كشف المبعوث الامريكي الخاص الى اليمن، تيموثي ليندركينغ، عن قرار لانهاء الحرب في اليمن واطلاق عملية سلام شاملة، بالتزامن مع عقده مساء الخميس، ثالث لقاءاته مع مسؤولي وزارة الخارجية العُمانية، خلال اسبوع، عقب لقائه في الرياض مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، مساء الثلاثاء.
وقالت وزارة الخارجية العُمانية في تصريح مقتضب إن “وكيل وزارة الخارجية العُمانية للشؤون السياسية، خليفة الحارثي، التقى المبعوث الامريكي الخاص تيموثي ليندركينغ، لإنعاش الآمال بتسوية سياسية للازمة في اليمن”.
موضحة إن “اللقاء بحث تطورات القضية اليمنية والجهود التي تبذلها الأطراف المختلفة للتوصل إلى حل سياسي شامل يخدم مصلحة الشعب اليمني وأمن واستقرار المنطقة”. دون ذكر أي تفاصيل اخرى عن مخرجات اللقاء.
والاربعاء، قال المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، لقناتي “العربية” و”الحدث”: إنه “سيمضي قدماً في جهوده للتوصل إلى قرار ينهي الأزمة اليمنية”. وأضاف: “نعمل على ايجاد صيغة لوقف نهائي لإطلاق النار في اليمن”.
مردفا: إن الوقت الحالي هو “وقت الحوار”، وأن “على المجتمع الدولي دعم حوار يمني-يمني”. مؤكدا أنه سيطلب من جماعة الحوثي الابتعاد عن لغة التهديد”. في اشارة إلى تصعيد خطابها السياسي والعسكري وتلويحه باستئناف الحرب.
وشدد المبعوث الامريكي، الذي بدأ الثلاثاء جولة جديدة في المنطقة للدفع بجهود الامم المتحدة الساعية لتأمين هدنة دائمة واطلاق عملية سلام شاملة في اليمن؛ على أنه “لا بد لدول المنطقة أن تلعب دورا أكبر لإنهاء الأزمة في اليمن”.
تتزامن لقاءات المبعوث الامريكي إلى اليمن في مسقط، مع اتصال هاتفي اجراه وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان “بحثا فيه ملف اليمن والسودان والتزما بمضاعفة الجهود لتأمين سلام دائم في اليمن”.
وكشفت جماعة الحوثي الانقلابية عن طبيعة مهمة الوفد العماني الذي وصل مساء اليوم الخميس، الى العاصمة صنعاء في زيارة هي السادسة على التوالي، منذ بدء الوساطة العمانية بين الجماعة والتحالف بقيادة السعودية ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية.
جاءت زيارة وفد البلاط السلطاني العُماني إلى صنعاء، عقب تصاعد الخطاب السياسي والعسكري لجماعة الحوثي، وإعلان زعيمها بأن “الصبر ينفد ولن نسكت”، والتلويح باستئناف الحرب “لكسر الحصار المفروض على اليمنيين وصرف رواتبهم من ثرواتهم” حسب قولها.
وتأتي زيارة الوفد العماني ضمن تحركات دبلوماسية اقليمية ودولية ولقاءات مكثفة لكل من المبعوث الاممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ والمبعوث الامريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، للدفع باتجاه التوصل إلى إتفاق ينهي الحرب في اليمن ويطلق عملية سياسية شاملة.
كما تأتي عقب أقل من 24 ساعة على عقد مجلس الأمن الدولي، جلسة بشأن اليمن، قدم خلالها المبعوث الأممي غروندبيرغ إحاطته بشأن جهود استئناف السلام ولقاءاته مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسعودية وابوظبي وروسيا، محذرا من انهيار وقف إطلاق النار.
وأطلق مندوبو الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، دعوات لجميع أطراف الحرب في اليمن إلى إنجاز اتفاق شامل، ينهي الحرب ويطلق عملية سياسية شاملة لإحلال السلام ومعالجة التداعيات الكارثية للحرب، على مختلف المستويات وتخفيف الازمة الانسانية.
في السياق، حملت بواكير صباح الخميس، انباء سارة لجميع اليمنيين بلا استثناء، تبشرهم بإحراز مشاورات مسقط “تقدما كبيرا” بشأن الملفات العالقة وفي مقدمها استئناف صرف رواتب جميع الموظفين واستئناف تصدير النفط والغاز، وفتح المطارات والموانئ والطرق ومنافذ المدن وإطلاق سراح الاسرى.
والاربعاء، التقى المبعوث الامريكي الى اليمن، رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي في العاصمة السعودية الرياض، ونقل له اخر المستجدات في المشاورات الجارية بالعاصمة العُمانية مسقط، بشأن اتفاق هدنة مطولة (لمدة لا تقل عن عام) يشمل استئناف صرف الرواتب وفتح المطارات والطرق.
كما عقد الثلاثاء، كل من المبعوث الاممي الى اليمن هانس غروندبيرغ والمبعوث الامريكي الخاص، تيم ليندركينغ، لقائين منفصلين مع المسؤولين في وزارة الخارجية العُمانية، كرسا لبحث المقترحات المطروحة لاتفاق تمديد الهدنة ووقف اطلاق النار، وتوسيع بنودها لتشمل قضايا الملف الانساني والاقتصادي.
بالتزامن، شهدت منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي ليل الاربعاء، اطلاق حملة يمنية واسعة تحت وسم: #عمان_ترعى_السلام_في_اليمن ، تبارك التحركات العُمانية واستئناف وساطتها لمنع انفراط وقف اطلاق النار المستمر منذ انتهاء الهدنة مطلع اكتوبر الماضي، وتخفيف الازمة الانسانية والاقتصادية.
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين من ايرادات النفط والغاز، وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان “حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء”. حسب زعمها.