الحوثيون يتسلقون القضية الفلسطينية ويصدرون الوهم إلى غزة
يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
يحاول الحوثيون تقديم أنفسهم على أنهم ذات ارتباط كبير بالقضية الفلسطينية ، ويتجهون في إعلامهم وخطابات قياداتهم، إلى أهمية وجودهم لأجل القضية الفلسطينية ،وأن هناك عوامل مشتركة ترتبطهم بفلسطين ،لكن كل ذلك لا يعد غير حالة كذب ونوع من اظهار المواقف غير الحقيقية.
قضية كبرى:
ترتبط القضية الفلسطينية بأبعاد سياسية وتأريخية ،وهي تعتبر أحد أهم القضايا الكبرى في العالم ، على اعتبار أنها قضية عملت دول كبرى على ربطها بمصالحها وأجندتها في الشرق الاوسط .
ويدرك قادة مليشيات الحوثية محورية الواقع الفلسطيني ،ففلسطين لها ارتباط وثيق بالعرب والمسلمين، لكن مليشيات الحوثي وضعها اتجاه فلسطين، يقوم على سياسة غير ثابتة ،فطبيعة الدور الذي يمكن أن يلعبه الحوثيين لدعم فلسطين ضعيف.
الدور الحوثي هو دور ثانوي ،وليس دور اساسي يرتبط بمفهوم ورؤية ثابتة، بل على العكس فإن التظاهر الحوثي لدعم فلسطين هو نشاط شكلي مثلها مثل احتفالات الحوثي بمناسبته الدينية والذي يعمل من خلالها على تأكيد شرعيته .ولفت الانتبه لنشاطه واتخاذ طابع ديني لمشروعه، لكن يبدو أن هدف المليشيات الحقيقي هو أنها تتأجر بالقضية الفلسطينية في الواقع .
تعتمد مليشيات الحوثي نفس السياسات المرتبطة بالإجندة الايرانية ،وذلك وفق الارتباط السياسي مع سعي ايران ومليشياتها لوضع مشروعها على أنه يخدم القضية الاسلامية .
تمرر إيران وحلفائها سلوكا سياسيا ودينيا ،مما قد يدفع العرب والمسلمين للتأثر بالدور الايراني، لكن الواقع يقول غير ذلك حيث تقوم اهداف ايران على تمرير وجودها في المنطقة ،وتعزيز حضورها للتأثير بطريقة تخدم المصالح الايرانية.
صناعة الوهم:
يشك وحيد عبد الالة وهو سياسي يمني بمصدقية الدعم والتأييد الحوثي للقضية الفلسطينية ،وينظر أن الحوثي له حالة مفرطة من مظاهر ابراز ارتباطه بقضايا ،هو ليس له دور في استمرارها، وهذا ماينطبق على ما يحاول الحوثي افتعاله ،فالحوثي بعيد كل البعد في أن يضيف للقضية الفلسطينية أي تأثير جوهري لإنه مازال مجرد طرف انقلابي كما أن دوره ووجوده مرتبط بالإجندة الإيرانية .
وقال وحيد لـ”يمن الغد”: هناك نشاط يجري في المنطقة، بحيث أن ربط القضية الفلسطينية يرتبط بسياسات دول تعتمد على ما تمثله هذه القضية من عدالة، وكذلك تأثيرها الاسلامي وذلك للتمدد وفرض مشروعات سياسية محددة والحوثي ليس لها سياسة مستقلة ورؤية داخلية هو جزء من مشروع الايراني “
وأضاف أن ما يظهره الحوثي من دعم للقضية الفلسيطنية، هي فقط دعاية لربط وجوده ومشروعه بمشروع مايسمى بالمقاومة والممانعة ،وهي مفاهيم غير واضحة تقوم على ما نسجته ايران في المنطقة من خطط لتوزيع دورها، ورسم خيارات توسعية لافقاد المنطقة العربية من أي دور ووضعها لتكون تابعة للدور الايراني .
استثمار المتغيرات:
يحدد سفيان أمين الدهمشي اكاديمي ان ربط الكثير من الدول بفلسطين هو يقوم وفق طبيعة الارتباطات الحادثة والمتقاربة في المنطقة وكانت هناك العديد من الدول التي حددت موقفها السياسي وربطته بقضية فلسطين .
وينظر سفيان للطريقة التي يحاول الحوثيين الترويج لها وفرض وجودهم بشكل استثمار احداث فلسطين على اعتبار انهم مرتبطين بفلسطين وهم وضمن المشروع الذي يعمل من أجل فلسطين وهذا أنما حيلة تتخذها العديد من الجماعات لتكسب موقف داخلي وتأييد لما تمارسه.
وقال سفيان لـ”يمن الغد”: ايران ومليشياتها ترتبط بمشروع أكثر خطورة وهو ربط مشروعهم بظروف دينية بينما ما يجري على الارض هو استهداف للمنطقة العربية ووضع ايران كدولة لها حق تقرير واقع المنطقة ككل لذلك الحوثيين صوتهم وموقفهم هو ضمن الخطاب والدور الايراني السيئ “
وأضاف ان فلسطين كان موقف العرب معها أكبر بكثير من أن يتم وضع ايران وجماعات أخرى على أنها من تمتلك القضايا الكبرى حيث خاضت مصر معركتها من أجل فلسطين وكانت هناك دول عربية أخرى كانت قضية فلسطين مرتبطها بوجدنها الوطني وأمنها القوي .