سلطة جائرة تعجل بنهايتها

سلطة جائرة ومتسلطة بات دورها ينحصر في الإخضاع والجباية، دون تجاوز أو ممكن لصالح الناس.
وقد بلغت سياسة الإخضاع مبلغاً فارطاً ومستبداً، وباتت الجبايات ضارية ومتوحشة حيال المجتمع الذي خرج من الحرب وأوزارها إلى ما هو أشد منها.
حصرتم وظائف السلطة بكم، وغاليتم في حقوقكم حتى استحوذتم على كامل حقوق الناس، وتخليتم على نحو مستمر عن واجباتها حيال المجتمع الذي يعيش جوعه وفاقته، بل وحولتم واجباتها الخدمية نحو المجتمع إلى مصدر تربح وإثراء غير مشروع.
وفي المقابل رفضتم وترفضون باستماتة منح المواطن الحد الأدنى من الحقوق، وتمنعون عن الموظف والمعلم كل حقوقه، وأولها رواتبه التي صارت حقاً له في الحياة، فيما أنتم تسعون حثيثا لإهدارها بالموت والجوع، أو جعلها في خبر كان بألف عذر أشد وطأة من ألف حمار.

كل يوم تمعنون أكثر في إقصاء وفصل عدد أكبر من الموظفين، وفي طليعتهم المعلمون، لتحلوا محلهم أنصاركم ومواليكم، وتسيئون كل يوم في استخدام السلطة، وتستخدمون الوظيفة العامة لصالح جماعتكم، وتعمدون إلى تسييس الوظيفة، وإقصاء الموظفين العاملين، وحرمان غيرهم منها لصالح جماعتكم وأنصارها ومواليها على حساب الوطن والمواطنة، وبالنيل المستمر من مبادئ وقيم العدالة والمساواة، وأكثر منها استهدافكم لحاضرنا ومستقبل أبنائنا الذين يمضون نحو سن التقاعد دون وظيفة.

كل يوم تستعدون فئة أو طبقة من طبقات وفئات الشعب، وهذا حتماً يُعجل في النهاية التي لا تريدونها، أو تسعون بغلبة لتأخيرها.
“الطمع مهلكة” وقد وقعتم في شِراكه وفخاخه.
تريدون من الناس كل شيء ولا تريدون منحهم أقل الحقوق ومنها حقوق العيش والحياة.
استهدفتم الموظف في مرتبه، ولم تبالوا بنكبة سبعة ملايين إنسان يعيشون على مرتبات معيليهم، يموت بعضهم جوعا وفاقة، ومنهم من عانوا الحاجة والعوز بقطعها سنوات طوال، والأهم أننا لا نرى أملا قريبا بصحوة ضمير سلطة ابتعلها الجشع، وصارت هي بعضا منه.

انتعلتم الدستور ومعه 14 قانونا على نحو غير مسبوق، ومررتم جحيم قانونكم ضد البنوك نفوذاً وغلبة على حقوق غيركم، وألحقتم الضرر والوبال بأكثر من مليون ومئتين ألف حساب طالها النهب بـ”قانون”.
كثير من الأرصدة المتدنية التي كانت تعيل كثيرا من الأسر الفقيرة، باتت بقانونكم دون عائل أو ربح تقتات منه.
بات المريض لا يستطيع الحصول على رأسماله ليعالج به نفسه وحكمتم عليه أن يموت.. ظلم وحرمان اجتاحنا، وطمع نهبوي وصل أعنته، وما كان يدور على بال.
اقترفتم ألف جريمة وجريمة حيال حقوق ومعيشة وحياة الناس، وأمضيتم قانونكم بأثر رجعي على رقابنا لتستولوا على ما هو راهن من أموالهم، بل امتد نهبكم إلى تاريخ الإيداع وتأسيس الحساب.
كل هذا غير مسبوق، وما رأيناه إلا في عهدكم.

Exit mobile version