مليشيا الحوثي تقوّض القضاء وتستهدف القضاة وتحل عناصرها بدلاً عنهم “اغتيالات واختطافات ومضايقات”

تقرير/ وليد محمد

تصاعدت حدة الاستهدافات الممنهجة بحق القضاة في العاصمة المختطفة صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، في مؤشر على تدهور الأوضاع الأمنية.
وعلى مدى سنوات الانقلاب، عملت مليشيا الحوثي الإرهابية على استهداف مؤسسات الدولة المختطفة وأبرزها القضاء عبر التدخل في قراراته، وإضعاف أدائه والمساس باستقلاليته، واحلال عناصرها وتقويض نشاط كوادره، وتصفية رجاله المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة.
ورغم نجاح مساعي المليشيا لاستكمال عمليات التغلغل والاحلال والتمكين واحكام سيطرتها وفرض هيمنتها على جهاز القضاء بكل أجهزته ودوائره واستخدامه وتسخيره كأداة لتركيع خصومها من جهة وشرعنة ما تقوم به من نهب الممتلكات لمعارضيها والمواطنين كحد سواء.. فقد مارست منذ انقلابها على الدولة بحق القضاة غير الموالين لها والمتواجدين في مناطق سيطرتها، انتهاكات وجرائم بلغت حد القتل كان احدثها محاولة مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية، الجمعة، اغتيال القاضي خالد الأثوري رئيس المحكمة التجارية الابتدائية، ما أدى إلى إصابته.

وكشف الصحفي باسم الأثوري، في منشور على صفحته في “فيسبوك”، عن وقوف نافذ حوثي خلف جريمة الاغتيال قائلا: “قبل حوالي عامين اعتدى نافذ حوثي يدعى حسين درهم يحيى المؤيد، على القاضي خالد الأثوري الذي كان حينها يشغل منصب رئيس محكمة شرق الأمانة، وأصابه بلكمة في وجهه. بضغط القضاة وتضامنهم تم ضبط المؤيد الذي يعمل في مكتب القيادي الحوثي (أبو عبدالله الرزامي) وتمت محاكمته والحكم عليه بالسجن”.
وأضاف، “في وقت تالٍ لهذه الحادثة تم نقل القاضي الأثوري من محكمة شرق الأمانة وتعيينه رئيساً للمحكمة التجارية”.
واختتم منشوره بالقول، “قبل أيام أنهى المؤيد فترة محكوميته وغادر السجن، واليوم تعرض القاضي خالد الأثوري لمحاولة اغتيال في صنعاء وأصيب بإصابة بليغة يرقد على إثرها في أحد المشافي”.

اغتيالات :

بدوره، استنكر نادي قضاة اليمن، مساء الجمعة، محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس المحكمة التجارية في صنعاء من قبل مسلحين في العاصمة الخاضعة لمليشيات الحوثي الإرهابية.
وقال النادي -في بيان له نشره على صفحته في “فيسبوك”- إنه “عقد اجتماعا فور وقوع الجريمة التي استهدفت اغتيال القاضي خالد الاثوري رئيس المحكمة التجارية الابتدائية وأدت إلى إصابته بجروح نقل على إثرها للمستشفى”.
وأضاف البيان، إن ممثلا عن نادي القضاة يشارك في متابعة التحقيقات للكشف عن تفاصيل الجريمة ويعقد اجتماعا مستمرا لمتابعة سير التحقيقات وحالة القاضي الصحية.
وندد بيان القضاة بالهجوم الذي تشنه وسائل الإعلام الحوثية وقادتهم على القضاء وتعاطيهم السلبي معه وتشويه سمعة القضاة.

ودعا النادي كافة شرائح المجتمع لإدانة الواقعة والكف عن تناول القضاء والقضاة على وسائل الإعلام، مؤكدا أن مثل هذه الوقائع لن تثني القضاة عن القيام بواجبهم.
وتعد محاولة اغتيال رئيس المحكمة التجارية القاضي خالد الأثوري بعد سنة من تصفية واغتيال عضو المحكمة العليا في صنعاء محمد الحمران، بعد تحريض ضد القضاء من قبل الحوثيين في ظل المماطلة في تنفيذ حكم قضائي صادر من المحكمة الجزائية التابعة للحوثي (غير شرعية) بإدانة ستة من المتهمين تنوعت احكامهم بين الإعدام والسجن لفترات مختلفة، حيث جرت المحاكمة في ظروف تحيطها السرية هدفها التغطية على قيادات حوثية عليا متورطة بجريمة إعدام القاضي حمران، من خلال تقديمهم كبش فداء.
ورصد الساحل الغربي سلسلة من الانتهاكات والجرائم التي استهدفت القضاة في مناطق سيطرة الحوثيين شملت الاعتداءات، والاختطافات، وصولا إلى القتل:

Exit mobile version