التعنت الحوثي يقلب طاولة الحلول ويكشف على نوايا مبيتة للحرب

يمن الغد/ تقرير – خاص

التعثر الحاصل في المفاوضات التي تجري في الرياض، والذي تحاول فيه اطراف دولية واقليمية انهاء الحرب في اليمن ،والوصول لاتفاق يفضي إلى سلام مرحلي تعالج فيه العديد من القضايا الشائكة، التباين الكبير بين مطالب المجلس الرئاسي والحوثيين مازال يمنع الوصول لاتفاق نهائي ويؤدي إلى تعقيد الوصول لحلول قريبة.

شروط جديدة:

تمر المحاولات السياسية والتفاوضية لوصول اليمنيين لحلول دائمة بحالة من الضعف ،الأطراف اليمنية تجري مباحثات واسعة في السعودية، وتهدف المفاوضات لخلق ظروف لحل دائم في اليمن ، لكن الشروط الحوثية لا تكاد تنتهي وهو ما زاد من التباينات وأظهر عدم وجود تفاهمات حيال العديد من القضايا .
الحوثيون مازالوا يرفضون العودة لتصدير النفط، وكذلك يضعون شرطا أخر وهو أن ينقل البنك المركزي إلى صنعاء ،رغم استحالة تحقيق هذه المطالب واعتبارها خضوع للحوثيين بشكل كامل ، هذا التعثر يمثل مأزق جديد فإن رغم المحاولات عديدة تجري لتلافي هذه الاختلافات، والتي يمكن أن تفشل الحلول وقد تؤدي لتعقيد جديد قد تكون له انعكاساته .

تعنت متطور:

يذهب الدكتور عبد العزيز الصفيري وهو سياسي يمني لدى حديثه ليمن الغد إلى التأكيد أن المراهنة على الحوثيين، لن تؤدي لاتفاق دائم وآمن خاصة في ظل التفاف الحوثي على الحلول ،ووضعه مطالب جديدة، حيث أن الحوثي يريد اعادة هيمنته على الواقع السياسي، بشكل يمنحه كل الامتيازات والخيارات، التي تقضي على خصومه وتجعل الحلول قريبة من أجندته.
وتمر المباحثات في الرياض بالعديد من التعقيدات، قبل أن تصل لصيغتها النهائية ،حيث تحاول اطراف قريبة من المجلس الرئاسي إلى اعادة تشكيل حلول متوازنة ،وتكون خلفيتها عدم الخضوع للرغبات والسياسات الحوثية ومنع هيمنة الحوثيين لوضع كل مطالبهم ،لتكون ملزمة لكن الحوثيين يدفعون بكل جهودهم لتكون مطالبهم سواء في الجانبين السياسي والاقتصادي متشددة ،فهم يريدون احتكار الواقع السياسي وضمان الاستجابة لها، كما أن الشروط الاقتصادية والإجرائية تجعل الحوثيين هم من يضعون الحلول وهم يتحكمون بكل المجالات الاقتصادية.
يقول عبد العزيز الصفيري” الحوثيين لهم مفهوم خطاء وهم يحسبون الوضع والحلول وفق استراجيتهم ،لذلك يصعب أن يكون لدى الحوثيين رغبة في السلام ،كل الذين يخطط له الحوثي اسقاط خصومه وهو سيتجه حسب حاجة الاطراف الأخرى للسلام ليتجه للتصعيد عسكريا”.

نقطة خلاف :

يوضح عصام خالد جابر سياسي يمني نقطة الخلاف الجارية والتي تؤسس لانهيار محتمل للحل، وذلك بإضعاف الحوثيين للحوار ،فالحوثي لا يمثل اليمنيين ويعمل لفرض مخططه في استغلال الموارد الاقتصادية والحلول السياسية .
ويتطرق عصام إلى أن كل جهود الحل التي تجري في الرياض للوصول لمراحل حل تكون المدخل السياسي والاقتصادي للحرب في اليمن، إلا أن الحوثيين ينظرون إلى ظروف الحل بحالة محدودة تقوم وفق خياراتهم ،فهم يريدون أن يؤسسوا لوجودهم وتحكمهم بالمشهد ،ولذلك فإن مطالبهم كلها ليست منطقية .
وقال عصام لـ”يمن الغد”: هناك اجندة للحوثيين من الصعب اعتبارها نهائية ،لا يمكن أن يختار الحوثيين إنهاء الحرب، إلا إذا تأكدوا أنهم تمكنوا من ضمان حصولهم على كل الإمكانيات ،فمن حيث الموارد هم سيعملون على تذهب الموارد لصالح مشروعهم ،وتقوية وجودهم لكن مشروع الحرب سيظل موجود لديهم، وهم سيفكرون بإستمرار في إسقاط كل القوى والأطراف، واختراقها ليتحقق لهم ما يريدوه”.

Exit mobile version