أخبار العالماخبار الشرعيهالحديدةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةانتهاكات المليشياتتقاريرمحليات

خبراء وسياسيون: هجمات الحوثي تعجل بتشكيل قوة دولية لتأمين الملاحة

يمن الغد – تقرير

تدفع سلسلة الهجمات الحوثية على سفن الشحن في البحر الأحمر نحو تشكيل قوة دولية لتأمين خطوط الملاحة للحد من تهديدات المليشيات الانقلابية.
وهاجم الحوثيون بشكل متكرر السفن في البحر الأحمر وكانت هناك عدة حالات اضطرت فيها السفن الأمريكية إلى إسقاط طائرات مسيرة وصواريخ للمليشيات الانقلابية.
ودفعت الهجمات كبير المتحدثين باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الجنرال باتريك رايدر، للتأكيد على أن واشنطن تتجه “لتشكيل قوة عمل بحرية وأنها تتشاور مع الحلفاء والشركاء حول العالم لتشكيل هذه القوة”، التي من شأنها وأد خطر هجمات الحوثي في البحر الأحمر.
لكن خبراء يمنيين قالوا” إن تشكيل قوة بحرية دولية لن تكون قادرة على تحجيم خطر مليشيات الحوثي مالم يتم دعم القوات اليمنية البحرية خصوصا على الساحل الغربي للبلاد، لتتولى تأمين الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر، وتسعى لتحرير محافظة الحديدة من سيطرة الحوثيين.

رفع الجاهزية:

عقب الهجمات الحوثية على سفن الشحن، اتجهت الأنظار نحو قوات المقاومة الوطنية وتحديدا التشكيلات البحرية وخفر السواحل المنضوية تحت مظلتها، والتي تنتشر على طول الساحل المطل على باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
وينتظر من هذه القوات لعب دور محوري في تأمين خطوط الملاحة، وهو ما أكده نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد الركن طارق صالح عقب عرض رمزي لخفر السواحل واللواء الأول مشاة بحري في المخا وتوجيه برفع الجاهزية.
وجسد العرض العسكري الذي أقيم، الثلاثاء، الجاهزية العالية للقوات اليمنية المنتشرة على طول الساحل الغربي للقيام بمهامها في حماية السلام والأمن داخل الحدود البحرية للجمهورية اليمنية في هذا القطاع الهام.
وأشاد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية طارق صالح، بما شاهده من جاهزية ومعنويات عالية، مشددًا على أهمية الالتزام باليقظة العالية والبقاء في تأهب دائم لمواجهة أي مخاطر عدوانية تهدد الموانئ والسواحل والجزُر المحررة والمياه الإقليمية.

وأكد صالح أن “استقرار اليمن هو الهدف المنشود من بناء أي قوة عسكرية، معتبرا أن الغرض من الأنشطة العدائية لمليشيات الحوثي قتل اليمنيين والعبث ببلادهم ومياهها الإقليمية”.

معادلة صعبة:

