحرب مشتعلة وأرض ملغومة.. أحسنت المصممه في التعبير عن عنوان أشد جذبا للقارئ.
الإهداء:
اختار الكاتب إهداء عاما يتضمن إهداءات متخصصه بدءا من ضحايا الحرب في اليمن إلى الموظفين في الأرض ومن أتعبتهم لقمة العيش، في إشارة للحالة المتردية إبان الحرب في وطنه والتي من الواضح أنها لم تفارق مخيلة الكاتب ووجدانه وشكلت هما يعيش به
حتي المرأة اليمنيه لم ينسها، وكأنه يكتب لها ويؤازرها في مطالبها بالحرية.
_المحتوى:
لم تكن أول رواية أقرؤها للكاتب الفذ لكن تلك ادهشني منها كم الرومانسية التي تحتويها، وكانه يكتب عكس إتجاه ورد فعل مقاوم لويلات الحرب، يقاوم الحرب بالحب
مؤكدا أن الرواية تحاكي واقعا وأصدقه فمن الحرب يولد الحب
_الحبكة الدراميةرائعه صعودا من بدايات لقاء البطلين حتي إرتباطهما برباط الحب وفي ترتيب هادئ حتى الوصول لذروة الأحداث في تمكن واضح من كاتب يمتلك أدوات كتابته وحبكته.
_السرد :جاء لطيفا غير ممل ولا إطالة به والألفاظ البلاغية منتهي الروعة كما أن السرد هنا يشي بكاتب بالفعل يمتلك أدواته البلاغية وبالتحديد في بعض الجمل التي أود نقلها اخر القراءة
_الحوار كان معتدلا معبرا عن الحاله وانفعالاتها في إجادة وامتلاك لمقومات حوار قد يكتب بيد سيناريست متمرس في وصف الحدث والمشاعر بدقة متناهيه جعلتني أرى الشخصيات في كادر مشاهد تمثيلية واتفاعل مع الحدث الأبطال ،
_للوهلة الأولى وفي نصف الرواية الأول اعتقدت أنني أمام روميو وجولييت اليمن بنفس تفاصيل الأحداث لكن منعطف الروايه قد قادني في النصف الثاني لأحداث أخرى لكني مازلت مصرة أنهما روميو وجولييت اليمن في تشابه كبير. رغم اختلافات كثيرة.
_اجاد الكاتب في الدمج بين الرومانسية والواقع الإجتماعي في بلده بشكل واضح، مما يجعلك تتصور الحب فعلا في أزمنة الحرب وويلاتها، كما أنه صور قصة الحب تلك بحائط صد يقف حائلا أمام حروب وصراعات لا تنتهي أيهما قد يفوز؟
_الزمكان:
كان لابد من وقفة لذلك العامل بالفعل فالكاتب يكتب أحداث روايته في مكان ريفي فحرص علي تصوير الشخوص بالسمت الريفي والجبلي، كما رسم قصة الحب بشكل بريئ واحداث بريئة يدق لها القلب البريئ بالفعل، ويتحسسها من هم في نفس تلك البيئة الطيبة، كما حرص علي وصف ادق للبيئة وتفاصيلها التي تجعلك تعيشها بوجدانك وكأنك من شخوصها، عن نفسي وجدتني نهاد فيها.
_الخاتمة:ابكتني، وذكرتني للمرة المليون بروميو وجولييت، ثم جاء المزج بين الم الفراق وظلمة المعتقل ولوعة الغربة ليضع البطل في مثلث الفقد في مأساة حقيقيه ليقدم بعدها الأمل في الجيل الذي تركته البطلة خلفا لها وعوضا عنها، في إشارة لإمتداد الحب والأمل والحياة مهما اعتصرنا الألم
أحسنت استاذ عبد الحافظ ورققت قلوبنا لروايتك وبطلتك نهاد التي وجدتها تمثل الوطن في إبائه وشموخه وإصراره ومقاومته وإنجابه الغد والأمل رغم الرحيل فالوطن لا يموت، بل يعيش بابنائه.
أرجو أن أكون وفقت في قرائتي لرواية.. الحب في ارض ملغومة للكاتب الرائع.