في جنوب شبه الجزيرة العربية حيث أبجديات الأشياء يتطلع الناس إلى حلف الفضول الجديد علّه ينصفهم بكلمة حق في زمن يغيب فيه العدل والإنصاف..
الجنوبيون يتعرضون لخطاب كراهية وتحريض باتهامهم بأنهم ماركسيون وشيوعيون وبقايا الضاحية وفيما تتابع العبارات المحرضة على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي فلا أحدّ يستنكر ويدين استهداف شعب كان الضحية الأولى لفتاوى التكفير يوم أن تحالفت صنعاء مع الأفغان العرب صيف عام 1994 وغزت اليمن الجنوبي باعتباره ماركسياً ملحداً، استبيحت الأرض وما عليها وفرض الشمال اليمني على الجنوب سياسة الأرض المحروقة فارضاً الأمر الواقع على الشعب الجنوبي.
بإعلان حلف الفضول الجديد ثمة ما يستبشر به مع وجود العلامة عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء رئيس منتدى أبوظبي للسلم، وهو الشخصية المعتدلة صاحبة الخطاب الراشد الحكيم.
حلف الفضول الداعي لقيم التسامح والتعارف وتعزيز العيش المشترك واحترام الآخر، والمتصدّي لكل أشكال ازدراء الأديان والاعتداء على المقدسات وكل خطابات التحريض والعنصرية مدعو ليلتفت إلى مظلومية شعب يعيش ضنك الحياة بعد أن ضيّقوا عليه خصومه معاشهم فلا خدمات متاحة، وحصار مستدام وتجويع متعمد إمعاناً في إذلال شعب لم ينكسر رغم المكايدات والطعنات.
السكوت عما يتعرض له الشعب الجنوبي من الظلم لا يليق بهذا الشعب الذي كان حائطاً عالياً لحماية ما تبقى من شرف العروبة بعد أن تهاوت عواصمهم ولم تبقَ غير عدن التي ساندتها الإمارات في يوم الملحمة، لولا انتصار عدن في يوليو/تموز 2015 ما كان لعربي أن يرفع رأسه فلقد كانت معركة المتر الأخير لا تقبل الهزيمة وعلى ذلك كان شعب الجنوب، رجالا ونساء، جنوداً قدموا التضحيات بلا وعد من أحد بأنهم سيحصلون على ثمن صمودهم فلم يكن لهم أن يقايضوا فيما تبقى من الكرامة العربية.
فيما كان ينتظر رد الوفاء اختطفت جماعة الإخوان الشرعية السياسية ولأسباب حزبية ومناطقية يتعرض الشعب الجنوبي لأقسى ما يمكن من حرمان متعمد في الخدمات الأساسية، عدن المدينة المحررة تنعدم فيها الكهرباء وتشح فيها مصادر المياه، ومع كل الدلائل على تورط الحكومات المتتابعة في الفساد وبتصريحات معلنة أن التعمد في منع الخدمات سيحدّ من تطلع الجنوبيين إلى الاستقلال واستعادة بلادهم التي كانت قبل 1990، يحدث كل هذا والجنوب صابر يكظم غيظه، فهو ما زال آملاً فيما بقي من نخوة العرب وشيمتهم في رد المظالم وإغاثة الملهوف.
قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة محطة للطاقة الشمسية لمدينة عدن فإذا بالعراقيل توضع في طريق المشروع الذي سيغني الناس من الاستجداء فلقد مات المرضى والرضع من لهيب الشمس، وكذلك عشرات المشاريع الإماراتية جمدت في إمعان لقهر الجنوب وإخضاعه لإرادة اليمن الشمالي، حتى أبو زرعة المحرمي الرجل الذي ذاع صيته في سنوات الحرب اليمنية وهو يقود قوات العمالقة الجنوبية في المعارك يجندل الخصوم ويلحق بهم الهزيمة تلو أخرى ويذهب مئات الكيلومترات عن بلاده حتى أنزل الهزيمة الكبرى بعدو العروبة على أسوار الحديدة، هذا الرجل لم يسلم من التحريض والاتهامات في استهداف ممنهج لإصدار فتاوى تكفيرية تسوغ اجتياح الجنوب مجدداً.
المأمول من حلف الفضول كلمة حق في شعب من حقه أن يعيش حراً، فكرامة الناس مصانة وحتى وإن كان هناك خلاف سياسي فلا يجب أن تستهدف كرامة الناس والتمعن في إذلالهم، الجنوبيون يعتزون بأن ترابهم تعطّر بدماء أبناء الإمارات فلقد كان لهؤلاء الكرام الإماراتيين فزعة مشهودة في العالمين، هذا الاعتزاز لم ولن يهتز ويتبدل ولذلك هم يتطلعون إلى حلف الفضول وعلى الأخيار في العالم أن ينصفوهم ويعدلوا فما يطلبون إلا رد ألسن الأشرار عنهم فهل يستجيب حلف الفضول وينصفهم؟