الإمارات في اليمن.. دور ريادي في التنمية ومشاريع مستدامة وشراكة استراتيجية

يمن الغد / تحليل : أبو مصطفى السالمي

اتسمت سياسة دولة الإمارات بالحكمة والاعتدال والتوازن ومناصرة الحق والعدالة، ولتكون الدولة العربية الوحيدة – ولا نبالغ إن قلنا على مستوى الدول الإسلامية – أكثر انفتاحا على العالم من خلال إقامة شراكات استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وتربوية وصحية مع العديد من الدول في مختلف قارات العالم، بما عزز المكانة المرموقة التي تتبوأها في المجتمع الدولي، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ بن زايد آل نهيان في إحدى تصريحاته بقوله إن “نجاح السياسة الخارجية يقوم على مجموعة من الثوابت التي أرسى دعائمها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث ترتكز على قواعد ثابتة من خلال التزامها بمواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية واحترامها وإقامة علاقاتها مع دول العالم على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين مع التزامها بحل النزاعات بين الدول بالحوار والطرق السلمية ووقوفها إلى جانب قضايا الحق والعدل، إضافة إلى الإسهام الفاعل في دعم الاستقرار والسلم الدوليين”.

شراكة حقيقة:

إن الناظر للخريطة الجغرافية لليمن سيلاحظ أمرين متناقضين: أول شيء أن المناطق التي تخضع لشركاء الإمارات وعلى رأسهم المجلس الانتقالي تنعم بالاستقرار الأمني والخدماتي إلى حد ما، رغم الفساد الذي يمارسه إخوان اليمن في الحكومة ومع ذلك يظل الوضع الخدماتي مقبولا في ظل حرب استنزاف.
أما الأمر الثاني الذي سيلاحظه أن الوضع في المناطق التي لا تخضع لشركاء الإمارات تعاني أوضاعا مأساوية وإنسانية مزرية، وخاصة تلك التي تحت سيطرة الحوثيين والإخوان (تعز وسيئون)، وإن دلَّ هذا التناقض على شيء فإنما دل على أن الإمارات تدعم شركاءها في رحلتهم نحو تحقيق الاستقرار الأمني والخدمي لمناطقهم، وهو استكمال للدور التاريخي الذي تلعبه الإمارات في دعم الجنوب منذ القدم، وهذا الدعم الإماراتي لا يقتصر على شركائها في اليمن فهو ضمن استراتيجية الإمارات لتوسيع قاعدة شركائها الإنسانيين حول العالم.

الوضع في المحافظات غير المحررة:

من باب المثال لا الحصر، شهدت المحافظات الخاضعة للحوثيين في مطلع العام الجاري تسارعا كبيرا لمعدلات ارتفاع متوسط ارتكاب الجريمة.
حيث شهد الوضع الأمني في صنعاء في العام الجاري تزايدا كبيرا في معدل ارتكاب الجرائم ضد الاشخاص مثل جرائم القتل والشروع في القتل والاعتداء على النفس والسرقة بالقوة والاختطافات وغير من جرائم الاعتداء على النفس.

تردي الوضع الأمني في مناطق سيطرة الحوثيين:

وما فاقم من تردي الوضع الأمني في المحافظات غير المحررة هو الاستهتار الحوثي الواضح بحياة الناس وأرواحهم وأمنهم وسكينتهم، حتى وصل الامر إلى تنفيذ عصابات لجرائم منظمة تشمل القتل، وإحداث الحرائق ونهب الممتلكات وذلك تلبية لما يسعى له شركاؤهم الإيرانيون، فقد قالت مصادر حقوقية: “إن منسوب الجرائم ارتفع على نحو ملحوظ، خاصة في جرائم القتل والاعتداء على الممتلكات، ويرتكب أغلبها مسلحون من الجماعة، حيث بلغت خلال الشهرين 2540 جريمة، وتوزعت تلك الجرائم الجنائية ما بين القتل، والإصابات والاعتداءات الجسدية وإشعال الحرائق، والسرقات وعمليات النهب، والابتزاز وانتحال الصفات، وفي مجال السرقات بلغت أكثر من 300 جريمة، ما بين سرقة المنازل والمحلات والمخازن السيارات والدراجات”.

الدعم الأمني الإماراتي أسهم بانخفاض الجريمة :

في المقابل نجد الوضع الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة شركاء دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن نجده مستقرا إلى حدٍ ما، وهو ما أكده مدير الأمن في العاصمة عدن اللواء مطهر الشعيبي بقوله: “نقدم الشكر لدولة الإمارات على جهودها في دعم قطاع الأمن من خلال التدريب الميداني والأكاديمي وتقديم المعدات وتجهيز المرافق الأمنية”.. لافتا إلى أن هذا الأمر سينعكس بشكل إيجابي على عمل رجال الأمن في كشف الجريمة والتعامل مع المواطن بشكل منضبط.. مؤكدا أن عطاء الإمارات إلى العاصمة عدن لا ينضب وساهم في نقل المدينة إلى حالة الأمن والاستقرار.

الوجه الإنساني:

9 سنوات من الحرب المستعرة على الجنوب في مختلف المجالات سواء حرب الخدماتية او حرب الحوثيين الذين دمروا الاقتصاد ومنعوا تصدير النفط الجنوبي أو من جهة الإخوان الذين ينخرون في جسد الشرعية عبر تركيع الجنوب وشعبه خدماتيا، مع اشتعال حرب الخدمات على الجنوب فإننا نجد الإمارات قد حرصت التخفيف من معاناة الجنوبيين شركائها هو ما أكدته السنوات الماضية.

الدعم الإماراتي للجنوب:

الدعم الإماراتي للجنوب لامس الأوضاع المعيشية والخدمية، وذلك في أعقاب جهود ملحمية إماراتية على الصعيد الخدماتي بكافة قطاعاته، فقد ركز إغاثة القطاع الصحي والعمل على منع انتشار الأمراض، وتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي لتوصيل الإمدادات والمعدات الطبية اللازمة للمستشفيات والمراكز الصحية، وأيضا مواجهة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وتوفير المادة الأساسية للمحتاجين، فضلا عن اهتمام ملحوظ ببرامج لدعم التعليم والتنمية الاقتصادية للمجتمعات الضعيفة، هو ما سيتذكره الجنوبيون لإمارات الخير خاصة وأنهم يرون الوضع الإنساني المتفاقم في مناطق الحوثيين حتى إنه وصل الأمر بأن تأكل بعض الأسر من القمامات.

Exit mobile version