الحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةانتهاكات المليشياتتقاريرصنعاءمحليات

الحوثي يفكك نسيج أسر اليمن “قتل وانتحار وجرائم أسرية غير مسبوقة”

يمن الغد – تقرير

يكاد لا يمر أسبوع، إلا ويتم فيه تسجل حادثة انتحار أو جريمة عنف أسري بالمحافظات اليمنية خصوصاً المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي- ذراع إيران.
وخلال الأيام الماضية، تزايدت هذه الجرائم بشكل لافت ومؤسف، في ظل ارتفاع معدلات الجريمة جراء الانفلات الأمني أو تدهور الأوضاع المعيشية في المناطق القابعة تحت سلطة الميليشيات الحوثية.
ولم تكتف هذه المليشيات بالحرب التي أشعلتها لتدميرها البنية التحتية وتجويع اليمنيين، بل وسعت أهدافها لتفكيك النسيج الاجتماعي وتمزيقه وانهيار العلاقات الأسرية من خلال غسل أدمغة عناصرهم المسلحة وتفخيخها بالأفكار المتطرفة والإرهابية.
الكثير من جرائم العنف الأسري التي وقعت في اليمن خلال الفترة الماضية، أغلبها لعناصر حوثية أو عائدة من دوراتهم الطائفية التي يقيمونها. ناهيك عن حالات الانتحار والتي لم تنجُ مئات الأسر اليمنية من تداعياتها وتأثيراتها.

جرائم وعنف أسري:

وفي أحدث إحصائية لجرائم العنف الأسري التي تم رصدها وتوثيقها منذ مطلع يونيو الماضي حتى الـ20 من يوليو الجاري، تم تسجيل عدد من حوادث القتل والانتحار لدوافع طائفية ومعيشية.
في مطلع يونيو أقدم شاب عشريني من أبناء قرية ذي صريب في يريم بمحافظة إب على ضرب شقيقته (25 عاماً) على رأسها بعقب بندقيته، حتى أغمي عليها قبل خنقها حتى الموت، واللوذ بالفرار إلى قرية عضة بمنطقة كتاب المجاورة، لكن الأهالي ألقوا القبض عليه وسلموه لإدارة الأمن.


وفي اليوم نفسه، أقدم طفل من سكان حارة الراكزة بمديرية المشنة مدينة إب، يُدعى “وسام الشراعي” على الانتحار شنقاً في ظروف غامضة لم تعرف دوافعها وملابساتها.
في 3 يوليو، انتحر الشاب “عبدالسلام مسعد الفقير” شنقاً داخل منزله في مدينة رداع بمحافظة البيضاء تاركاً خلفه زوجة وطفلتين، الشاب المنتحر وجدوا بجواره كشفا خاصا بالديون ووصية مؤثرة وحزينة أكد فيها على ايمانه بالله وبالقدر وأن الحياة ابتلاء وأنه قرر الموت وهو طاهر وعلى وضوء، موضحة أن سبب انتحاره هي الحالة المعيشية التي يمر بها.
ويوم الثلاثاء 11 يوليو، عثر مواطنون على “علي عبدالله عامر” الملقّب بـ”علي مغني” مقتولا داخل سيارته، بمنطقة خودان، بمديرية يريم في الطريق الواقعة بين الساقمة والقداري، بينما عثر أهالي منطقة السارة، في اليوم نفسه، على المواطن “هزاع دبوان” مقتولاً داخل منزله في العدين في ظروف وملابسات غامضة.
ويوم الأربعاء 12 يوليو، عثر مواطنون، على الشاب “إيهاب أحمد محمد منصور الأحمدي”، من أهالي قرية السهيلة ـ بني عواض بمديرية حزم العدين غربي إب، مشنوقًا داخل محله التجاري، الواقع بالقرب من إدارة المديرية الخاضعة للحوثيين. وحاول مرتكب الجريمة اظهارها وكأنها عملية انتحار، ولكن المواطنين أكدوا أنها جريمة جنائية، داعين إلى فتح تحقيق وكشفها للرأي العام.
وتزامنت الجريمتان مع إقدام شابة على الانتحار، أمام أحد مراكز الشرطة بصنعاء، بعد أن رفضت مليشيا الحوثي إطلاق سراح شقيقها المختطف رغم أوامر الإفراج وتوسلاتها، في مشهد يكشف حجم القهر والظلم الذي يتعرض له المواطنون في مناطق سيطرة الحوثيين.

