التصعيد الحوثي يعقّد الحلول السياسية في اليمن وينذر بحرب واسعة

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي

على تخوم محافظات مأرب والجوف والحديدة، تحشد مليشيا الحوثي عناصرها المسلحة، حيث لدى مليشيات الحوثي استعدادات لشن هجمات للسيطرة على مساحات ومناطق في مدينة مأرب الغنية بالنفط مستغلة الهدنة التي استغلتها لتوسيع نفوذها، وزادت وتيرة الهجمات الحوثية على مواقع الجيش في مناطق التماس، واتسعت رقعة الاشتباكات، إذ استخدم الحوثيون المدفعية في هجماتهم، للتقدم والسيطرة على مناطق جديدة.

تصعيد مستمر:

تتصاعد الهجمات الحوثية على العديد من المواقع العسكرية على تخوم محافظتي مأرب والحديدة، والتي أدت لسقوط العديد من الجنود.
ويكثف الحوثيون من محاولاتهم للسيطرة على مناطق جديدة ويأتي التصعيد الحوثي من أجل توسيع دائرة الحرب ،وافشال المحاولات الدولية في اليمن لإنهاء الحرب الممتدة منذ 8 سنوات .


تصعد مليشيات الحوثي من عملياتها على الواقع العسكري ،هو لفرض المخطط الذي يسعون إلى تحقيقه ،في السيطرة على محافظة مأرب واعادة توسيع تواجدهم في الحديدة، لكن تركيزهم هو في اسقاط المحافظة الغنية بالنفط .
وحشد الحوثيون آلاف الجنود خلال الشهور السابقة ،ويضعون خطط لشن حرب واسعة في مأرب والتي يسيطرون على معظم مديرياتها، حيث يرون أن عدم اسقاط هذه المحافظة يعني ترك ورقة سياسية قوية لصالح المجلس الرئاسي، ويرون في سقوطها توازن يفضي إلى حالة من الضعف في داخل المجلس، مما ينعكس على الوضع السياسي والاقتصادي والعسكري برمته ،ويعتمد الحوثي الخيار العسكري كأكثر الخيارات لإزاحة خصومهم وفرض توجههم السياسي.

حرب محتملة:

يصف مختار عمر عبد الله ـ سياسي يمني ـ لدى حديثه ليمن الغد، الوضع بإنه ينبئ بحرب جديدة ،حيث سيعمل الحوثي على شن حرب واسعة خلال الفترة القادمة، فالحوثيون طيلة الشهور الماضية رفضوا العديد من الحلول السياسية وأتجهوا إلى التصعيد وكثفوا من نشاطهم العسكرية، ويريد الحوثي التنازل من الخيارات التي قد تؤدي إلى السلام وذلك في محاولة منه إلى احراق مرحلة الهدنة بفرض خياراته عبر الحرب ،ودفع جميع الأطراف لخيار ربما سيعيد الوضع اليمني إلى نقطه الصفر.
وقال مختار: ” لدى الحوثيين مخطط حرب وهم لا يريدون أي سلام، فمشروعهم ليس الدخول في حوار والخروج من واقع الحرب بأقل الخسائر ، ربما السبب في ذلك أن الحوثي مرهون بمشروع خارجي ،وهو لا يريد أن يكون جزء من الحل لإن ايران هي ترفض السلام ،وتريد تحقيق طموحها ومخططها من خلال الحوثيين في البحر الاحمر، وكذلك زيادة التوترات في المنطقة.

خروقات تتوسع:

يتجه الحوثيون لزيادة خروقاتهم العسكرية في أكثر من جبهة ،حيث عملوا خلال فترة الهدنة على تعزير ترسنتهم العسكر ية ،وتجنيد آلاف الجنود واقامة المعسكرات الصيفية واتجهوا لتوسيع خيارهم العسكري لفرض قرارهم الاخير ،وهو عدم الاتجاه للحل السياسي على اعتبار أنه سيضعف من توجهاتهم وخططهم على المدى الطويل.
ويعتقد محمد ردمان الوالي وهو خبير عسكري، أن لدى الحوثيين مخطط فعلي لفرض الحرب ،وذلك مع شعورهم أن خصومهم ليس لديهم استراتيجية عسكرية وسياسية ،للتعامل معهم وأن مثل هذا الضعف خلق لدى الحوثيين شعور بالتفوق .


وقال ردمان ليمن الغد: ” الحوثيون لديهم مخططاتهم متعددة ،وليس لديهم مشروع سياسي ودستوري وهذا الانحياز نحو الحرب يقوم لإن مليشيات الحوثي ؛هي جماعة ذات ايدلوجية عنيفة مضادة للدولة والمؤسسات والمجتمع، لذلك فهي مدفوعة لفرض واقع جديد من خلال الحرب، لإنها ليس لديها خيارات فعلية للسلام”
وأضاف أن الدخول في الحرب هذه المرة سيكون الامر مختلف ،على جميع الاطراف حيث أن هذا سيحدد واقع اليمن وسيحدد واقع المنطقة ككل، خاصة إذا تم القضاء على الوجود الحوثي واضعافه ،فهذا سيكون مدخلا لحل سياسي وانهاء للوجود الايراني في المنطقة، لكن تحقيق الحوثي لاي انجازات فإن ذلك سيكون كارثي ونتائجه ستكون فوضوية.

Exit mobile version