“السعال الديكي” يهدد الأطفال في لحج وانتشار الأمراض الفتاكة يزيد مخاوف السكان
يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
اتسع نطاق ظهور العديد من الأمراض، التي تصيب الأطفال في محافظة لحج، كالحصبة والسعال الديكي وشلل الأطفال.
هذه الأمراض القاتلة تنتشر يوما إثر يوم فيما عدد المصابين أوساط الأطفال والرضع في تزايد، حيث ينذر ذلك لزيادة عدد الوفيات بين الاطفال ،نتيجة هذه الامراض مع اهمال تحصينهم.
أمراض معدية:
في العديد من مديريات محافظة لحج، يصاب الكثير من الاطفال بالأمراض القاتلة وتتضاعف خطورة هذه الأمراض لأنها تتركز على مستويات عمرية معينة، حيث أجساد الأطفال لا تقوى على تحمل هذه الأمراض المعدية .
ولعل عدم إهتمام الآباء بتحصين الاطفال، وتأثير الخطاب الديني المتطرف، وانتشار نظرية المؤامرة التي يتحدث عنها الكثير من الآباء بناء على إشاعات حول تأثير هذه اللقاحات على المدى الطويل، والتي حسب ادعائهم قد تسبب العقم وغيرها من الأكاذيب ، التي صار العديد من المواطنين يتداولونها باقتناع.
يذهب صالح هارون عبد الله “مدرس” خلال حديثه مع “يمن الغد”، إلى ارجاع سبب انتشار العديد من الأمراض القاتلة في وسط الاطفال والرضع ،مع حالة التخلف والتشويش وغياب الوعي في اجراء التحصينات للإطفال .
ويصف عدم تحصين الاطفال على أنه بمثابة مشاركة الاباء ،في اللحاق الاذى باطفالهم مع تنامي جهلهم وخضوعهم للتأثير من قبل اطراف وشخصيات، مازالت تعتمد اشكال من الخرافة وذلك من خلال تحرميها لتلقيح الأطفال .
تهديد الطفولة:
تعد محافظة لحج من أكثر المحافظات اليمنية، التي ظهرت فيها العديد من الامراض التي تنحصر في اصابتها على الأطفال ،حيث ادت الحصبة لوفاة العديد من الاطفال، فيما السعال الديكي وشلل الاطفال يتوسع في العديد من مديريات لحج، سواء في وسط المدينة واطرافها وريفها .
ويصف طبيب الأطفال أمين دحان القباطي الوضع في محافظة لحج بانه متدهور ،في مواجهة العديد من الامراض المعدية والخطيرة على الاطفال ،وذلك بعد أن اتجه الكثير من الاباء إلى عدم تحصين اطفالهم وهذا افقد الاطفال القدرة في مواجهة الامراض والفيروسات والتي اصبحت تنتشر في محافظة لحج بشكل أكبر .
يقول الدكتور أمين لـ”يمن الغد”: عندما لا يكون الطفل ملقح ،تكون عملية اصابته ببعض الفيروسات والامراض المعادية سهلة ،وتسيطر هذه الامراض والفيروسات بشكل أكثر خطورة على الطفل وبمدة زمنية أكبر ،ويكون جسد الطفل ضعيف في مواجهة التأثير الكلي لحجم هذه الامراض، بشكلها الاساسي والمباشر والمضاعف .
ويضيف الدكتور امين أن التلقيح هو مساعد على زيادة مناعة الطفل ،لإن التحصين يلقح الاطفال ضد الفيروسات كما أن التحصين واللقاح يحتوي على مكونات لتلك الفيروسات ،وبطريقة اقل تأثير وعندما يلقح الطفل ،يعمل جسده ومناعته على مواجهة اللقاح والتعرف على الفيروس .
خطر قاتل:
يحمل الدكتور سمير يحيى جابر الكثير من المتشددين الدينيين، المسؤولية عما يصدر منهم من إشاعات غير صحيحية، وكذلك التحمل الذين يقومون به على التلقيح ،وهم يعملون على خلق نوع من الاكاذيب حول أن للتحصين مخاطر تهدد المسلمين .
ويذكر الدكتور سمير طبيعة ما يمارس ضد المجتمع من تجهيل ودجل ،حيث أن من يعمل على منع التحصين والتحذير منه هو بمثابة مشارك في قتل الاطفال، ووضعهم كضحايا سرعان ما تؤدي بهم هذه الامراض إلى الهلاك .
ويصف الدكتور سمير أن تجاهل أئمة الجوامع ،في محافظة لحج وعدم حضهم على تحصين الاطفال هو دليل على طبيعة الدور الذي تلعبه بعض الجهات الدينية، في المشاركة الفعلية في تجهيل الناس واستغلال الدين في مسائل ضيقة، دون أن يكون الدين والجامع خاضع لمصلحة الناس ويؤدي دور لتوعياتهم .
ويقول الدكتور سمير لـ”يمن الغد”: مكتب الصحة في محافظة لحج ،ضعيف في وظيفته وهناك لوبي مسيطر عليه ويقوم بتعطيل دوره وفق مساعي سياسية، وهناك عملية نهب للمساعدات الطبية والعلاجية ،من قبل بعض المسؤلين لصالح اطراف محددة وهناك حالة استثمار ،واصدار تراخيص للمستشفيات والعيادات والصيدليات الخاصة ،هذا كل مايقوم به مكتب صحة لحج”.
ويضيف ان غياب الدور التوعي لمكتب الصحة، جعله لا يدرك خطورة تأثير عدم تنبيه الاسر لمخاطر عدم التلقيح ،ولذلك صار الناس يجهلون أهمية التحصين ولايقوم الاباء بدورهم في تحصين اطفالهم ،لان التحصين مسؤلية الجميع سواء السلطات المحلية والاطباء والمثقفين وخطباء الجوامع.