الحوثي والفوضوية في البحر الأحمر.. الملاحة على كف عفريت

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي

أخذت الأنشطة الحوثية في البحر الأحمر ، أبعادا خطيرة في تهديد مباشر للتجارة الدولية ونقل البضائع والنفط ،وهو ما بدا أنه يمثل تهديدا عالي الخطورة ، إذ يمس مصالح الكثير من الدول، وهذا ما وضع الكثير من الدول أمام ظروف معقدة مع تزايد التأمين على السفن والمخاطر المحتملة المهددة للملاحة الدولية.

إسرائيل ليست المتضرر الأكبر:

اسرائيل ليست المتضرر الأكبر من التهديدات المتزايدة في البحر الأحمر ، فالتجارة التي ترتبط به اسرائيل مع أوروبا والغرب وتركيا والعديد من الدول في امريكا الأتنية، يجعل لدى اسرائيل البديل التجاري والاقتصادي وهذا قد يعطي لاسرائيل خيارات متاحة لها فهي لا تستورد إلا بنسبة ضيئلة من شرق اسيا ومناطق الشرق الأوسط .
يذهب سعيد ناجي أحمد وهو سياسي يمني ،ليعطي جانبا من التأثير الكبير لاستهداف السفن في البحر الأحمر ، وما سيخلفه من انعكاس على واقع التجارة الدولية .
وقال سعيد لـ”يمن الغد”: أن مثل هذا الثأثير سيكون محدود على اسرائيل، لكنه في المقابل سيفرض العديد من الأضرار الكبيرة المحتملة على واقع أمن البحر الأحمر لسنوات ،وربما ستبدأ خطط لفرض نوع من السيطرة واحتكار عملية التنافس الدولي عليه ،وبذلك ستبدأ الدول الكبرى لخلق سياسات وتواجد عسكري على المنطقة المحاذية للبحر الأحمر .

أجندة التحكم في باب المندب :

ذكرت وكالة روتيرز أن هجمات الحوثيين تستهدف تدفق الإمدادات بين آسيا والغرب، وتشكل تهديدا كبيرا للاقتصاد العالمي. وقد أدت هذه الهجمات إلى ارتفاع تكلفة شحن البضائع عبر البحر الأحمر، الذي أصبحت سوق التأمين في لندن تدرجه الآن ضمن المناطق عالية المخاطر.
هذا الدور والنشاط لمزعزع للمصالح الدولية ،ربما سيخلق توجها عسكريا، وتحرك متعاظم في باب المندب والبحر الأحمر، وستكون اليمنيين هي من ستخسر الكثير، فلوقت قريب كان يمكن لليمن الاحتفاظ بالواقع القانوني للمياة الاقليمية ،وكان بإمكان اليمن ألا تخسر مناطق ميائية خاصة بها وألا تفقد ممرها المائي الإستراتيجي الذي هو في الأسس يخضع لها لكن زيادة الهجمات الحوثية قد يجعل التهديد تصب لوجود دولي يعمل على ضمان حماية التجارة الدولية مع وجود تهديدات ليس لها من أهداف غير تنفيذ رغبات ايران.
يوضح فهيم محمد نائف ناشط مدني أن السياسات الحوثية هي ليست نابعة من سياسات داخلية، حيث أن ايران كثيرا ما مارست نفس السياسات بالقرب من مضيق هرمز وعملت على فرض قرصنتها على العديد من السفن من أجل ضغوطها وشروطها لكن انتقالها لتحريك الحوثيين ستكون هناك الكثير من الدول العربية هي الخاسر من توسع نفوذ ايران إلى البحر الأحمر.
وقال فهيم لـ”يمن الغد”: الدور الذي يلعبه الحوثيين مزعزع ،وينخرط في اطار حالة طائشة من السلوك العدواني الذي يفتعل من قبل الجماعة، حيث أن هذه الانشطة سوف تؤثر على واقع التجارة الدولي والنقل البحري بشكل عام حيث أن الحوثيين يقومون بهذه السياسة وفي خيارات تصب لصالح ايران وليست لصالح غزة”.

قلق حوثي وإيراني:


‏اعترف وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني بدور بلاده فيما يجري في البحر الأحمر ،هذا الاعتراف يبدو أنه يعزز من خطورة السياسات الايرانية، المزعزعة لإمن باب المندب والبحر الأحمر .
وفي رده على محاولة الولايات المتحدة إنشاء قوات بحرية دولية في البحر الأحمر ،بمشاركة 40 دولة أعتبر وزير الدفاع الاي الايراني أن كل الدول، لها تواجد في هذه المنطقة لكنها منطقتنا، ولدينا سيطرة عليها ولا يستطيع أحد بالتأكيد المناورة فيها.
تتجه ايران لفرض تواجدها من خلال الحوثيين على البحر الأحمر ،وهذا ربما سيؤدي لتعاظم خطورة التواجد الايراني على منطقة الخليج ومصر.
تحكم ايران بالبحر الاحمر سيفرض قيود جديد، وسيجعل ظروف المنطقة الاقتصادية والسياسية تزداد تعقيداً ،فإلى جانب المخطط الايراني بعيد المدى في توسيع مجال نفوذه، فإن ذلك سيجعل ايران تضاعف من سياساتها المعادية للدول العربية ،مما سيجعل حرب ايران تنتقل للجانب المائي وتعزيزخطورة مشروعها المهدد لإمن المنطقة العربية .
يرى توفيق جمال الملاحمي وهو سياسي وباحث يمني ،أن الدور الحوثي ليس إلا دورا مرسوم وفق المخطط الايراني الاوسع ،حيث يلعب الحوثيين على واقع غزة وهذا مايقومون به للتموية ،لإن ايران تعمل تعطيل كل شيئ في المنطقة وفرض نوع من الحصار والقرصنة والتدمير لكل الدول العربية بشكل منظم وعبر مليشياتها .
وقال توفيق لـ”يمن الغد”: وجود ايران في البحر الأحمر يعني أن ظروف الصراع الايراني مع العديد من الدول العربية، صار أكثر خطورة فالحوثيين هم أداة للمشروع الايراني، وهم يمثلون أحد أذرعها، والمخطط يستهدف فرض خيارات جديد لايران لصالح وجودها لتدمير المنطقة، ونشر مليشياتها في العديد من الدول العربية، لتكون مساحة تمدد ايران وتشكيل دون أكبر لها لجعلها المتحكمة بواقع العرب وبلدانهم وشؤونهم الداخلية والخارجية.

Exit mobile version