يملك “أبو محفوظ”، أحمد حامد الحق في تجاوز الاحتياطات الأمنية التي يفرضها عبدالملك الحوثي زعيم الانقلابيين في اليمن.
ويعقد الحوثي لقاءاته عبر الفيديو ضمن ترتيبات أمنية صارمة، لكن عددا محدودا من رجاله يستثنيهم من هذا الأمر، بينهم أبو محفوظ الذي يعد حاليا أكثر الرجال نفوذا في شمال اليمن، فمن هو؟
كغيره من قادة الانقلاب كان أحمد حامد المكنى “أبو محفوظ” (51 عاما) متواريا عن الأنظار حتى اجتياح صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، إذ برز الرجل في منصب مسؤول الجانب الإعلامي للحوثيين قبل أن يتم تنصيبه مديرا لمكتب الرئاسة بمناطق الانقلاب في 2018.
ومنذ ذلك شيد الرجل جناحه الخاص داخل المليشيات ليقف جنبا إلى جنب مع شقيق زعيم المليشيات عبدالخالق الحوثي، ومسؤول ما يسمى جهاز “الأمن الوقائي” أحسن الحمران، كأحد أخطر قادة الظل للانقلاب.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “العين الإخبارية” من مصادر أمنية فإن أحمد محمد يحيى حامد أصبح حامل رسائل زعيم المليشيات لشركاء الانقلاب وحتى قادة الحوثي.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حمل أبو محفوظ رسالة شفهية إلى قيادات حزب المؤتمر مفادها إجراء تغييرات وصفها بـ”الجذرية” وإنهاء وجود قيادات بارزة في الهيكل التنظيمي للحزب أبرزهم إزاحة أبوبكر القربي.
وتشير المعلومات إلى أن زعيم الحوثيين رفض مؤخرا تقارير عدة رفعها رئيس ما يسمى “جهاز الأمن والمخابرات” عبدالحكيم الخيواني توثق فساد بعض القيادات الحوثية أبرزهم أبو محفوظ لكن عبدالملك الحوثي وبدلا من التعاطي مع ذلك، عاد لتوبيخ الرجل بزعم أن حامد “نزيه وكفوء وليس فاسدا”.
جاسوس الحوثي
يكمن تمسك زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي ببقاء القيادي النافذ أحمد حامد في مشهد الانقلاب رغم تنامي الأصوات المطالبة بإزاحته من المشهد، في كون الرجل يمارس أدوارا تجسسية حتى على قادة المليشيات البارزين.
وبحسب مصادر خاصة لـ”العين الإخبارية”، فإن أحمد حامد قام بتشييد ما يسمى “وحدة معلومات أمنية” والتي تعد بمثابة خلية تجسس ومخابرات مهمتها توفير بيانات ومعلومات حول كل القيادات الحوثية بما فيها التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام وجناح صنعاء المنافس لجناح صعدة.
كما يشرف الرجل على عمل “وحدة المخابرات الحوثية” المعنية بمراقبة عمل المنظمات الإغاثية والتحكم في توزيعها وتوجيهها بما يخدم مقاتلي المليشيات، وفقا للمصادر.
ولفتت المصادر إلى أن حامد تلقى من وحدة المعلومات تقريرا عن تورط قيادات حوثية كبيرة في تقاسم مبالغ مالية ضخمة من عائدات الضرائب والجمارك وعائدات المشتقات النفطية والاتصالات منها 70 مليون دولار تقاسمها عبدالسلام فليته، ومحمد علي الحوثي، ليقوم بدوره في إبلاغ زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي.
وأشارت المصادر إلى أن أحمد حامد وعبدالخالق الحوثي ونجل مؤسس المليشيات علي حسين الحوثي شكلوا لجنة أمنية وعسكرية سرية قامت برفع تقارير لزعيم المليشيات تضمنت اتهاما صريحة لثلاثة من أبرز قادة المليشيات بالفشل بما فيها أداء الجهات التي يديرونها والتي لم تسجل أي نجاح يذكر خلال العام الماضي 2022.
والقيادات المشار إليهم هم عبدالمحسن طاؤوس، المسؤول ملف الاستقطاب المعادي، وعبد الله يحيى الحاكم المنتحل رتبة لواء، وهو رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الحوثية وكذا محمد عبدالكريم المتوكل، مدير مكتب التعبئة بوزارة الدفاع الحوثية وينتحل رتبة عقيد.
ووفقا للمصادر فإن أبو محفوظ يرفض أي نفوذ لأبو علي الحاكم (عبدالله الحاكم) ما دفعه لرفع تقارير لمليشيات الحوثي تتهمه بالفشل مع طاؤوس، والمتوكل في مسعى لتحجيم نفوذه.
كما يقف أحمد حامد في وجه القيادي النافذ محمد علي الحوثي رغم محاولاته الظهور كصاحب النفوذ الأقوى داخل المليشيات لكنه بات بالفعل يراكم خسائر كثيرة في منافسته لأبو محفوظ.
فساد أبو محفوظ
ويمسك أبو محفوظ بمفاتيح خزائن الحوثيين حيث يجمع بين يديه جميع مفاتيح صناديق الأموال كـ “صندوق رعاية الشباب”، و”حساب الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات”، وما يسمى “الهيئة العامة للزكاة”، وصولا لـ”آلية سكمشا” المعنية بالتحكم بالمساعدات الإغاثية وتهريب أموال المليشيات للخارج.
وتجلت سطوة أبو محفوظ في إصدار قرارات خلال عام 2021 للإطاحة بأكثر من 170 مسؤولا في مناصب مدنية جميعهم ينتمون للمؤتمر الشعبي العام في حكومة الانقلاب.
كما لعب الرجل دورا رئيسيا في استقطاب النشطاء واعتماد مرتبات مجزية وامتيازات لهم تصل لنحو 300 مليون ريال وذلك في مسعى لضمان ولائهم للمليشيات وعدم انتقاد فساده، وفقا للمصادر.
وينظر زعيم المليشيات لأحمد حامد بأنه كان له دور بارز في إسناد زعامة المليشيات إليه ومنع انتقالها إلى القيادي القبلي البارز عبدالله عيضة الرزامي بمبرر حاجة المليشيات لأحد “آل البيت”، وهو ما لم ينساه عبدالملك الحوثي، حيث مكنه من أن يكون الرجل الأول داخل المليشيات الحوثية.
وحامد هو المطلوب الـ25 للتحالف العربي ضمن قائمة الـ 40 قياديا حوثيا ويضع نحو 5 ملايين دولار مكافأة لمن يطيح به، كما أنه يرأس أحد الأجنحة الثلاثة المتنافسة داخل مليشيات الحوثي، في حين يرأس الجناح الآخر محمد الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا، والثالث يرأسه وزير الداخلية عبدالكريم الحوثي، عم عبدالملك، وفق تقارير أممية.