القادم من صنعاء أو من عدن.. من تعز أو من مأرب إلى “قرية الحطيب” في حراز يتفاجأ ويكاد لا يصدق أنه في اليمن ويساوره شعور بأنه يحلم أو أنه في حلم.
ذلك لأن الحطيب القرية صورة مصغرة للدولة المدنية وللمجتمع المدني الذي يحلم به كل يمني.
وعند وصولنا قرية الحطيب تفاجأ المشاؤون (أعضاء فريق المشي وتسلق الجبال) بما رأوه وشاهدوه.
وقال مشاء شاب كان قد شارك في “ثورة الشباب” ورأى بأم عينيه شبانا يسقطون مضرَّجين بدمهم:
“هذا هو المجتمع المدني الذي كنا نحلم به، تحقق من دون ثورة ومن دون ثوار.. من دون قتال وقتلى ومن دون دم”.
كان الأستاذ أحمد جابر عفيف -رحمة الله عليه- يرى بأن الثالوث القاتل للمجتمع اليمني يتمثل، بحسب توصيفه، في التالي:
-1- القات
-2- السلاح
- 3- النقاب
لكن المشائين عند وصولهم “قرية الحطيب” لم يجدوا أي مظهر من مظاهر الثالوث القاتل، وإنما وجدوا كل مظاهر المجتمع المدني والدولة المدنية.
فالقات غير موجود وممنوع.
والسلاح لا وجود له وهو مكروه.
وكل النساء والصبايا في “جمهورية الحطيب” يخرجن ويتحركن بدون نقاب.
وعلى طول الطريق الاسفلتي المؤدي إلى القرية أبصرنا لوحاتٍ مكتوباً عليها:
-(لنجعل حراز أنظف مكان في العالم).
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك