الحوثي والرزامي.. صراع النفوذ بين أجنحة مليشيات إيران يطفو إلى السطح
يدخل صراع أجنحة الحوثي في معقله الأم صعدة، أقصى شمالي اليمن، فصلا جديدا، يفتح الباب أمام تحالفات من شأنها الإطاحة بزعيم المليشيات.
يقود أحد طرفي هذا الصراع الزعيم القبلي البارز عبدالله عيضة الرزامي الذي عاد إلى واجهة المشهد بعد أعوام من الغياب، ضمن صراع على النفوذ بين “آل الرزامي” الجناح القبلي داخل المليشيات وزعيم المليشيات نفسه الإرهابي عبدالملك الحوثي.
وتتابعت رسائل الزعيم القبلي البارز عبد الله عيضة الرزامي وظهوره في المشهد الاجتماعي والقبلي بمحافظة صعدة، معقل زعيم المليشيات الحوثية، في وقت أصبح عبد الملك الحوثي يعتبر هذا الحضور تهديدا له ولمليشياته.
والرزامي الأب كما يعرفه الكثيرون هو شخصية بارزة في معقل الانقلاب، وله تأثير كبير في الشأن السياسي والاجتماعي داخل مليشيات الحوثي، حيث يتمتع بشعبية قبلية كبيرة ويعتبر من الشخصيات المؤثرة بين قبائل محافظة صعدة.
تحالفات جديدة:
يعد عبدالله عيضة الرزامي أحد أهم رفاق مؤسس المليشيات حسين الحوثي، وقد توارى عن الأنظار لأعوام عديدة، مفضلا عدم الحضور في الوسط الاجتماعي بمحافظة صعدة، تاركا لنجله “يحيى” مساحة لمشاركة زعيم مليشيات الحوثي قليلا من النفوذ الذي يرى الرزامي الأب أنه لا يناسب مكانته ودوره في تأسيس المليشيات.
وخلال الأيام الماضية، كشفت تحركات الزعيم القبلي في صعدة عبد الله عيضة الرزامي عن مرحلة جديدة من الصراع على النفوذ والزعامة بين “آل الرزامي” وزعيم المليشيات الانقلابية عبد الملك الحوثي.
وكشفت مصادر خاصة أن الزعيم القبلي الرزامي زار المرجعية الزيدية عبد العظيم الحوثي، الذي خاض أتباعه معارك ضارية مع عناصر مليشيات الحوثي حيث يرى هذا الرجل أنه أحق بالزعامة من عبدالملك الحوثي.
وأضافت المصادر أن زيارة الرزامي لرجل الدين المتطرف عبد العظيم الحوثي وكذلك زيارة نجله “يحيى” لذات الرجل قبل ذلك بأيام تفتح الباب أمام تحالفات جديدة من شأنها أن تعيد رسم خارطة النفوذ والقوة في محافظة صعدة ومناطق سيطرة المليشيات الحوثية.
ويتحرك الرزامي الذي يعد من جيل المؤسسين الأوائل إلى جانب قيادات أخرى أبرزها يوسف المداني الرجل العسكري الأخطر والأبرز في المليشيات والذي بات يعاني من تهميشه المتعمد من قبل زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي.
مخاوف حوثية:
وكشفت مصادر خاصة أن تقارير أمنية رفعت إلى زعيم المليشيات وقيادات حوثية كبيرة حملت مخاوف حقيقية من تشكل تحالفات جديدة بين أجنحة المليشيات في صنعاء وحجة مع الرزامي الأب وعبدالعظيم الحوثي.
وقالت المصادر إن يحيى الرزامي تعمد خلال زيارته عبد العظيم الحوثي الحديث عن السلام بأنه خير من الحرب، وهي رسالة لقيادات المليشيات بأنه وأتباعه لن يقفوا مجددا إلى جانب زعيم المليشيات الحوثية في حربهم التي أشعلوها ضد اليمنيين قبل 9 أعوام .
وليس هذا فحسب بل وعُد حضور الرزامي الأب مع مجاميع كبيرة لدى تقديمه العزاء في مقتل قائد ما تسمى القوات الجوية والدفاع الجوي أحمد الحمزي بمثابة رسالة اتهام صريحة لزعيم المليشيات بتصفية وإزاحة القيادات القديمة التي يعتبرها الرزامي من جيل المؤسسين معه ومع حسين الحوثي للمشروع الحوثي الإرهابي في صعدة.
ويقود “الرزامي الابن” قوة قبلية كبيرة شكلت عاملا حاسما في مسرح العمليات لصالح مليشيات الحوثي وهو ما يعني فقدان عبدالملك الحوثي حليفا قبليا مهما في الميدان وفي صعدة والوسط الاجتماعي.
ووفقا للمصادر فإن التقارير الأمنية الحوثية نبهت إلى أن أي رسائل علنية من عبد الله عيضة الرزامي قد تشجع مكونات قبلية في محافظة صعدة وخارجها على تبني مواقف محايدة من الحرب مما يفقد الجبهات الحوثية زخما بشريا يشكل العمود الفقري لها.
واعتبرت التقارير الحوثية استمرار حالة اللاحرب خطرا على تماسك جبهاتها الداخلية ومساحة لتحرك أجهزة مخابرات معادية في الأوساط القبلية والعسكرية، طبقا لذات المصادر.
وكان الرزامي “عبدالله عيضة” نظم استعراضا قبليا واستقبالا جماهيريا لنجله في صعدة وصنعاء، لدى عودته من الحج، ما فتح الباب على مصراعيه أمام صراع جديد انتقل من صنعاء إلى صعدة وداخل جناح صعدة الذي يحكم بالحديد والنار شمال اليمن.
في وقت سابق الشهر الماضي، قالت مصادر قبلية وأمنية لـ”العين الإخبارية”، إن زعيم المليشيات الحوثية اتخذ قرارا يقضي بالإطاحة بـ”الرزامي” الابن من قيادة ما يسمى محور همدان، وهي المليشيات التي تنتشر على الحدود اليمنية الشمالية في نطاق جغرافية صعدة.
وبحسب المصادر فإن زعيم المليشيات الحوثية يعتزم تعيين أحد أبناء قبيلة الرزامي قائدا جديدا لمحور همدان، وذلك ضمن توجه لعبدالملك الحوثي يستهدف تحجيم دور الرزامي “الابن” و”الأب” وتعيين المقربين منه سيما في الجانب العسكري.
وينظر الرزامي الأب إلى زعيم المليشيات الحالي على أنه قام بإقصاء رفاقه أو من يسميهم هو “رفاق الحسين” أي رفاق حسين الحوثي مؤسس المليشيات، وتجلى ذلك في تصعيد عبد الملك الحوثي لقيادات زاملته في الكهوف بدلا عن قيادات رافقت شقيقه حسين أثناء تشكل المليشيات ولعبت دورا في صعودها إلى واجهة المشهد، وفقا للمصادر.