اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتقاريرمحلياتملفات خاصة

تعليم في مهب الرياح.. تدمير منظم للمؤسسات التعليمية في اليمن

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي

يثقل التعليم كاهل الآباء في توفير المستلزمات لأبنائهم حتى يحصلوا على تعليم جيد ، يرفع من مستواهم ويوفر لهم قدرا من الفهم والاستيعاب وتجاوز ظروف الفشل، لكن يبدو أن واقع التعليم وانهيار منظومته اصبح أكثر ما يتسبب في تدني مستوى الطلاب وتراجع مستوى التعليم.

غياب الخطط التعليمية:

ككل عام تبدأ مشاكل الطلاب في المدارس الحكومية ،ابتداء من عدم توفر الكتب المدرسية ،وكذلك عدم وجود المدرسين بشكل كافي .
لكن الأسوأ هو غياب الخطط التعليمية، مع واقع الانهيار التعليمي الواسع الذي خلق تعليم هش وضعيف .
وهذا أظهر العديد من التعقيدات ،التي تبرز في كل عام أمام الطلاب.
عادة ما تقف هذه التعقيدات بإشكال ومستويات متفاوتة، وهذا لا يساعد الطلاب في تطوير قدراتهم ؛سواء في استيعاب دروسهم في ظل عدم توفر المناهج الدراسية ،وكذلك النقص الكبير في المدرسين للعديد من المواد الدراسية.

ضعف الارتباط بالتعليم :

يتحدث خالد عبد الله الوحش معلم في محافظة لحج لـ”يمن الغد”، عن التدهور الكبير في التعليم ،وهذا يجعل الطالب وفق رأيه غير مستوعب الظروف المحيطة به ،في ظل عدم وجود اهتمام بالتعليم والتكاسل الذي يظهر من قبل المدرسين، وضعف ادارات المدارس والفساد الموجود فيها .
ويجد خالد أن الطلاب ضحية للواقع التعليمي ،الذي انحدر إلى اسوأ ظرف له ، سواء مع غياب التعليم الحقيقي دون اعطاءه درجة من الاهتمام لهذا القطاع.
حيث تسيئ مؤسسات الدولة للدور التعليمي خاصة المتخصصة في نفس المجال ،ولم تقوم بحل العديد من الاشكاليات التي يعانيها الطلاب ،خاصة مع بدأ العام الدراسي والذي ظهر بالنمط ذاته وبذات الخطط والخطوات السابقة.

تدني جودة التعليم:

يذهب وضاح مصطفى إبراهيم وهو أكاديمي تربوي، أن الطلاب في المناطق المحررة لم يعد لديهم قدرة على الاعتماد على أنفسهم في التعليم ،وهم ايضا ليسوا قادرين على الوصول لمعرفة طبيعة الدروس ،وفهم طبيعة المواد لإن المشكلة ترتبط أن المدرسين هجروا المدارس، وأصبح هناك من ينوب عنهم ، وهم فقط طلاب تخرجوا ولم يكملوا تعليمهم الجامعي، أو طلاب خريجين من الجامعات في تخصصات مختلفة .
ويضيف وضاح لـ”يمن الغد”: أن التعليم يعاني من فساد كبير داخل مؤسساته المختلفة ،ولم يعد هذا الفساد مقتصر في مجال محدد كذلك ينقص وزارة التربية القدرة في احداث تغير في مستويات وجوانب التعليم، والمناهج وتطوير قدرة المعلمين بل أن المعلم والإدارة هم أساس كارثة التعليم .


خلال السنوات السابقة بدأت معضلة التعليم في المناطق المحررة ،والتي أتسعت أكثر وهذه المعضلة تكمن في عدم وجود رؤية تمنع التدهور التعليم، واعتماد الطلاب على الغش وكذلك تسرب الطلاب من المدارس ،وفقدان المدرس دورها ومركزيتها التعليمية .
ينظر محمد عطاء معلم أن الخطورة التي تجري في التعليم، هو تحوله ليحمل كل مستويات الفشل وصار المجال التعليمي هو الفشل ذاته، خاصة في ظل عدم اعطاء هذه المؤسسة التعليمية الاهمية الكبيرة في تحقيق الغاية التعليمية الاساسية، وهي تقوم على اكتفاء الطالب بمهاراته التعليمية والمعرفية، التي تؤهلة للاستمرار دون الاعتماد على الغش أو اهمال دروسه أو بناء علاقات مع المدرسين لمجرد نجاحه .

فراغ بالمدارس:

صار واقع المعلمين سيئ، وهذا خلق لهم العديد من الصعوبات المالية، منها ضعف المرتبات فلم يعد الراتب يكفي ليشعرالمعلم بقدرته على الاستمرار في التعليم ،وتأدية دوره ووظيفته، لكن ايضا تحول المدرس مع الحرب ليتحول حلمه من معلم اجيال، إلى باحث عن رتب كبيرة وقيادة الوية وهذا افرغ المدارس من المدرسين .
يعتبر طه محمود عبد الكريم وهو معلم متقاعد ،أن المعلمين يمرون بإوضاع سيئة ورواتبهم متدنية ،وهذا ترك أثره فالراتب لايكفي ليكون المعلم مستقل، لذلك اتخذ العديد من المعلمين توجها بعدم الاستمرار بالتعليم ،وهناك من هاجر اليمن وصار له عمل في السعودية .
وقال طه لـ”يمن الغد”: التعليم في اليمن ينهار ، كل شيئ خاص بالتعليم يتلاشى وصار التعليم محكوم بالمافيا وأجندة العديد من الاطراف ،سواء السياسية أو قوى حاولت التعليم لاستثمار يتبع جماعات واطراف، لكن كل المشكلة أن التعليم صار مباح وغير محمي من الدولة، وهذا يؤثر على الاجيال ويحطمهم ويدمر افكارهم”
وأضاف أن هناك حاجة لوضع استراتيجية لحماية التعليم ،ووضع ضوابط ومن هجر التعليم وترك واجبه التعليمي، سواء لمصالح خاصة أو سياسية ،يتم فصله لإن هناك الآف من المعلمين انعزلوا عن التعليم، ويحصلون على مرتباتهم لكنهم لايقوم بتأدية عملهم ،وهذه هي الكارثة ويتم التغطية عليهم ويتم توزيع مرتباتهم بالمناصفة، مع بعض الاطراف بينما هم في مغتربين .

زر الذهاب إلى الأعلى