مواطنون في مناطق الانقلاب يتحدون الحوثي ويحتفلون بذكرى 26 سبتمبر

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي

تحاول مليشيا الحوثي استباق الأيام المحدودة للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، ويسعون بكل الإمكانيات لتجاوز مبادئ وقيم هذه الثورة ،والإجماع الشعبي عليها، وذلك بالانقلاب الذي قاموا به في 21 سبتمبر وهو التأريخ الذي سقطت فيه الدولة ومؤسساتها.

تجريف الثورة:

يتجه الحوثيون بخطوات سريعة و حثيثة في كل عام وقبيل الاحتفال بثورة 26 سبتمبر، ليحاولوا ضع تأريخ انقلابهم على الدولة كثورة شعبية ويسعون وفق العديد من الانشطة والخطوات التي يمارسوها ،على تضخيم واقع انقلابهم مقابل الثورة الحقيقية التي حررت اليمنيين ،من الجهل والاستعباد التي قام بها الأئمة طوال تأريخهم السياسي .
امكانيات الحوثيين الهائلة وسيطرتهم الكاملة على مناطق ومحافظات متعددة ،مع واقع البطش الواسع للمعارضين وافشال التعليم وتحريفه ،كل ذلك يقوم على محاولة حوثيين لتجريف ثورة 26 سبتمبر ،والتي قامت قبل 61 عام، عندما قام الجيش بتجاوز حكم الإئمة وتحقيق النظام الجمهوري.

ثورة الشعب والخلاص:

في 21 سبتمبر عام 2014 تحركت المليشيات الحوثية من الجهة الشمالية، وبدأت تسقط صنعاء وتستهدف المعسكرات والمؤسسات ، وكان المخطط الحوثي في اختيار شهر سبتمبر، هو تأكيد مخططهم لتثبيت انقلابهم الذي دمر كل شيئ حملته وبنته ثورة 26 سبتمبر ، وكانت من أهم أهدف الحوثيين تمثيل الثورة بمناسبة أخرى انقلابية حتى تأخذ مكانها وتلغيها .
أقام الحوثيين احتفالات عسكريا بذكرى انقلابهم على الدولة في 21 سبتمبر هذا العام ،وعرضوا طائرات من سنوات الجمهورية، وأخذوا يظهرون قوة حكمهم وسلطتهم التي حولت اليمنيين إلى جياع ،وحاولت الدولة إلى رماد وكل من شاهد استعراض الحوثي جلهم لم يحصلوا على مرتباتهم.


ينظر صالح عبد الله المريسي وهو سياسي يمني، إلى الاستعراض الحوثي بنوع من البذخ والكذب، ومحاولة إثبات أنه انتصر في حزبه التي تسبب بالدمار والقتل ، لكن جوهر احتفال الحوثيين هو استمرار لهذيان تفوقهم، وتخويف الجميع أنهم أقوياء ولديهم الاستعداد للحرب .
ويصف صالح أن طبيعة الهدف الحوثي، يقوم في الأسس على تشكيل مخطط تجاوز إرادة اليمنيين وصناعة نوع من المناسبات، التي تكون خاصة بها لكن مناسبات الحوثي كلها تخصه وليس مهمة لليمنيين وهي مناسبات متطرفة، وتحمل كم كبير من التزوير للتأريخ وهو انقلاب ومحاولة ترسيخ وجود هذه المليشيات.
ويقول صالح لـ”يمن الغد” الحوثيون أرادوا اغرق المناسبات الوطنية بمناسبتهم، التي لا طعم لها ولا رائحة ،وهي تعبر عن المخطط الفوضوي ،لذلك هم اختاروا شهر سبتمبر للدخول لصنعاء والانقلاب على الدولة كواقع انقلاب ودحض وانتقام من 26 سبتمبر ،ووضع كل سياساتهم التي تحاول افقاد هذه الثورة من بريقها ومبادئها”.

الاحتفال بذكرى 26 سبتمبر:

تحدى الكثير من اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثي سلوك المليشيات العنيف ،ومحاولاتها فرض نهجها الفوضوي ليقوموا بنقد مشروع الحوثي، الذي يقوم على تدمير منظم للدولة ،واخذ الكثير يتوعدون بإلاحتفال 26 سبتمبر حيث زاد من يشترون الاعلام الوطني ويضعوها فوق منازلهم وسيارتهم ،وهناك من يجد ضرورة للاحتفال 26 سبتمبر لإنهم اشتاقوا للاحتفال بها ،بعد أن حاولت مليشيات الحوثي القضاء عليها وطمس وجودها .


يتحدث مصطفى محمد قاسم وهو اعلامي ، أن اليمنيين في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية صار لديهم شعور بالانهيار والفراغ الوطني، فمليشيات الحوثي طمست كل معالم المبادئ الوطنية وقيم المدنية وقامت بممارسة سلوك العصابات ،وضيقت على الناس احوالهم ومعيشتهم كما أن مظهر الدولة أختفى ،ولذلك يتجه المواطنيين للاحتفال 26 سبتمبر، تأكيدا على بقائها واستمرارها وتقديس مبادئها.
يقول مصطفى لـ”يمن الغد”: التحدي الذي يبديه اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثي ،هو دليل على حالة الرجوع للثورة الأم ،ومواجهة للمشروع الحوثي الذي أراد كسر 26 سبتمبر والقضاء على وجودها وأرثها السياسي والمدني والوطني، فخلال 8 سنوات من سيطرة الحوثي شعر اليمنيين بمرارة ما يقاسوه ،من تدمير وتجهيل من قبل هذه المليشيات.

Exit mobile version