قال السياسي اليمني وسفير اليمن في لندن الدكتور ياسين سعيد نعمان، الخميس، إن استقلال الجنوب وتوحيده في دولة واحدة في 30 نوفمبر عام 1967 كان منجزاً تاريخياً ومساراً وطنياً عظيماً، لا يمكن أن تطاله كل محاولات التشويه أو التقليل من قيمته .
وذكر نعمان -في مقال بصفحته على فيسبوك- إن “وقائع الحياة، ومنطقها الذي سارت عليه، تقول إن الجنوب بعد توحيده كان رافعة سياسية أخذت تتشكل معها جغرافية وطن أكبر اسمه اليمن”.
وأضاف “ثم أخذت المسارات السياسية للقوى الوطنية التي تصدت لتحقيق هذ المنجز تدونه كجزء من تاريخ اليمن الحديث، ومع ما شكلته مخرجات هذه المسارات من نتائج فقد أكدت أن للتاريخ حتميات لا يمكن تفكيكها إلا بالسياسة والمنطق، ذلك أن للتاريخ منطق لا يمكن التعاطي معه إلا بمنطق يحاكي مكره وحتمياته”.
وتابع نعمان “هكذا تقول المادية التاريخية التي علمت الانسان أن الاختلاف والصراع والاتفاق محورها دايماً المصالح التي تقرر حاضر ومستقبل الانسان، وكل ما يتعلق بإشباع حاجاته المادية والروحية”.
وأردف الدبلوماسي اليمني “في ضوء هذه الحقيقة، دار التاريخ السياسي لليمن دورته حاملاً معه نوفمبر كمنجز ومسار في كل الأحيان، وكمنبه لما قد تشكله حتميات التاريخ من مخاطر في بعض الأحيان.
واستدرك “من بين تلك الأحيان هي ما نمر به هذه الأيام من محاولات لكسر هذه الرافعة الوطنية باستهداف وحدة الجنوب، ومعها المشروع الوطني منطلقين من النقطة التي تحولت معها إحدى محطاته الهامة (عام 1990 ) إلى محطة هشة، معاكسة لمنطق المادية التاريخية بعد حرب 1994، تجمعت فيها وعلى هامشها مكونات السياسة الانتقامية والمغامرة ، لتضع مساراً للبلاد متصادم مع التاريخ في صورته التي تجسد المصالح المادية والروحية للانسان، لتجد نفسها تعمل خارج ما تعلنه من “مشاريع وطنية”.
وأكد أن في مقدمة هذا المشاريع يأتي استهداف وحدة الجنوب بسياسات كل هدفها تفريغ الجنوب من دينامياته التي طالما تحركت معها البلاد نحو غايات أكبر وأوسع من الرقع الجغرافية المجزأة والمتصادمة.
وذكر أن حضرموت خاصرة هذه الرافعة، وتقول القوانين الموضوعية، التي تنتظم في إطارها آليات عمل المادية التاريخية، أن كل عمل يتعاكس مع هذه القوانين لن يكون سوى فعل مجرد من المنطق، مشحون بانفعالات لا يمكن لها أن تتخطى حدود ما تعتقد أنه ضربة لخصم ما، وما بعده لا يعنيها في شيء.
وختم ياسين سعيد نعمان مقاله بالقول “نوفمبر ليس حالة وجدانية؛ هو مسار وطني ومنجز تاريخي، وكل المكونات الجيوسياسية التي شكلت قاطرته منذ اليوم الأول عام 1967، وعلى رأسها حضرموت، ستظل على صلة وترابط به كمنجز وكمسار معاً سيبقى رافعة لتجاوز كل ما لحق بالمشروع الوطني من اخفاقات، وبه ومعه ستهزم كل محاولات تفكيكه”.