وضعت الهجمات الحوثية البحرية الإدارة الأمريكية في مأزق حقيقي حيث باتت تسعى لتشكيل قوة بحرية لحماية الملاحة في البحر الأحمر رغم وجود قوة المهام المشتركة 153 التابعة للأسطول الأمريكي الخامس.
وأعرب الخبير العسكري اليمني العميد جمال الرباصي عن اعتقاده أن قوة المهام المشتركة 153 التي تضطلع بدور رئيسي في منع تهريب السلاح وتأمين الملاحة من الألغام البحرية الحوثية، لن تذهب نحو ردع أعمال الحوثي إثر مشاركة دول عربية فيها.
وقال الرباصي لـ”العين الإخبارية”، إن “واشنطن تتجه لتشكيل قوة بحرية دولية تضم إلى جانبها اسرائيل وبريطانيا، لكن أي تصعيد من قبلها مع الحوثي سيؤدي إلى عرقلة إبحار سفن هذه الدول في خليج عدن والبحر الأحمر”.
وأكد أن الخيار الدولي المتاح حاليا هو “دعم طرف يمني متمثل في الشرعية اليمنية أو قوات البحرية اليمنية لمواجهة الحوثي على الشريط الساحلي الغربي وصولا لتأمين البحر الأحمر”، في إشارة إلى أهمية تحرير الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
من جهته، قال رئيس مركز باب المندب للدراسات في اليمن معاذ المقطري إن واشنطن قد تتجه لتوسيع نطاق قوة المهام المشتركة 153.
وأشار المقطري، إلى دعوات الإدارة الأمريكية الأخيرة إلى تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة الدولية على البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، لافتا إلى وجود خطة أفصحت عنها واشنطن لبناء هذا التحالف.
وقال إن “تشكيل هذا التحالف الدولي لوقف أو تحييد هجمات الحوثيين على السفن يضع الإدارة الأمريكية أمام معادلة صعبة للغاية، بالنظر إلى دعمها لحرب إسرائيل على غزة من جهة، ودعمها لبلوغ حل شامل في اليمن بين الشرعية والانقلابيين من جهة أخرى”.
وأضاف “أساسا، هناك قوات دولية متعددة الجنسية تعمل على حماية الملاحة الدولية على البحر الأحمر وخليج عدن وهي في تنام منذ أن شكلت أعمال القرصنة الصومالية خطرا حقيقيا على حركة التجارة الدولية العابرة في خط الملاحة الذي يشن الحوثيين هجماتهم عليه”.
وبحسب الخبير ذاته، فإنه “مقابل بناء تحالف دولي أوسع لحماية الملاحة العابرة على المضايق هرمز وباب المندب وقناة السويس، سيكون هناك دعم استخباراتي ولوجستي لا يستهان به تقدمه إيران لمليشيا الحوثي التابعة لها ضمن أذرعها في المنطقة والتي هي الأخرى تشاطر الحوثي هجماتهم في العراق وسوريا ولبنان”.
وتابع: “لن يكون هناك تحالف دولي قادر على تأمين وحماية الملاحة الدولية في مواجهة إيران وأذرعها في المنطقة ما لم تتوقف الحرب الإسرائيلية على غزة”.

تحرك دولي عاجل:

خلافا لذلك، قال الناشط السياسي والإعلامي أدونيس الدخيني إنه يعتقد أن المجتمع الدولي سيتجه إلى تشكيل قوة دولية بحرية تتولى ردع تهديدات مليشيات الحوثي وذلك بالنظر لأهمية مضيق باب المندب للتجارة العالمية.
وأضاف الدخيني” إنه من الواضح، أن “الهجمات الإرهابية التي تنفذها مليشيات الحوثي ضد الملاحة الدولية دفعت المجتمع الدولي إلى البحث عن تشكيل قوة دولية لتأمين السفن في البحر الأحمر باعتباره قد تحول إلى منطقة خطيرة مع تزايد أعداد الهجمات الحوثية”.
وأضاف “بلا شك، سنشهد تحركاً عاجلاً لتزايد الهجمات الحوثية أولا، وثانياً لأهمية الممر الدولي مضيق باب المندب الذي تعبر منه خُمس إمدادات الطاقة العالمي يومياً”.
وأشار إلى أنه من “الواضح حتى اللحظة، أن الجهد يتجه نحو تشكيل قوة دولية تقوم بمهمة حماية الملاحة في البحر الأحمر، تشمل العديد من الدول العربية والغربية، كون الممر الملاحي لا تقتصر أهميته على دولة واحدة فقط، إنما هو أمن قومي لمختلف دول العالم، وبالتالي، سنشهد تحركاً جماعيا لردع التهديدات الإرهابية الحوثية”.
ويوم الأربعاء، قالت هيئة التجارة البريطانية إن قاربا على متنه 3 مسلحين من مليشيات الحوثي تبادل إطلاق النار مع سفينة تجارية غربي ميناء الحديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى