تحدث مساء أمس الثلاثاء والد الفتاة المغدور بها محمد أحمد عياش، إن ابنته سجاء الطالبة في كلية الآداب بجامعة عدن ذات العشرين ربيعًا موجودة الآن في العناية المركزة بمستشفى أطباء بلا حدود في مديرية الشيخ عثمان.
وأشار عياش والذي يقطن في حي (فيدل كاسترو) بمديرية المعلا إلى أنه وجميع أفراد عائلته ينتظرون إلى أن يقف النزيف الذي تعرضت له جراء الطعنات الغادرة وتحديدًا تلك الطعنات التي أصابت الرئتين من جهة الصدر.
وأضاف أنها تلقت يوم أمس الأول الاثنين رطلا من الدم، بالإضافة إلى أنه سيتم نقل رطلي دم، مشيرًا إلى قيام شقيقها، وابن عمها، وابن خالتها بالتبرع لها بالدم يوم الاثنين أول من أمس، بينما تبرع لها بالدم ثلاثة من شباب حارتها أمس الثلاثاء.
وأوضح والد الفتاة المطعونة بأن الطبيب الجراح المتخصص بحاجة إلى إجراء عملية فتح للرئة التي تعرضت للطعن من أجل شفط الدماء من عليها، لافتًا إلى أن الطبيب لن يستطع إجراء هذه العملية إلا في حالة توقف نزيف الدم من رئتها، والجميع حاليًا رهن قرار الطبيب الجراح.
مبشرًا بأن ابنته استفاقت من غيبوبتها صباح أمس الثلاثاء ونادت لأمها وأبيها، وتعرَّفت عليهما ولكن ما زالت حالتها تحت الخطر. بحسب “الايام” العدنية.
وفي موازاة ذلك قال العم محمد أحمد عياش إن الذي استغربه من أسرة المتهم أنهم لم يكلفوا أنفسهم بتفقد ابنته ولو بالمجيء إليها في المستشفى للاطمئنان عليها، مضيفًا أنهم إن كانوا خائفين من الحضور إلى المستشفى، فأقل الواجب أن يبعثوا برسالة نصية أو رسالة (واتساب) (ولو جبر خاطر)، مشيرًا إلى أنه قد عَلِمَ أن والد المتهم إمام مسجد، وشقيق المتهم مدير مدرسة، في منطقة العريش بمديرية خور مكسر، مستغربًا من عدم تواصلهم معه وعدم اكتراثهم بما اقترفه ابنهم من فعل تحرمه الشريعة ويجرمه القانون وهم يشغلون تلك المكانة الرفيعة في المجتمع.
وقال: ” إن من المفترض على والد المتهم بطعن ابنتي سجاء أن يأتي لزيارتها فهي بمثابة ابنته، وعليه أن يتقِّ الله سبحانه وتعالى”.
وأكد عياش أنه عند مواجهة المتهم طارق صالح والذي مضى من عمره ما بين الـ 39 إلى 40 عامًا باثنين من الشهود وسمع منهما في إدارة البحث الجنائي بما نُسِـبَ إليه بالهجوم على ابنته بطعنها عدة طعنات اعترف مقرًا بفعلته وأمضى على اعترافه، وعندما سأله وكيل النيابة عما قاله الشاهدان عليه أكد أقوالهما وقال إنه ارتكب الجريمة.
مبينًا أنه عندما التقى به أثناء التحقيق وجده لا يعاني من حالة نفسية كما يروجون له، مؤكدًا أنه في كامل قواه العقلية، وأن شائعة إصابته بالجنون ما هي إلا أعذار واهية لتبرير فعلته.
ووجَّه العم محمد أحمد عياش والد الفتاة المغدور بها شكره وامتنانه من بعد الله لكل من الشاب (أياد) الحارس في كلية الآداب الذي أنقذ الفتاة أثناء طعنها من المجرم، ولأبناء حارة فيدل كاسترو الذين وقفوا إلى جانب ابنته وقاموا بمواساته.
كما ثمَّن كثيرًا الزيارات التفقدية والإنسانية التي قام بها عدد من الشخصيات المسؤولة إلى المستشفى للاطمئنان على ابنته وخصَّ بالذكر عواس أحمد محمد الزهري مدير عام مديرية خور مكسر، وعبدالرحيم عبدالكريم عمر الجاوي مدير عام مديرية المعلا، ود. جهاد سلطان زيد مدير مكتب وزارة الصحة العامة والسكان في مديرية خور مكسر، ود. جمال الحسني عميد كلية الآداب في جامعة عدن، ووكيل النيابة العامة، وإدارة البحث الجنائي. كما شكر “الأيام” على دورها في نقل الحقيقة وإبراز وقائع الأحداث بتجرد وبمهنية.
وبذات القضية، قال نائب مدير أمن العاصمة عدن، العميد أبو بكر جبر، إن التحقيقات ما زالت جارية في جريمة الطعن التي شهدتها مديرية خورمكسر صباح يوم الاثنين، بعد أن أقدم شاب (ثلاثيني العمر)، بتوجيه عدة طعنات بالسلاح الأبيض، إلى فتاة عشرينية العمر، وذلك في الخط العام، بالقرب من معهد أمين ناشر للعلوم الصحية.
وقال العميد جبر، في تصريح نشره الموقع الرسمي لـ “مكتب إعلام العاصمة عدن” في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول: “ما زال التحقيق مستمر في الجريمة، التحقيق الأولي يُشير إلى أن الشخص (الجاني) مُصاب بحالة نفسية، وعند التحقيق معه يقول إنه لا يعرف البنت”.
ولفت العميد جبر، إلى أن “إدارة أمن عدن لا تعتمد على أقوال الجاني حتى يتم التأكد من المجني عليها، بعد أن تتحسن حالتها الصحية جراء الحادثة”.