الرئيسيةمحليات

صحيفة خليجية تكشف ما وراء هجمات الحوثي على إسرائيل

​دخل الحوثيون في اليمن على خط التصعيد مع إسرائيل حيث أعلنوا الثلاثاء عن إطلاق دفعة كبيرة من الصواريخِ البالستيةِ والمجنحةِ، وعدد كبير من الطائرات المسيّرة على أهداف إسرائيلية مختلفة “في الأراضي المحتلةِ”.

وجاء تحرك جماعة الحوثي في أعقاب انتقادات وجهتها قيادات من حركة حماس إلى حزب الله اللبناني حيث قالت إن رد الحزب الموالي لإيران في نصرة غزة التي تتعرض لهجمة إسرائيلية شرسة منذ سبعة وعشرين يوما كان مخيبا ودون المطلوب.

ويرى محللون فلسطينيون أن تصعيد الحوثيين هدفه التغطية على تخاذل حزب الله في دعم حلفائه من الفصائل الفلسطينية في القطاع المحاصر، حيث اكتفى الحزب اللبناني بقصف متقطع على المنطقة الحدودية، دون أن يكون لذلك أيّ أثر حقيقي في الضغط على إسرائيل لوقف حربها في غزة.

وتوعّد الحوثيون الثلاثاء بمواصلة إطلاق صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل حتى يتوقف “العدوان” على قطاع غزة، معلنين شنّ ثلاث عمليات من هذا النوع منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس في السابع من أكتوبر الجاري.

وجاء في بيان تلاه العميد يحيى سريع، الناطق العسكري باسم المتمردين المدعومين من إيران وبثّته قناة “المسيرة” التابعة لهم إن “القوات المسلّحة اليمنية.. تؤكد استمرارها في تنفيذ الضربات النوعية بالصواريخ والطائرات المسيّرة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي”.

وتأتي تصريحات المتحدث باسم الحوثيين بعدما قال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط “هدفا جويا” كان يقترب من مدينة إيلات السياحية على البحر الأحمر. وذكر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أن “أنظمته رصدت هدفا جويا يقترب من الأراضي الإسرائيلية”.

وأضاف “لم يكن هناك أيّ تهديد أو خطر على المدنيين” وأن الإجراءات الدفاعية نجحت في التصدي للهدف الجوي.

ويرى المحللون أن تحرك الحوثيين يبدو أنه جاء بأمر من إيران، في ظل ما يتعرض له حزب الله من انتقادات فلسطينية، تخشى من أن يتحول إلى إحراج لها، وهي التي حرصت على استغلال الحرب الإسرائيلية على غزة في الدعاية لها في الأوساط الشعبية العربية.

ويقول المحللون إن حزب الله أظهر حتى الآن أنه ليس بصدد تغيير قواعد الاشتباك الحالية بما يقود إلى حرب واسعة مع إسرائيل، وأن جل تحركاته تنصبّ على “رفع عتب”، أمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي اللذين يعدان أحد ركائز ما يسمى بمحور الممانعة الذي تقوده طهران.

واعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الثلاثاء أنه “من الطبيعي ألّا تسكت” المجموعات الموالية لطهران في المنطقة على تصاعد حدّة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، داعيًا إلى اغتنام “آخر الفرص السياسية” لوقف التصعيد.

وأتت تصريحات الوزير الإيراني خلال زيارة إلى الدوحة التقى فيها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، وتزامنت مع تبني المتمردين اليمنيين الهجمات على جنوب إسرائيل.

ونقل بيان للخارجية الإيرانية عن أمير عبداللهيان قوله “نتيجة استمرار جرائم النظام الصهيوني ضد الشعب الأعزل والحصار المطبق على غزة، فإننا نشهد تدريجيًا زيادة في ردود الفعل وتكثيفًا واتساعًا لنطاق النزاعات في المنطقة”.

وأضاف “من الطبيعي أّلاّ تسكت مجموعات وحركات المقاومة على كل هذه الجرائم وأيضاً على دعم أميركا الكامل للكيان الصهيوني”.

ودعا عبداللهيان إلى “اغتنام آخر الفرص السياسية لوقف الحرب” محذّرًا من أنه “إذا خرج الوضع عن السيطرة فلن يسلم أيّ طرف من عواقب ذلك”.

وأسفرت المواجهات المتقطعة بين حزب الله وإسرائيل خلال الأيام الماضية عن مقتل 47 مقاتلا من الحزب. وقالت ثلاثة مصادر مطلعة إن حزب الله قرر اتخاذ جملة من الاجراءات والتدابير من قبيل استخدام صواريخ أرض – جو بهدف تخفيف حجم الخسائر البشرية في صفوفه.

وقال أحد المصادر المطلعة لرويترز إن استخدام الصواريخ المضادة للطائرات كان إحدى الخطوات العديدة التي اتخذها الحزب للتصدي للمُسيّرات الإسرائيلية التي تهاجم مقاتليه في التضاريس الوعرة وبساتين الزيتون على الحدود.

ومن المقرر أن يلقي الأمين العام للحزب حسن نصرالله كلمة يوم الجمعة في أول خطاب له منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، ويستبعد مراقبون أن يعلن نصرالله عن قرارات نوعية، وأنه سيكتفي بتوجيه المزيد من التهديدات لإسرائيل.

ويوضح المراقبون أن حزب الله يدرك أن الدخول في حرب مع إسرائيل سيكون أبرز الخاسرين فيها خصوصا وأن الولايات المتحدة التي أرسلت حاملتي طائرات وتعزيزات عسكرية لن تقف مكتوفة الأيدي.

ويشير المراقبون إلى أن حزب الله سيغامر في حالة وحيدة وهي أن تطلب منه إيران ذلك، لافتين إلى أن تحرشات الحوثيين بإسرائيل ليست ذات أثر كبير، لكن الأمر سيختلف في حال دخل الحزب اللبناني رسميا إلى المعركة حيث أن الجماعة اليمنية قد تعمد إلى توجيه ضربات تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

ورغم الدعم والتضامن الكبيرين اللذين يبديهما اللبنانيون واليمنيون مع الفلسطينيين في الحرب التي يتعرضون لها إلا أنهم يخشون من أن يتم الزج بهم في صراع لا يستطيعون تحمل كلفته، حيث يعاني البلدان حالة استنزاف منذ سنوات بسبب أزماتهما الداخلية.

زر الذهاب إلى الأعلى