تصاعد خطير في الجرائم:

وشهدت المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تصاعدا في جرائم القتل العائلية التي ارتكبتها عناصر حوثية أو المتأثرون بالأفكار الطائفية للمليشيا الإرهابية في ظل توسع ثقافة العنف والكراهية في المجتمع منذ بدء الحرب.
ومن أبرز تلك الجرائم التي ارتكبت من قبل مسلحين وعناصر حوثية شاركت في القتال أو عائدة من دورات طائفية، يوم الجمعة 16 يونيو، أقدم مسلح حوثي يُدعى “محمد علي مقبل” على قتل شقيقه “أحمد” رميا بالرصاص في إحدى قرى محافظة ذمار بسبب انتقد الأخير له جراء اعتدائه الوحشي على طبيب سوداني يعمل في عيادة خاصة أدخل على إثره إلى العناية المركزة جراء رفضه دفع اتاوات مالية له تحت مسمى عائد عيادات خاصة.
وفي 20 يونيو، أطلق مسلح حوثي يدعى “أحمد علي مروان” الرصاص بشكل كثيف على الشيخ “محمد مروان” وقريبه “عبدالكريم أحمد هادي” بعد اقتحام مجلسه الخاص في منزله بمديرية المدان محافظة عمران، بعد صلاة العشاء، ما أدى إلى مقتلهما على الفور، الحادثة جرت بإيعاز من قيادات حوثية بسبب رفض المجني عليه العمل لصالح المليشيا في المديرية والدفع بأبناء قبيلته للجبهات.
وفي يوم الأربعاء 5 يوليو، أقدم عنصر حوثي يدعى “علي محمد الورقي”، على حرق ابن عمه “حمود أحمد الورقي”، في قرية الحشام بمديرية أفلح الشام، بعد خلاف نشب بينهما إثر رفض الأخير الانضمام إلى صفوف المليشيا، المجني عليه خريج ثانوية عامة، ويعول أمه وشقيقاته، حيث توفي والده في مواجهات حجور الأخيرة ضد الحوثيين، فيما الجاني يعيش في منزله حرًا طليقًا، تحميه المليشيا كونه أحد عناصرها.
بتاريخ 12 يوليو، أقدم مُسلح حوثي يُدعى “أصيل محمد عبد الجليل سرحان أحمد” من قرية النوبة بعزلة الأمجود في مديرية التعزية بتعز -بعد أيام من عودته من دورة “طائفية”- على طعن والده واثنتين من شقيقاته بعدة طعنات، نقلوا على إثرها إلى مستشفى خاص في منطقة الحوبان لتلقي العلاج.
ويوم الأحد 16 يوليو، قتل مسلح حوثي يدعى “علي حسن دحوه” شقيقه “صدام” في عزلة قابل العمري التابعة لمديرية رازح بمحافظة صعدة في ظل ملابسات غامضة.

تفخيخ بأفكار متطرفة:

وأعاد الكثير من المراقبين انتشار معدلات الجرائم الأسرية في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي إلى انتشار السلاح، وانتشار تعاطي الحبوب ومادة الشبو في أوساط الشباب، ولغسيل العقول التي تنتهجها الميليشيات الحوثية منذ انقلاب الجماعة على السلطة في 21 سبتمبر 2014.
وأكدت شبكة حقوقية، غير حكومية، أن ارتفاع معدلات الجرائم الأسرية التي يرتكبها عناصر ينتمون إلى ميليشيات الحوثي- ذراع إيران في اليمن، يعود إلى الأفكار المتطرفة التي يفخخ بها الحوثيون عقول تابعيهم.
وأكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أن مناطق سيطرة الحوثي شهدت خلال السنوات الماضية تصاعدا مخيفا للجرائم الأسرية والتي يرتكبها مسلحون انخرطوا في صفوف الميليشيات.
وقال الإرياني، إن عدد حوادث القتل التي نفذها مسلحون حوثيون ضد أقاربهم وذويهم بلغت 44 حادثة منذ عام 2020، موضحا ان هذه الإحصائية أولية وتم الإعلان عنها في وسائل الإعلام، في حين أن عدد الحوادث أكثر بكثير.
وأضاف إن 11 أبًا قتلوا على يد أبنائهم المنخرطين في صفوف الحوثيين، و9 حالات قتل بحق أبنائهم الأطفال، تلاها قتل الزوجات بواقع 5 حالات، و4 أشقاء وشقيقات، إضافة إلى إصابة 10 آخرين أحدهم “أم”، فيما نجا أحد الآباء من موت محقق.
ولفت إلى أن هذه الجرائم التي تنشر عبر وسائل الإعلام، لا تعكس الحجم الحقيقي لظاهرة “قتل الأقارب” من قِبل عناصر مليشيا الحوثي الإرهابية، وأعداد الضحايا، في ظل ما تفرضه المليشيا من تعتيم على الأوضاع في مناطق سيطرتها، وقمع وإرهاب وسائل الإعلام وناشطي مواقع التواصل.

زر الذهاب إلى الأعلى