تقييم الحوادث ينفي استهداف مقراً أممياً للإيواء غرب صنعاء
نفى الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن مزاعم استهداف قوات التحالف العربي مقر سكن الأمم المتحدة للإيواء (الأونكاف)، مؤكداً أن الغارة التي وقعت في مارس (آذار) 2022 غرب صنعاء، استهدفت هدفاً عسكرياً مشروعاً، مع اتخاذ «التحالف» الاحتياطات كافة لتجنب إيقاع خسائر أو أضرار بصورة عارضة في صفوف المدنيين والأعيان المدنية، مع الأخذ في الاعتبار وجود موقع مقر سكن الأمم المتحدة للإيواء، والمسافات الآمنة بين الهدف العسكري والمواقع المحظورة، والتيقن من عدم وجود مدنيين قبل وأثناء تنفيذ المهمة الجوية.
وقال المستشار منصور المنصور، المتحدث الرسمي للفريق، إن قوات التحالف نفذت مهمة جوية على هدفين عسكريين مشروعين في مارس 2022 باستخدام قنبلة واحدة موجهة أصابت الهدف، بعد ورود معلومات استخبارية تفيد بوجود ورشات ومخازن لتصنيع الطائرات المسيرة، وبناء عليه قامت بتنفيذ مهمة دقيقة وفق القواعد الدولية، مفنداً ما ورد في تقرير أممي عن تضرر مباني سكن الإيواء وتهديد أمن قاطنيه نتيجة الغارة الجوية التي نفذت حينذاك.
ونفى المختصون في الفريق، بعد دراسة تقارير ما بعد المهمة ومطالعة الصور الفضائية لموقع الادعاء وتسجيلات الفيديو للمهمة الجوية المنفذة، وجود آثار مباشرة أو أضرار جراء عمليات استهداف جوي على أيّ من المباني داخل المجمع السكني التابع لـ”الأونكاف”.
ورجّح الفريق المشترك أن آثار الأضرار اليسيرة التي رصدت في بعض واجهات المباني الزجاجية التابعة لمقر الإيواء، نتجت عن العصف المرتبط باستهداف المواقع العسكرية المشروعة. وحث الفريق قوات التحالف على المساعدة في إصلاح الأضرار الجزئية، تماشياً مع المبادئ الإنسانية والأعراف الدولية التي تلتزم بها قيادة قوات التحالف.
واستعرض المنصور خلال مؤتمر صحافي بالرياض الاثنين، عدداً من الحالات التي وردت بشأنها تحفظات من منظمات دولية، ونتائج تقييم الفريق المشترك لتلك الحوادث. وفنّد أربعة ادعاءات تقدمت بها بعض الجهات، حيال ما وصفت بأخطاء ارتكبتها قوات التحالف خلال عملياتها العسكرية في الداخل اليمني.
وفي الحالة رقم 251، بشأن ما ورد في التقرير السنوي لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، في سبتمبر (أيلول) 2021 حول ادعاء بضربة صاروخية لقوات التحالف على مزرعتي دواجن في محافظة عمران، حيث تسبب ذلك في تدمير إحداهما، قال المنصور: «بعد بحث الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن بشأن هذا الادعاء، وتقييم الأدلة وتحليل الصور الفضائية، تبين له عدم وجود أي مزارع دواجن في محل الادعاء، مع التأكد من عدم تنفيذ قوات التحالف لأي مهام جوية في عموم محافظة الادعاء، خلال تاريخ الادعاء، وكذلك الحال خلال اليوم السابق واللاحق لتاريخ الادعاء».
وبشأن ما ورد للفريق في الحالة رقم 252، أن طائرة من دون طيار بدأت تحلق مساء بتاريخ (26 – 11 – 2018 ) فوق منزل في منطقة الهيجة بمحافظة حجة، وضربت أحد منازل المحافظة ما أدى إلى تدمير المنزل بشكل كامل، وسقوط عدد من القتلى والجرحى، قال المنصور إن الفريق وبعد استيفاء إجراءات التحقق والبحث وتقصي الحقائق، تبين لدى المختصين في الفريق، أن قوات التحالف لم تقم بأي مهام جوية في قرية الهيجة في يوم الادعاء، وأظهر الفريق خلال المؤتمر صوراً فضائية لإحداثيات منطقة الادعاء، ولم يتضح خلالها وجود أي آثار لاستهداف جوي في موقع الادعاء.
واختتم المنصور، استعراضه للحالات، بما ورد من منظمة «أطباء بلا حدود» عن وقوع ضربة جوية حول مطار صنعاء الدولي، مما تسبب في إغلاق المجال الجوي اليمني عام 2021، وقال إن الفريق المشترك قام بعمله في تقصي الحقائق، ودراسة المهام الجوية المنفذة في تاريخ الادعاء، ليتبين أن قوات التحالف لم تنفذ أي مهام جوية، ولم يصدر من قبلها قرار بتعليق الأجواء اليمنية، مؤكداً أن ذلك لا يصدر بشكل شفهي وعشوائي، وأن إمكانية تتبعه لدى قوات التحالف المؤهلة نظامياً ممكن، وهو ما ينفي جملة وتفصيلاً ادعاء وقوع ضربة حول مطار صنعاء أو تعليق الأجواء اليمنية في تاريخ الادعاء.