وباء الحصبة يفتك بمناطق سيطرة الانقلاب بعد إشاعات الحوثي حول التطعيم
يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
تشهد المديريات الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي في محافظة تعز ،انتشارا لوباء الحصبة أوساط الأطفال والرضع حيث تزايدت الإصابات بين الأطفال ،والتي وصلت إلى آلاف الحالات المصابة ،وتوفى الكثير من الأطفال مع عدم حصولهم على اللقاحات حيث أن عدم الحصول على تلك اللقاحات خلق انتشار كبير للحصبة.
ارتفاع عدد المصابين:
عدد المصابين بالحصبة بين الأطفال في مدينة الحوبان في تعز، تخطى المستوى المحدد والبسيط، ليصل إلى العدد الذي يكشف مدى تنامي انتشار الحصبة بين الأطفال ومدى خطورتها المحتملة عليهم .
بلغ عدد المصابين بالحصبة، والذين وصلوا مستشفى منظمة أطباء بلا حدود للأم والطفل في تعز الحوبان، في الأشهر الأخيرة إلى 547 منذ يونيو حزيران الماضي .
وأعلن جوزيف أليك منسق مشروع أطباء بلا حدود في تعز الحوبان، على حساب المنظمة في X عن ارتفاع عدد المصابين بالحصبة.
وتمثل الحصبة أحد اخطر الامراض القاتلة التي تصيب الاطفال، وتكمن طبيعة انتشار هذا الفيروس إلى غياب اعطاء الاطفال التطعيم في الفترات المحددة لهم ،حيث تعمل اللقاحات على زيادة مناعة الاطفال وقدرة اجسادهم على مواجهة المرض .
واعترف جوزيف أن مايصل إلى مستشفى أطباء بلا حدود ،هم الأشخاص القادرين على الوصول للمستشفى للحصول على الأدوية، وأن هناك انتقالا نشطا لهذا المرض شديد العدوة بين المجتمع، وأن أغلب المرضى يأتون من مختلف المناطق المحيطة، وبشكل رئيسي من التعزية ودمنة خدير وصبر الموادم .
واضاف عن وجود خشية أن عدد الاطفال المصابين، أكبر بكثير والمفارقة أن الناس يأتون بإطفالهم إلى المستشفى، حيث تصبح أعراضهم ظاهرة للغاية بحيث لايمكن تجاهلها .
ولجأت منظمة بلا حدود إلى انشاء وحدة عزل قابلة للتوسع ،وتضم 18 سريراً في مستشفى الأم والطفل في تعز الحوبان ،وقامت بمعالجة والاهتمام لما يقارب 490 مصاب بالحصبة ،وهم من الاطفال والذين تتروح اعمارهم بين 6 أشهر إلى خمسة أعوام ،كما أن هناك فرقا للفحص دون سن الخامسة اعوام وذلك للتأكد من خلوا الاطفال من الاصابة بسوأ التغذية والحصبة .
وضع خطير يهدد الأطفال:
انتشار الحصبة في الحوبان الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي، يفوق العدد الذي اعلنت عنه منظمة اطباء بلا حدود، وهناك قرى واسعة من دمنة خدير والراهدة شهدت انتشار كبير للحصبة وهناك عدد كبير من الوفيات بين الاطفال .
وخلقت الحصبة وضعا كارثيا في مديرية التعزية ومديرية ماوية، حيث أن انتشار الوباء أصبح مخيفا بعد أن اخذت العدوى، تسيطر على العديد من القرى وأدت إلى وفاة العشرات من الأطفال بينما لا توجد إحصائية دقيقة عن عدد الوفيات .
يحدد الدكتور مصطفى ردمان علي اخصائي أطفال طبيعة الانتشار الكبير للحصبة، إلى عدم اختيار اللقاحات وهذا زاد عدد الأطفال الذين صاروا فاقدين للمناعة .
ويعتبر الدكتور اللقاحات مهمة، لأن التطعيم يفقد هذه الأمراض تأثيرها ،وإن أصيب بها الأطفال فإن تأثيرها يكون محدود، حتى وإن انتشرت الحصبة في العديد من المناطق، فإن وجود عدد كبير من الذين أجروا اللقاحات يؤدي إلى فقدان الحصبة لتأثيرها ويؤدي لإضعاف تأثيرها .
وقال ردمان لـ”يمن الغد”: عدم وجود حملات تطعيم ،في مناطق سيطرة الحوثي خلق فراغ كبير لإنتشار الأمراض التي تصيب الأطفال،وأصبح الناس لا يهتمون بنقل أطفالهم إلى المراكز الطبية البعيدة ،كما أن وضع المواطن صار منهار وهذا عرقل انتقال المواطن لتطعيم طفله.
وعملت مليشيا الحوثي على شن حملات دعائية روجت خلالها للاشاعات بأضرار اللقاح وانه يسبب العقم ويؤدي إلى مضاعفات مستقبلية.