ستكون الأنباء الحقيقية المسربة عن اجتماعات الحوثيين الانقلابيين مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر وسطاء بمثابة فضيحة مدوية إذا تم نشر محاضر الجلسات للعلن، وذكر كل التفاصيل المتعلقة بهذه المليشيات الإرهابية التي تنفذ أوامر إيران فقط.
لقد طلب الحوثيون من واشنطن مقابل إيقاف عمليات القرصنة العبثية عدة أمور، من أهمها : الاعتراف الأمريكي بالحوثي حكومة شرعية في اليمن، وفتح السفارة الأمريكية رسمياً في صنعاء، وقدوم السفير الأمريكي إليها ومباشرة أعماله الدبلوماسية من هناك، وتعهد الحوثيون بحماية السفارة تأمين تحرك الدبلوماسيين وأماكن إقامتهم وكل ما يحتاجون إليه.
كما تسربت أنباء تفيد بأن الحوثيين المتطرفين، طلبوا من أمريكا الإفراج عن مزيد من مليارات الدولارات المحتجزة لإيران في بنوك غربية، وعرض الحوثيون بالمقابل إغلاق مكاتب حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وطرد ممثلي هذه الفصائل الفلسطينية المسلحة من أماكن سيطرة الحوثيين، إذا استجاب الأمريكان.
ومن خلال ذلك، وبالغوص السليم في عمق هذه الأخبار والمطالب المذكورة، يتبين للعقلاء حجم الاستغلال الحوثي لأحداث غزة، بغية نيل المزيد من المكتسبات السياسية الآنيّة والاقتصادية الشخصية على حساب دماء الأبرياء، الذين يعتقد البعض أن الحوثة ينوون مساعدتهم ومساندتهم.
وقد قال العرب قديماً: إذا عُرِف السبب بطُل العجب، فالحوثي الإرهابي يريد اقتسام كعكة المقاومة والممانعة على الطريقة الإيرانية، وبما أن مليشيات حزب الله الإيرانية في لبنان، وعبر مناوشات منضبطة بدقة جنوبي لبنان مع إسرائيل، تريد الحصول على ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل برعاية أمريكية، وبمفاوضات سرية تحتضنها باريس، وفضحت فصولاً منها وزيرة خارجية فرنسا التي زارت بيروت قبل أيام، يقول الحوثيون: نحن أيضاً نريد أن نساوم تحت شعار أننا نقاوم.
وكما تفعل مليشيات إيران بالعراق، حين تلاحق بعض مرتزقتها من مطلقي الصواريخ والمسيرات على أربيل وقاعدة عين الأسد في الأنبار، ويتعهد زعماء تلك المليشيات للجانب الأمريكي بعدم علمهم بذلك وأنهم ملتزمون بحماية الجنود الأمريكيين في العراق، تقدم إيران الحوثيين بصفتهم سلطة أمر واقع في بعض مناطق اليمن، سلطة غير شرعية جاهزة لتقديم تنازلات بالجملة لا تخطر على بال أحد للأمريكي طبعا، وليس للشعب اليمني المنكوب.
وعلى هذا الأساس المتمثل بجديد محور المقاومة الكاذبة بزعامة إيران، يحق لنا أن ندرك جدوى سياسات دول المنطقة العاقلة بقيادة السعودية والإمارات ومصر، لتجنيب الإقليم كل أشكال العنف، وإيجاد سبل مثلى لوقف إطلاق النار في غزة، بعيداً عن صراخ أتباع الشعارات والعنتريات والمليشيات، الذين يسوقون لروايات ممجوجة لا يقبلها من لديه عقل، ولا تخدم إلا إسرائيل وعدوانها بالمحصلة.