يعرف نقطة ضعفها.. صحيفة أمريكية: هكذا يضغط السنوار على إسرائيل

لمعرفته جيدا بنفسية وكيفية تفكير الإسرائيليين، مارس رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيي السنوار ضغوطا على إسرائيل خلال الاتصالات غير المباشرة الخاصة بتبادل الأسرى، إذ أوقف الاتصالات أكثر من مرة وأبلغ الوسطاء المصريين بأن الحرب لن تنتهي قريبا، بحسب صحيفة “ذا وول ستريت جورنال” الأمريكية (The Wall Street Journal).

الصحيفة تابعت، في تقريرها ، أن السنوار درس النفسية الإسرائيلية، خلال وجوده في سجون إسرائيل لنحو عقدين من الزمن، ويراهن بحياته على ما تعلمه عن إسرائيل في هذه الحرب.

وردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، لاسيما المسجد الأقصى، شنت “حماس” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي الماضي هجوم “طوفان الأقصى” ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة.

وقتلت “حماس” في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

ومنذ 7 أكتوبر، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الأحد 17 ألفا و997 شهيدا، و49 ألفا و229 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وقال الرئيس السابق لهيئة السجون في إسرائيل يوفال بيتون إن السنوار قال له ذات يوم إن معظم الإسرائيليين يخدمون في الجيش ويتمتع الجنود بمكانة خاصة في المجتمع، وهو ما تعتبره إسرائيل نقطة قوة، لكنها نقطة ضعف يمكن استغلالها.

بيتون اضاف أن “السنوار (في أوائل الستينيات من عمره ويجيد اللغة العبرية بطلاقة) يدرك أن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا (في حال استمرار الحرب لفترة طويلة)، ويفهم أن هذه هي نقطة ضعفنا”.

قلق إسرائيلي

وقال وسطاء مصريون، لم تكشف الصحيفة عن هويتهم، إن السنوار أوقف الاتصالات الخاصة بتبادل الأسرى مع إسرائيل مرات عديدة؛ كي يضغط على تل أبيب ويجبرها على هدنة إنسانية وظفتها “حماس” في إعادة تجميع صفوفها.

كما أنه جرى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على دفعات على مدار أيام الهدنة السبعة وليس على دفعة واحدة؛ مما خلق أجواء من القلق في المجتمع الإسرائيلي، وفقا للصحيفة.

وتابعت أن السنوار أبلغ الوسطاء المصريين بأن الحرب لن تنتهي قريبا، كما انتهت جولات المواجهات السابقة في غزة، وأن القتال قد يستمر إلى أسابيع، مما يشير إلى أنه يريد الضغط على إسرائيل قد استطاعته بشأن ما تبقى من الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة.

بقية الأسرى

وفي أعقاب انتهاء الهدنة في 1 ديسمبر الجاري، قالت “حماس” إنه ليس لديها سوى أسرى من الجنود والمدنيين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، مشددة على أنها لن تطلق سراح المزيد منهم حتى تنتهي الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين.

وأضافت أنها مستعدة لإطلاق سراح جميع الأسرى مقابل جميع السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

ووفقا لتقديرات إسرائيلية، نقلتها هيئة البث الحكومية (كان)، فإن القتال سيمتد إلى شهرين إضافيين، ولكن لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، بل “عمليات تموضع” وستبقى القوات الإسرائيلية داخل القطاع.

ويُصر قادة الاحتلال على استمرر الحرب، على أمل إنهاء حكم “حماس” المتواصل لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لفلسطين منذ عقود.

المصدر | ذا وول ستريت جورنال”

Exit mobile version