يذكرني فيسبوك صباح كل يوم بما كنت أنشره في السنوات الماضية بدءاً من 2009، سنة الأساس عندما قررت فتح حساب في فيسبوك لأغراض محض شخصية أهمها التواصل مع أصدقاء خارج اليمن.
في مطلع 2011 كان عدد أصدقائي لا يتجاوز ال100.. بعد 6 شهور بلغ العدد 300.. وفي نهاية عام “الربيع العربي” اقترب من ال500.
في خريف 2012 صار هذا الحيز منبري الوحيد في ظل “صناعة الإجماع” التي ساهم فيها الى جانب السلطة الانتقالية، المجتمع الدولي والمجتمع المدني والاعلام المرئي والمسموع والمقروء.
في مطلع 2013 كانت “صناعة الاجماع” مزدهرة جدا حتى إن أصدقاء وصديقات كانوا يضيقون من انتقادات بعض المتحفظين على إجراءات السلطة الانتقالية بأكثر من ضيق أهل الشأن. استعيد، الآن، طريقة البعض في الرد على الناقدين وأبتسم!لقد شاع في 2013 نشر صور معينة يظهر فيها إصلاحي وسلفي وحوثي وناشطة نسوية وحزبي يساري جنبا الى جانب في ما يشبه “محانكة” مرتدي النظارات السوداء.
أكثر من ذلك فقد ذهب الناقمون على منتقدي سيرك “الحوار الوطني” حد اتهامهم باتهامات غريبة منها انهم ساخطون على “الحوار” لأنهم لم يدعوا اليه!
أحيانا، وليس يوميا، أغامر واضغط على حقل “مزيد من الذكريات” فأجد أمامي منشورا أو أكثر من منشوراتي في مثل هذا اليوم قبل 10 سنوات.
قبل ساعة كنت اتناقش مع الصديقين صادق غانم وبشرى المقطري حول تقييم تلك المرحلة ومسؤولية الناشطين اليساريين وفي المجتمع المدني وغيرهم في ما وصل اليه اليمن بعد عام فقط من الثورة الشعبية في 2011.
وكان هناك رأيان؛ الأول لا يعفي أحدًا ممن شارك في “السيرك” من المسؤولية خصوصا وأن المآخذ والتنبيهات كانت تصل الجميع، بحيث يصعب افتراض أنهم لم يستوعبوا أو يقتنعوا.
والثاني، وهذا ما اتيناه أنا الآن بعد عشر سنوات من الكارثة، يقول باختلاف الحجة والمعاذير لبعض من شارك تقوده النوايا الحسنة الى جحيم 2015!
في الأثناء ضغطت على “مزيد من الذكريات” فظهر لي المنشور التالي:
“نرى الغابة ونميز بين الاشجار فيها.
كذلك نرى السلطة الانتقالية ونميز بين أطرافها من حيث الأوزان والأدوار.
لكن يتوجب ألا يستدرجوننا إلى التمييز بينهم في المسؤولية في لعبة استقطاب حقيرة غرضها تبييض صفحة أطراف وتسويد صفحة أطراف أخرى.
30 يوليو 2014 “
ارسلته لصادق مشفوعا باعتذار لبشرى!
الحق أن ما حصل في 2013 كان “كارثة وطنية” ينبغي نقدها، ثم دراسة مفاعيلها وابرزها سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014 فالحرب الكبرى في 2015.
لقد تساوق البعض منا مع أوهام “الحوار الوطني” ورفض بعنت شديد الاستماع لتحذيرات البعض من “هاوية” يساق إليها اليمن.
هل كانوا متربحين أم حسني النية؟
ليس المهم، الآن، ماذا كانوا يفعلون سنتذاك بل ماذا فعلوا بعد ذلك، بعد عام “الحراب الوطني”، وأين هم الآن؟- من صفحة الكاتب على الفيسبوك