الحوثيون يشيطنون المرأة في السوق والعمل والمدارس والجامعات

يمن الغد/ تقرير _ عبد الرب الفتاحي


مع اتساع اجراءات المليشيات الحوثية لفرض طرق للتفريق بين الطلاب والطالبات في الكليات ،فإن الغاية تبرز في إنتاج سياسات متطرفة تجاه التعليم الجامعي ،هذه السياسات هي نوع من التعسف، بعد أن استهدفت المركز النسائية ومحلات بيع المستلزمات النسائية.

شيطنة النساء:


وأصدرت سلطة الحوثي المفروضة على صنعاء مؤخرا قرارا يحدد أيام في الأسبوع للطلاب في كلية الإعلام وأيام أخرى للطالبات.
النساء في ظل سلطة المليشيات هي أكثر الفئات التي يتم فرض القيود عليهن، تشكل السياسات الحوثية في جامعة صنعاء أكثر تطرفا وذلك في محاولة لتعقيد وعرقلة الواقع التعليمي .
نهج تعسفي تفرضه المليشيات الحوثية في المجال التعليمي ، لكن هذه الاجراءات التي تمارسها المليشيات ماهي إلا خطوة قد تتبعها خطوات أخرى .
تحطيم مقومات التعليم والتي عي حق للجميع ،دون اية فوارق واحتكار أو استغلاله لمصالح دينية، تلك من السياسات الحوثية التي تحاول الجماعة من خلالها التحكم في الواقع التعليمي الأساسي والثانوي والجامعي وهذا ما يعقد الحياة الاجتماعية والتعليمية في مناطق سطرتها وينذر بتوسيع التخلف والأمية.
سياسات التجهيل هي مقدمة لتحريم التحاق الفتيات بالتعليم وهذا الخطوة الحوثية الأخيرة في عزل الطلاب والطالبات في جامعة صنعاء، تمثل في حد ذاتها استهداف الشابات الجامعيات، وتكريس لنوع من فرض
هذه الاجراءات يأتي ضمن خطة تعمل المليشيات على تنفيذها وهي تتبلور من عدة مراحل بدأت في المدارس والمناهج التي وضعتها المليشيات فيما ينظر الحوثيين للنساء بنوع من الشيطنة.

خلخلة التعليم الجامعي:


تسعى المليشيات الحوثية للمزيد من القيود والعزل لتقييد حرية ونشاط النساء من الحصول على التعليم ،وقد مهدت المليشيات لهذه السياسة من خلال عزل الطالبات والطلاب في المحاضرات والبحوث، وهذا يمثل توجة جديد تعمل المليشيات عليها ،من خلال تعزيز تدخلها في الواقع التعليمي والاجتماعي بشكل ممنهج .
قيام الحوثيين بكل هذه الإجراءات إنما يهدف لتضيق مجال تعليم الفتاة، وهذا يعد نوعا من النظرة العنصرية والتمييزية لحرمان المرأة من حقوقها الاساسية والقانونية .
زعيم المليشيات حاول أن يقلل من ادماج المرأة في العمل والتعليم ،مبديا قناعته بضرورة أن يكون مجال عمل المرأة منزلها، فيما يعمل الحوثيون لتطوير امكانياتهم وتعليم ابنائهم وبناتهم ومنحنهم الكثير من الامتيازات والإمكانيات والوظائف.
يفند جميل أحمد مرعي وهو اكاديمي يمني التبريرات الحوثية ،على أن تلك الخطوات التي تقوم بها في التعليم، إنما هي من باب الفضيلة وحماية الاخلاق .
ويذهب جميل للاعتقاد أن التركيز الحوثي على تدمير الواقع التعليمي، الذي أخذت المليشيات تعمل جهدها لتفكيكه وتشوية مبادئه ،إنما يأتي لخيارها المذهبي الذي تريد المليشيات ،فرضه وتعميقه وتقديسه.
وقال جميل ” الاتجاه الحوثي يرتبط بفكرة تدمير بنية التعليم الجامعي، ومحاولة ربطه بالانحراف وتعبئة الناس والمجتمع ،للوقوف امام قيم التعليم الحقيقي ،وهذا بحد ذاته يضرب التعليم بمقتل .
مضيفا أن اختيار الحوثي لعملية عزل الطلاب والطالبات،على انه لصياغة تعليم متشدد ومذهبي ،حيث أن الخطط الحوثية تقوم على سلخ التعليم عن فكرة المعرفة والنقد وحرية التفكير، لتقوم المليشيات بصياغة ادبيات لتعليم ينساق وراء السياسة الحوثية المتبعة، التي تقوم على الجهل والخرافة.

تكريس للجهل والخرافة:


الدكتور حمدي عبد العزيز وهو أكاديمي يمني في الدراسات التأريخية يرى أن جوهر المخطط الحوثي هو لصناعة تعليم مجزأ وليس متكامل مع افقاد التعليم لجوهر تصوراته وجعلها يدور في طبيعة الانحراف العام الذي تمثله المليشيات كسلطة من دون أي معنى .
ويجد الدكتور حمدي أن الصراع المحتدم بين المليشيات والتعليم يقوم على إدرك المليشيات لاهمية التعليم وخطورته على مستقبلها الذي يقوم على حالة تضاد مع المستقبل والمعرفة حيث أن وجود سلطة الحوثي يقوم على مساحة من التجهيل والقمع .
وقال ” المليشيات الحوثية ستعمل جهدها لفرض تعليم من دون أي قيم وقواعد ، عزل الطلاب عن الطالبات هو اتهام ومحاولة لهدم قيم التعليم وجعله متهم بالرذيلة لإن التعليم هو فضيلة بينما واقع وجود سلطة الحوثي كسلطة من دون قواعد دستورية أو قانونية هو الرذيلة ذاتها .
وحسب رأيه أن السياسة الحوثية هي لقمع التعليم وجعله خاضع لنزواتها وممارساتها في تجهيل المجتمع وتدمير وعي الناس من خلال نشر الجهل ليكون الناس تابعين لقواعد مشروع المليشيات الحوثية.

Exit mobile version